مقابلة جلالة الملك مع مع وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء

10 شباط 2008
عمان ، الأردن

قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن الأولوية الأهم بالنسبة للأردن هي تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ودعم الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية في العراق ولبنان.

واعتبر جلالته، في مقابلة مع وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء بثتها اليوم، أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين هو النزاع المحوري في المنطقة، "وإذا ما تمكن الفريقان من التوصّل إلى تسوية عادلة عن طريق التفاوض،" فستنتقل المنطقة خطوة كبيرة على طريق التوصّل إلى تحقيق الأمن والاستقرار.

وجدد جلالته، الذي يتوجه اليوم للعاصمة الروسية موسكو في زيارة عمل تسمر يومين، التزام الأردن بتشجيع إيجاد بيئة من الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية التي تضمن حل الدولتين: دولة فلسطينية مستقلة تعيش بجانب إسرائيل بسلام وأمن.

وأشار جلالته إلى أن العملية التي بدأت في آنابولس تمثل تطور إيجابي، مؤكدا جلالته أهمية أن يظل المجتمع الدولي منخرطاً في هذه العملية.

وشدد جلالته على ضرورة دعم الأسرة الدولية للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لبناء المؤسسات، وتعزيز القدرات في مجال الأمن وتحفيز الاقتصاد الوطني، الذي لحق به دمار كبير بسبب القيود الإسرائيلية على حركة البضائع والناس.

وعبر جلالته في المقابلة عن تقديره لإلتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتطوير وتوسيع علاقات روسيا مع الأردن واصفا العلاقات بين البلدين بأنها ممتازة على المستوى السياسي.

وقال جلالته أن الأردن، كالعديد من الدول الأخرى، يشعر بالقلق تجاه تأثير الأسعار المتزايدة للنفط على المستوى المعيشي لمواطنيه، مشيرا جلالته الى أن فريقاً من الخبراء الروس سيزور عمّان هذا الشهر لنرى كيف يمكننا أن نتعاون في مجال تطوير الطاقة النووية للإغراض السلمية.

وعبر جلالته عن ارتياحه لمستوى التبادل الثقافي بين البلدين، حيث يدرس حالياً (2000) طالب أردني في روسيا، معربا جلالته عن حرص الأردن على الترحيب بأعداد متزايدة من الروس في المملكة.

ولفت جلالته، خلال المقابلة، إلى أن النزاع الذي طال أمده في المنطقة عمل على تأخير التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمعظم البلدان، لكن العديد من الدول، بما في ذلك الأردن، أخذوا على أنفسهم القيام بإصلاحات كبيرة، "حيث نعمل الآن على توزيع أفضل لمكاسب التنمية ونريد أن يستفيد جميع الأردنيين من هذا النمو، وأن يكونوا، في الوقت نفسه، شركاء في دفع عجلة التنمية في البلاد إلى الأمام".

وبين جلالته أن الأردن وفر مناخاً استثمارياً قوياً استكمله بتنويع قاعدة التصدير وتعزيز الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية المتعددة التي زادت من إسهام القطاع الخاص في النمو الاقتصادي، الذي بلغت نسبته في الربع الأخير من عام 2007 5,8 %.