مقابلة جلالة الملك مع صحيفة الحياة اللندنية .. الجزء الثاني

10 تشرين الثاني 2009
عمان ، الأردن

قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني إن الاردن شهد خلال السنوات العشر الماضية تحولات جذرية من ناحية التحديث والإصلاح والنمو الاقتصادي، وتطوير البنية التحتية، وتحسين قطاعي التعليم والصحة، وتمكين المواطنين من امتلاك المهارات والقدرات التي تؤهلهم لمواجهة متطلبات المستقبل، والاستمرار في البناء على ما أنجز.

وأكد جلالته، في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية نشرت الجزء الثاني منها اليوم، أن العمل جار على تنفيذ العديد من المشروعات الضخمة التي ستنعش الاقتصاد وستلبي حاجات ضرورية للأردن، ستبلغ كلفتها أكثر من 15 بليون دولار على مدى السنوات المقبلة.

وأوضح جلالته أن الإصلاح وتحسين الوضع الاقتصادي مرتبطان بالاستقرار، "وما نعمل عليه هو إيجاد الآليات التي تسمح لنا بتطوير وطننا وتحسين مستوى معيشة الأردنيين، وتوفير أفضل فرص الإنجاز والإبداع لمواطنينا".

وبين جلالته، في المقابلة التي أجراها رئيس تحرير صحيفة الحياة الزميل غسان شربل، أن المؤشرات الاقتصادية وسواها تظهر أن معدل النمو الاقتصادي تخطى حاجز الـ6 بالمئة خلال العقد الماضي، إذ ارتفعت الصادرات بنسبة 100 بالمئة، بينما بلغت الاستثمارات الخارجية بليوني دولار سنوياً.

وقال جلالته، في رده على سؤال حول فكرة الوطن البديل، "لا يوجد في قاموسنا شيء اسمه الوطن البديل. ولا نخشى هذه الفكرة التي للأسف يثيرها المشككون داخل الأردن أكثر من غيرهم، هذا الموضوع ليس مطروحاً للنقاش، الأردن قادر على حماية نفسه ومصالحه، ونرفض أي تخوف مما يسمى الخيار الأردني، وأي كلام عن الوطن البديل. الخيار الوحيد هو حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني".

وحول الأحداث والتطورات عربيا ودوليا خلال العشر سنوات الماضية، قال جلالته "على المستوى الإقليمي تحديداً، كانت فترة صعبة جداً وشهدت تحولات كبيرة وأحداثاً مصيرية في فلسطين، والعراق، ولبنان، وأفغانستان وغيرها من المناطق".

وأضاف جلالته "لكنها أيضاً مرحلة استوجبت التفكير في شكل جدّي في كيفية التعامل مع هذه الأحداث بما يحمي المصالح العربية، ويحقق للشعوب والدول العربية ما تستحقه من أمن واستقرار وتطور".

ولفت جلالته إلى أن الأردن عمل وما زال يعمل من أجل مواجهة تبعات هذه الأحداث، "والتحدي يكمن في الاستمرار في التنسيق والتشاور في ما بيننا كعرب ليس لمجرد تجاوز نتائج التحولات الصعبة، بل لأجل التعلم من دروس الماضي وإعداد أنفسنا للتعامل مع المستقبل، بقدرة أكبر على حماية مصالحنا".

ووصف جلالة الملك علاقات الاردن مع المملكة العربية السعودية بأنها "ثابتة وراسخة وتتطور في شكل دائم،" مثمنا جلالته وقوف السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدﷲ بن عبد العزيز إلى جانب الاردن، ودعمها المستمر له.

وأكد جلالته أن العلاقات الأردنية السورية "قوية وهي علاقات أخوة وتعاون. وعلاقتي بأخي الرئيس بشار الأسد متينة جداً وهنالك حرص مشترك على تطوير هذه العلاقات".

وحول العراق، قال جلالته "إن العراق دولة عربية كبيرة وشقيقة، والشعب العراقي هو أهلنا، وأمن العراقيين واستقرار بلدهم وبناء مستقبل آمن لهم هو ضرورة لاستقرار المنطقة، ونأمل بأن يتمكن العراقيون من تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة بناء بلدهم".