الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني الحرص على إدامة العلاقات المتميزة القائمة بين الأردن والمغرب، والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، بما يصب في تعزيز مسيرة التعاون الثنائي، وخدمة للتضامن والعمل العربي المشترك.
وقال جلالته في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، عشية زيارته الرسمية للمغرب، إن "علاقاتنا بالمغرب الشقيق علاقات قوية وتاريخية، بنيت على أساس تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، وبالاستناد إلى إرث وتاريخ طويل من التعاون والتشاور والتنسيق حول القضايا كافة".
وأعرب جلالة الملك عن اعتزازه بزيارة بلده الثاني المغرب الشقيق، تلبية للدعوة الكريمة من قبل أخيه جلالة الملك محمد السادس، مشيدا ب "العلاقات المتينة والتاريخية التي ترسخت وتجذرت في عهد والدي المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب ﷲ ثراهما".
وأشار جلالته إلى تماهي التجربتين الأردنية والمغربية في التنمية المستدامة بأبعادها المختلفة، مؤكداً بأن هناك مجالات واسعة للتعاون وتبادل التجارب والخبرات التي من شأنها أن تعزز مسيرة البناء والتنمية في كلا البلدين في ميادين عديدة كالتنمية السياسية والتعاون الاقتصادي والتجاري.
وأضاف جلالة الملك عبدﷲ الثاني، في السياق ذاته، أن البلدين يجمعهما "تاريخ طويل من التعاون، ونحن نريد أن نكرس هذا التعاون من أجل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية، لأن أرقام التبادل التجاري متواضعة جدا، ولا تنسجم مع عمق العلاقات الأخوية ومع تطلعاتنا لتطوير التعاون بين بلدينا".
وأعلن جلالته أنه سيتم خلال زيارته للمغرب التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في مجالات عدة، معربا عن الأمل في أن تسهم هذه الاتفاقيات في تنمية حجم التبادل التجاري والاقتصادي، والتوسع في المجالات الاستثمارية التنموية المشتركة.
وقال جلالته "نحن نؤمن من هذا المنطلق، أن أي حديث عن وحدة وتضامن الصف العربي يجب أن تقترن بجهود حقيقية وفاعلة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية، سواء على الصعيد الثنائي أو على صعيد تعاون عربي متكامل، حتى نتمكن من تأمين سبل الحياة الكريمة لشعوبنا، خاصة في ظل ما يواجهنا من تحديات، تستدعي العمل وفق رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة للدول العربية".
وردا على سؤال حول وضع مدينة القدس والجهود المبذولة للحفاظ على هويتها العربية والإسلامية، قال جلالته ان للقدس الشريف وعلى مدى التاريخ مكانة خاصة لدى الهاشميين، ولدى كل أبناء العالم الإسلامي والعربي، وهي حية في ضمير ووجدان كل عربي ومسلم ولها ارتباط أزلي وثيق بعقيدتنا وديننا الحنيف لا ينهيه احتلال ولا تلغيه حواجز أو حدود، منوهاً جلالته الى الجهود التي يقوم بها أخوه جلالة الملك محمد السادس لنصرة القدس.
ويشار بهذا الصدد الى الجهود الموصولة والهامة التي يبذلها جلالة الملك عبدﷲ الثاني للحفاظ على المقدسات والأوقاف الإسلامية بالقدس الشريف ورعايتها واعمارها على مدى عقود طويلة، لا سيما تأسيس جلالته للصندوق الهاشمي لأعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
وفي معرض حديثه عن قضية الشرق الأوسط المركزية، أكد جلالة الملك أن الدور العربي "كان بارزا وواضحا في لقاء أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط، ما عكس التزاما قويا بالسلام وبالرغبة الأكيدة في التوصل إلى سلام عادل وشامل".
وشدد جلالته، في هذا الصدد، أن القضية الفلسطينية تشكل جوهر النزاع العربي الإسرائيلي، مؤكدا الحرص على التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة لهذه القضية بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية وبنود خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي جدد القادة العرب التزامهم بها في القمة العربية الأخيرة في الرياض".
وأضاف أنه " نشأ عن لقاء أنابولس تفاهمات واتفاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بدعم ومساندة دولية وعربية وإسلامية غير مسبوقة، للبدء في مفاوضات جادة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال العام الحالي".
وأكد جلالة الملك أنه بجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيمهد الطريق لحل كافة النزاعات والأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، قال جلالته "نأمل أن تسهم التحركات الحالية، وإعلان الرئيس الاميركي جورج بوش بالتزام الولايات المتحدة في التوصل إلى سلام عادل يؤدي في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وإيجاد حلول نهائية وشاملة للنزاع العربي - الإسرائيلي على المستويات كافة".
وأعرب جلالة الملك عن تفاؤله باستمرار الاهتمام الدولي وبالأخص من قبل الولايات المتحدة لتحقيق تقدم يؤدي إلى السلام العادل والدائم، وعن أمله أن تسفر جولة الرئيس الأمريكي جورج بوش في المنطقة عن نتائج تشجع الفلسطينيين والإسرائيليين وتساعدهم على تحقيق رؤية السلام والتعايش المشترك استنادا إلى حل إقامة الدولتين.
وخلص جلالة الملك عبدﷲ الثاني إلى القول بأن العرب والفلسطينيين جادون في مسعى السلام وأنهم اثبتوا ذلك من خلال تبنيهم لمبادرة السلام العربية وحضورهم ومشاركتهم في لقاء أنابولس، ويملكون الإرادة الحقيقية لطي صفحة طويلة من الصراع تنتهي بسلام مشرف يعيد الحقوق لأصحابها ويفتح آفاقا جديدة نحو مستقبل مشرق ينعم فيه الجميع بالأمن والاستقرار.