مباحثات مكثفة يجريها جلالة الملك عبد الله الثاني في بروكسل

عمان
11 حزيران/يونيو 2002

أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم مباحثات مكثفة تركزت على سبل انقاذ الوضع المتدهور في الشرق الأوسط وايجاد المناخ الملائم لاستئناف عملية السلام اضافة إلى تفعيل الشراكة الأردنية الأوروبية.

وبحث جلالته في مقر الاتحاد الأوروبي مع الممثل الاعلى للاتحاد للشؤون السياسية خافيير سولانا التصورات الدولية وبشكل خاص الأوروبية والأمريكية لانهاء دائرة العنف ونزع فتيل التوتر في الأراضي الفلسطينية من خلال عقد اجتماع دولي تشارك فيه جميع الاطراف المعنية بعملية السلام.

وشدد جلالته خلال اللقاء الذي حضره سمو الامير هاشم بن الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ووزير الخارجية وسفيرة الأردن في بروكسل على ضرورة ان يستند اللقاء الدولي المقترح على قرارات مجلس الامن الدولي ومبادرة السلام العربية التي عبرت بشكل جلي عن رغبة حقيقية لدى العرب لتحقيق السلام الشامل الذي يلبي مصالح جميع الفرقاء.

واعتبر جلالته ان الحلول المجزأة اثبتت عدم جدواها في ضوء استمرار دوامة العنف والاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني مؤكدا جلالته ان اي مفاوضات قادمة يجب ان ترتبط بجدول زمني واضح ومحدد وتسفر عن قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار.

وعبر جلالته عن تفاؤل مشوب بالحذر حيال امكانية التوصل إلى حل نهائي للوضع المتأزم في المنطقة في ضوء ما تشهده من تداعيات جراء استمرار سياسة التصعيد العسكري.

واعرب جلالته عن امله بان يكون اللقاء الدولي المقترح عقده حجر الاساس في ايجاد حل عادل للنزاع العربي الإسرائيلي.

ووصف خافيير سولانا التحرك الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني في أوروبا في هذه المرحلة بأنه هام وحيوي مؤكدا ان أوروبا مستمرة في بذل مساعيها الرامية لانهاء العنف واطلاق مفاوضات السلام.

واشارسولانا في تصريح للتلفزيون الأردني إلى ان الوضع في الأراضي الفلسطينية حرج للغاية ونحن نحاول قدر الامكان ان نستمر بالعمل والتعاون مع الأردن.

واضاف لقد اثبت جلالة الملك عبدالله الثاني ان رؤيته كانت دائما صائبة فيما يتعلق بالوضع في الشرق الأوسط ونحن نشاركه الرأي ونستفيد بنفس الوقت من حكمته وقيادته0 وقال ان الاتحاد الأوروبي يقوم بكافة الاجراءات والخطوات المطلوبة لتحقيق بعض التقدم والتوصل إلى حل عادل وشامل.

وتأتي جولة جلالة الملك عبدالله الثاني الأوروبية في هذه المرحلة في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تحركات نشطة لرسم ملامح الحل السلمي وفي سياق حرص جلالته على اهمية تظافر الجهود كافة للتوصل إلى السلام العادل والشامل كما تأتي بعد الزيارة الناجحة التي قام بها جلالته الشهر الماضي للولايات المتحدة ودعا فيها إلى اقامة تحالف سلام جديد في الشرق الأوسط يقوم تحت مظلته تحالف دولي يكون لأوروبا به دور محوري وفاعل.

والتقى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله في القصر الملكي في بروكسل جلالة ملك بلجيكا البرت الثاني والملكة باولا حيث جرى البحث خلال اللقاء الذي تخلله مأدبة غداء وحضره رئيس وزراء بلجيكا جوي فيرهوفستادت بحث آليات تفعيل التعاون الثنائي بين البلدين خصوصا في المجالات الاقتصادية اضافة إلى علاقات الشراكة الأردنية الأوروبية ومساهمة بلجيكا في جهود السلام في المنطقة.

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني الذي وصل صباح اليوم إلى بروكسل ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله بدأ لقاءاته بزيارة مقر حلف الناتو وبحث مع امين عام الحلف لورد روبرتسون الوضع الراهن في الشرق الأوسط والتعاون بين الأردن والناتو.

وتناولت المباحثات التصور الأردني والعربي لحل النزاع العربي الإسرائيلي بما في ذلك قضية اللاجئين التي أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة ان يأخذ الحل القادم هذه القضية بعين الاعتبار وبما يتواءم مع قرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة العربية.

كما تناولت المباحثات التي حضرها اعضاء الوفد المرافق لجلالته الحملة الدولية لمكافحة الارهاب حيث أكد جلالته ان جهود مكافحة الارهاب لا يمكن ان تتم بمعزل عن ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية ومنح الامل والمستقبل الامن للشعب الفلسطيني ودعم مطالبه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وفي تصريح لوكالة الانباء الأردنية قال وزير الخارجية الدكتور مروان المعشر ان زيارة جلالة الملك لأوروبا تأتي اولا للحديث امام البرلمان الأوروبي الذي بدأ يأخذ دورا هاما للغاية في عملية صنع القرار الأوروبي.

وقال كان لا بد من الحديث مع البرلمان الأوروبي وشرح الموقف الأردني والعربي وخاصة في هذه المرحلة التي يجري فيها تكوين طبيعة المرحلة القادمة والاعداد لاعادة اطلاق العملية السلمية بما يتفق مع التوجهات العربية.

واضاف المعشر ان العلاقات الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي هامة للغاية فالاتحاد هو اكبر شريك تجاري للأردن ثم ان العديد من اعضاء دول الاتحاد هي دول دائنة للأردن وهذا الامر يستدعي الحديث معهم وشرح الوضع الاقتصادي الأردني.

وسيلقي جلالة الملك عبدالله الثاني يوم غد خطابا هاما امام البرلمان الأوروبي يحدد فيه الرؤية العربية للسلام والمرتكزات التي يجب ان يستند عليها.

ويعد الأردن اول دولة عربية في المشرق العربي يوقع اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ مطلع شهر ايار الماضي.

ويعلق الأردن آمالا كبيرة على هذه الاتفاقية سواء لجهة زيادة حجم التبادل الاستثماري او لجهة فتح الاسواق الأوروبية امام الصادرات الأردنية.