الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال مباحثات أجراها اليوم مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعم الأردن وتأييده للعملية السياسية التي تقودها الحكومة الحالية في العراق.
وقال جلالته أن نجاح حكومة المالكي في سيطرتها على العنف في العراق، يشكل أولوية يعمل الأردن من أجل تحقيقها داعيا جميع مكونات الشعب العراقي إلى توحيد الصفوف أكثر من أي وقت مضى وإلى نبذ الخلافات للتغلب على المحاولات الهادفة لإذكاء نار الفرقة وزرع الخلاف بينهم.
وأكد جلالته خلال لقاء جمعه برئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في الديوان الملكي الهاشمي قبيل ساعات من لقاء القمة مع الرئيس الأميركي جورج بوش، لبحث الوضع في العراق، أن الأردن مستمر ببذل الجهود على مختلف الصعد العربية والدولية لتدارك ما يجري في العراق ونزع فتيل الاقتتال.
وعبر جلالته عن قلق الأردن من تصاعد وتيرة العنف في العراق مؤكدا أهمية وقوف المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي أكثر من أي وقت مضى إلى جانب الشعب العراقي لتجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها.
وأوضح جلالته أن لا سبيل لإنهاء الوضع المتدهور في العراق إلا من خلال العملية السياسية ونجاح جهود المصالحة الوطنية التي تحتم وجود وفاق بين أبناء الشعب العراقي حول مستقبل العراق الذي يجب أن يضمن مشاركة كافة القوى العراقية في رسم ملامحه وبنائه.
وفي هذا الإطار شدد جلالته على المسؤولية الملقاة على عاتق علماء الأمة بسنتهم وشيعتهم وضرورة اتخاذهم موقف موحد يحرم سفك دماء المسلمين.
وأعرب جلالته عن أمله أن يفضي لقاء المالكي مع الرئيس الأميركي بوش عن آلية واضحة لوضع حد للتدهور الأمني في العراق ومساعدة قوات الشرطة والجيش العراقي على الإمساك بزمام الأمور في البلاد.
وأشار جلالته إلى تطلعه للمزيد من التنسيق بين الأردن والعراق لتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين والبناء على النتائج الإيجابية للزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت مؤخرا لبغداد والاتفاقيات والمبادرات التي تم التوصل إليها بين البلدين خلال الزيارة.
وقال جلالته أن العراق سيبقى الشريك الإستراتيجي للأردن مثلما سيبقى الأردن أبرز شريك وداعم للعراق بكل ما يحتاجه والعمل على مساعدة شعبه في بناء بلده واستئناف دوره المهم في المنطقة.
من جانبه، شكر المالكي جلالة الملك على مواقفه المبدئية تجاه العراق والتي تمثلت دوما في مناصرته والدفاع عن قضاياه والوقوف إلى جانبه في أصعب الظروف.
كما عبر عن تقديره لاستضافة الأردن للقاء الذي سيجمعه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي تعول عليه القيادتان العراقية والأمريكية لتدارك الوضع الأمني الخطير وعدم اتساع رقعته.
وقال أن استضافة الأردن لهذا اللقاء تؤكد حرص الأردن على العراق ومستقبله.
واستعرض المالكي تطورات الوضع في العراق، وقال إننا قطعنا شوطا كبيرا في مسيرة الديمقراطية وأنه لا مجال للعودة عنها معربا عن أمله في دعم الدول العربية للعملية السياسية في العراق.
وفيما يتصل بالعلاقات الثنائية، أكد رئيس الوزراء العراقي استمرار التنسيق بين البلدين في كافة المجالات خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين.
وحضر اللقاء سمو الأمير علي بن الحسين، وسمو الأمير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك، ورئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي.
كما حضره وزير الخارجية العراقي هوشيبار زيباري ومستشار الأمن القومي الدكتور موفق الربيعي وعضو مجلس النواب علي محمد حسين والسفير العراقي في عمان سعيد الحياني.
يشار إلى أن عمان ستشهد لقاء يترقبه العالم يجمع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لبحث الملف الأمني المتدهور في العراق.