الزاوية الإعلامية
أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس الهنغاري لاسلو شويوم عن قلقهما العميق حيال الأحداث المأساوية التي تجري في قطاع غزة، مؤكدين دعم جهود السلطة الوطنية الفلسطينية لتوطيد الشرعية والوحدة الوطنية وتأكيد سيادة القانون.
وكان جلالة الملك الذي بدأ زيارة إلى هنغاريا يوم أمس بحث صباح اليوم مع الرئيس الهنغاري آليات توثيق العلاقات الأردنية الهنغارية والتطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإعادة إطلاق العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأعرب جلالة الملك والرئيس الهنغاري في تصريحات للصحافيين عقب المباحثات عن القلق المتزايد حول الأخطار المترتبة على الإخفاق في إيجاد حل للنزاع المحوري في منطقة الشرق الاوسط، داعين المجتمع الدولي الى تشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين للعودة الى المفاوضات السياسية والتوصل إلى حل شامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأكد جلالة الملك أن إقامة الدولة الفلسطينية استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية وخطة خارطة الطريق ومبادرة السلام العربية هي الوسيلة الأمثل للتوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي النزاع العربي الإسرائيلي الأوسع.
وقال جلالته أن إطار الحل للمشكلة الفلسطينية موجود في قرارات مجلس الأمن الدولي وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تشكل مقترحا مهما يوفر لإسرائيل الفرصة لإنهاء النزاع التاريخي مع جيرانها والعيش بسلام في المنطقة.
وفي الشأن العراقي أكد جلالة الملك حرص الأردن على إعادة الأمن والاستقرار للعراق وضمان وحدة أراضيه وضرورة الخروج من الوضع الأمني المتدهور الذي قد يؤدي إلى تقويض أركان الاستقرار والأمن الإقليميين.
وبين جلالته أن المصالحة الوطنية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام والاستقرار في العراق وان على جميع الأطراف العمل من أجل ضمان تعزيز هذه العملية.
وأكد الجانبان الأردني والهنغاري دعمهما لسيادة لبنان ولجهود الحكومة اللبنانية لتحقيق الأمن والاستقرار على جميع الأراضي اللبنانية.
وأدان جلالته والرئيس الهنغاري الجريمة البشعة التي استهدفت المدنيين الابرياء في بيروت امس.
وعبّر جلالة الملك عن تقدير الأردن لإسهامات هنغاريا والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي في تعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة.
وحول علاقات التعاون الاردنية الهنغارية أكد الجانبان أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة بين القطاع الخاص فيهما للارتقاء بمستوى التبادل التجاري وإطلاق الاستثمارات المشتركة.
وأشار جلالة الملك الى اهمية تطوير السياحة البينية في ضوء بدء الملكية الأردنية اعتبارا من الشهر المقبل بتسيير رحلات طيران مباشرة بين عمان وبودابست ما يفتح أبواب الاستثمار بين البلدين.
واعرب جلالته عن تطلع الاردن إلى تقوية علاقات الشراكة مع هنغاريا، مرحبا بالرئيس الهنغاري لزيارة المملكة في المستقبل القريب.
وقال الرئيس الهنغاري شويوم ان مباحثاتنا كانت مثمرة مع جلالة الملك عبد ﷲ الثاني خلال زيارته الأولى مشيرا إلى أهميّتها في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين والتأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية.
واضاف "لقد حددنا عدداً من مجالات التعاون تتمثل في قطاعات الإنشاءات وصناعة الأدوية وتكنولوجيا المعلومات والسياحة والبيئة" مشيرا الى تأكيدات جلالة الملك بهذا الصدد على اهتمام الاردن بالشأن البيئي.
وأشار الى تنظيم بلاده لمنتدى العلوم العالمي في الخريف المقبل ودعوة الأردن للمشاركة في أعماله لأهميته بتحديد المسؤوليات تجاه اجيال المستقبل.
وقال الرئيس الهنغاري "بحثنا الى جانب القضايا الاقتصادية والثنائية، الأوضاع في الشرق الاوسط خاصة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومساهمات الإردن في دعم السلام والاستقرار في المنطقة".
وإشاد بجهود جلالة الملك في دعم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والدور الأردني في دفع العملية السلمية.
وجرى لجلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملك رانيا العبدﷲ لدى وصولهما قصر "شاندور" الرئاسي استقبال رسمي حيث استعرض جلالته والرئيس الهنغاري حرس الشرف كما عزف السلامين الملكي الأردني والوطني الهنغاري.
من جانب أخر عقد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني ورئيس الوزراء الهنغاري فيرينتز ديورتشان مباحثات تركزت على علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وشملت المباحثات التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط والجهود الدولية المبذولة لإعادة إحياء العلمية السلمية وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وابدى الجانبان اهتماما في زيادة وتعزيز فرص الاستثمار بين البلدين والارتقاء بالعلاقات الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، خاصة في مجال تبادل الخبرات وتعزيز أوجه الاستثمار في مجال المياه والطاقة والبنية التحتية.
وحظي التعاون العلمي والثقافي والتكنولوجي باهتمام كبير خلال المباحثات حيث تم الاتفاق على تطوير علاقات التعاون على مستوى الدراسات العليا وتبادل المنح الدراسية بين البلدين.
وتم كذلك دعوة الشركات الهنغارية الى التعرف على الفرص الاستثمارية المتاحة في الاردن خاصة وان السوق الاردنية تعتبر البوابة الرئيسة الى السوق العراقية التي تحتاج الى الكثير من مشاريع اعادة الاعمار.
وشدد الجانبان على أهمية تفعيل اتفاقية الشراكة الإردنية الاوروبية التي تشكل الاطار العام لتوسيع قاعدة التبادل التجاري وتحقيق التنمية الاقتصادية حسب اتفاقية برشلونة التي تشكل إطار عمل للعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول جنوب البحر المتوسط.
واعتبر الجانبان ان تسيير رحلات منتظمة بين عمان وبودابست له اثر ايجابي على تطوير علاقة القطاع الخاص في البلدين وفتح باب الاستثمار بالاتجاهين.
وحضر المباحثات مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ووزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة والسفير الأردني غير المقيم في بودابست شهاب الدين الماضي وعدد من المسؤولين الهنغاريين.
وبحضور جلالة الملك عبد ﷲ الثاني والرئيس الهنغاري تم توقيع/اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة/لتحفيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين.
ووقع الاتفاقية عن الجانب الأردني وزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة وعن الجانب الهنغاري وزير المالية يانوش فيرنتش.
وقال الخزاعلة في مقابلة عقب توقيع الاتفاقية ان العلاقة الاقتصادية بين الاردن وهنغاريا تعود لعام1976 عندما تم توقيع اول اتفاقية للتعاون الاقتصادي بينهما.
وبين انه مع انضمام هنغاريا الى الاتحاد الاوروبي وتوقيع اتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية، تم اعادة ترتيب الاتفاقية الاقتصاديّة لتتوافق مع متطلبات الاتحاد.
واشار الخزاعلة الى ان ميزة الاتفاقية انها تشكل اطارا مرجعيا ينظم تدفق الاستثمارات وحركة المستثمرين وتبادل الاستثمارات وتفعيل حمايتها وتوظيف العلاقة بين البلدين وتوفير المظلة المناسبة لحل النزاعات وانتقال الارباح وتنظيم عملية الاستثمارات بشكل يتوافق مع القواعد التي تطمئن المستثمرين.
واضاف ان الاتفاقية تعتبر فرصة لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين وزيادة مستوياته الحالية البالغة حوالي109 مليون دولار في العام الماضي خاصة بعد متابعة نتائج المباحثات متوقعا ان تشهد نهاية العام الحالي والعام المقبل بداية جدية للعلاقات الاقتصادية والتجارية على أسس واضحة.
وقال الخزاعلة انه تمت الاشارة الى امكانية استفادة رجال الاعمال الهنغاريين من الميزات التي توفرها مظلة واسعة من الاتفاقيات الدولية التي وقعها الاردن مع التجمعات الاقتصادية خاصة اتفاقية التجارة الحرة مع اميركا.
وقال الوزير الهنغاري ان توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارت المتبادلة يعتبر خطوة لدعم وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وحماية الاستثمارات وتأكيد حرية انتقال رؤوس الاموال.
واكد اهتمام الجانب الهنغاري في توسيع مجالات التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لتكون فرصة لزيادة حجم الاستثمارات في المستقبل القريب.
واشار فيرنتش الى ان هنغاريا تولي هذه الاتفاقية اهمية كبيرة كونها اول اتفاقية من نوعها توقعها بلاده منذ انضمامها الى الاتحاد الاوروبي عام 2004.