مباحثات جلالة الملك مع نائب الرئيس الأمريكي

عمان
07 أيار/مايو 2002

ركزت المباحثات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني على ضرورة تدخل الولايات المتحدة بشكل اكثر فاعلية لإخراج منطقة الشرق الأوسط من الأزمة التي تعيشها حاليا. ودعا جلالته إلى ضرورة اتخاذ خطوات سريعة من اجل استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدد جلالته على ان الطريق الوحيد لوقف دوامة العنف المستمرة يكمن بتطبيق إسرائيل لقرارات مجلس الأمن الدولي واعترافها بحق الشعب الفلسطيني وفي مقدمة ذلك تحقيق آماله في إقامة دولته المستقلة.

وتناولت مباحثات جلالته ونائب الرئيس الأمريكي عددا من القضايا الثنائية بين الأردن والولايات المتحدة، والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لتطوير قدرات الاقتصاد الأردني.

وكانت هذه المواضيع مدار بحث خلال لقاء جلالته اليوم مع وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بحضور رئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشار جلالة الملك لشؤون الأمن، مدير المخابرات العامة، مقرر مجلس أمن الدولة ووزير الخارجية.

وناقش جلالته ووزير الدفاع الأمريكي العلاقات بين البلدين والمساعدات التي تقدمها واشنطن للقوات المسلحة الأردنية التي أشاد السيد رامسفيلد بدورها في حفظ السلام في العديد من بؤر التوتر في العالم. وتطرق إلى الدور الإنساني الكبير الذي تقوم به بعثة القوات المسلحة العاملة حاليا في أفغانستان.

وعقد جلالته سلسلة لقاءات اليوم بدأها بلقائه وجلالة الملكة رانيا العبد الله بممثلي المنظمات العربية في واشنطن الذين حثهم جلالته على تكثيف جهودهم وتنسيق أعمالهم لشرح القضايا العربية للرأي العام الأمريكي بصورة إيجابية؛ مؤكدا ان بإمكان المنظمات العربية ان تلعب دورا حيويا في هذا المجال.

وأشار جلالته إلى ضرورة إيجاد "لوبي عربي" يدعم المواقف والقضايا العربية، ويساهم في حث الولايات المتحدة على اتخاذ سياسة متوازنة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط.

وقال جلالته "إنني أركز في لقاءاتي مع المسؤولين الأمريكيين على ضرورة الدخول إلى مرحلة الوضع النهائي بأسرع وقت ممكن؛ بالإضافة إلى تأمين حماية الرئيس عرفات."

وأضاف جلالته أن هناك أفكارا عن عقد مؤتمرات حول الوضع في المنطقة مؤكدا ان مؤتمرا يجري التحضير له يجب ان يكون محددا بوقت؛ وليس مؤتمرا بنهاية مفتوحة.

وأشار جلالته إلى "أننا بحاجة لان يدرك الجمهور الأمريكي بأنه لا يوجد لدى العرب مشكلة في التوجه نحو السلام؛ وإنما الإسرائيليون لديهم هذه المشكلة."

وفي معرض رده على أسئلة الحضور أكد جلالة الملك عبدالله الثاني "أن من يحدد مستقبل الفلسطينيين هم الفلسطينيون أنفسهم؛ وعلينا ان نضمن ان الدور العربي هو داعم للفلسطينيين، ولن يقف في طريقهم." وأضاف "على الجميع ان يدرك بان الرئيس عرفات هو الذي يمثل القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني ويجب التعامل معه."

وقال جلالته "نحن نسعى إلى الدخول إلى وسائل الإعلام الأمريكية وشبكات الإعلام العالمية لشرح الموقف العربي ، وان بإمكان المنظمات العربية ان تلعب دورا رئيسا في هذا الشان." وبين جلالته ان تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والدمار الاقتصادي قد بدأت آثاره بالظهور؛ مشيرا إلى ما قام به الأردن بالتخفيف من معاناة الفلسطينيين.

وقال أحد ابرز ممثلي المنظمات العربية في واشنطن خليل جهشان أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني للولايات المتحدة تأتي في ظل منعطف خطير تمر به منطقة الشرق الأوسط ؛ ونأمل ان يكون لهذه الزيارة تأثير كبير على موقف الإدارة الأمريكية بما يجري في فلسطين. وأضاف نحن واثقون بان جلالة الملك سيعرض وجهة النظر العربية بكل إخلاص، ويحاول تغيير النظرة الأميركية للأحداث في المنطقة.

وقال رئيس المعهد العربي الأمريكي جيمس زغبي أن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني مميزة؛ فقد حافظ جلالته على الشعور الإيجابي للشعب الأمريكي تجاه الأردن. وأضاف: "إن جلالته يواصل عرض الصورة العربية الإيجابية؛ وهذا أمر مهم، وبنفس الوقت واصل جلالته دعمه لعمل المنظمات العربية؛ لا سيما وأن لدى جلالته النظرة الصحيحة تجاه سير السياسة الأمريكية وتفاصيلها."