مباحثات جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة

18 كانون الثاني 2007
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أن تحقيق الوفاق الوطني بين جميع فئات الشعب اللبناني هو السبيل الأمثل لتفادي أي أزمة تهدد مصالح لبنان الوطنية وسيادته.

وأكد جلالته خلال لقائه اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة دعم الأردن الكامل للبنان ووضع إمكانياته لمساندة جهود تحقيق المصالحة، والوصول إلى تفاهمات تساعد الشعب اللبناني على مواجهة التحديات وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار..مشيرا إلى أن الأردن يدعم أي اتفاق لبناني يسهم في وحدة واستقرار لبنان.

وقال جلالته أن توحيد الصف اللبناني هو صمام الأمان للخروج من الأزمة الداخلية التي تهدد استقرار هذا البلد الشقيق مؤكدا جلالته دعمه للحكومة اللبنانية في جهودها الرامية إلى تحقيق الوئام الوطني والمحافظة على المكتسبات والإنجازات اللبنانية، ورفض أي تدخل في شؤون لبنان.

وشدد جلالته بهذا السياق على أن حل الخلافات السياسية بالحوار والوسائل الدبلوماسية هو السبيل لتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان مؤكدا جلالته حرص الأردن على المساهمة في جهود إعادة الاعمار في المناطق التي تضررت جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ولفت جلالته إلى أن الأردن يساند ويدعم الجهود المبذولة لإنجاح مؤتمر باريس3، حيث سيشارك نائب رئيس الوزراء وزير المالية زياد فريز في هذا المؤتمر، الذي سيخصص لحشد الدعم للاقتصاد اللبناني.

من جهته استعرض السنيورة خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ، ومدير المخابرات العامة اللواء محمد الذهبي، ووزير الثقافة اللبناني طارق متري، وعدد من مستشاري الرئيس السنيورة، التطورات الجارية على الساحة اللبنانية والمساعي المبذولة حاليا لاحتواء الاختلافات وإيجاد مخرج للأزمة التي تواجه بلاده.

ولفت إلى أهمية دعم الدول العربية للجهود الهادفة إلى إيجاد مخرج للأزمة السياسية لتحقيق الوفاق في لبنان.

وتطرق إلى التحضيرات الجارية حاليا لعقد مؤتمر باريس3، والذي يأمل لبنان من خلاله الحصول على مساعدات مالية تساعده في تنفيذ برامجه للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي ومشاريعه الإنمائية.

يشار إلى أن الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك كان من أوائل الدول التي بادرت إلى إرسال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إلى لبنان عبر جسر جوي متواصل منذ بدء العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له لبنان في شهر تموز من العام الماضي، وأقام مستشفىً ميدانياً في بيروت عالجت فيه الطواقم الطبية الأردنية أعدادا كبيرة من جرحى الحرب وساهمت كذلك مجموعات من سلاح الهندسة الملكي في إعادة فتح مطار بيروت إلى جانب تسهيل مرور قوافل المساعدات القادمة من دول عربية أخرى.

وفي تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام، عقب اللقاء، أكد رئيس الوزراء اللبناني، أن جلالة الملك عبد ﷲ الثاني، يقف إلى جانب لبنان ويقدر ظروفه الدقيقة..مشيرا إلى أن جلالته يدعم الجهود التي تقوم بها الحكومة لتوحيد الصف اللبناني، وضرورة أن يعمل اللبنانيون على حل مشاكلهم عبر الحوار وليس من خلال الاعتصامات التي لن تؤدي إلى نتيجة.

وقال السنيورة في تصريحاته أن جلالة الملك مستمر في تقديم الدعم بالنسبة لإعادة بناء القرى التي تهدمت جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وكذلك بالنسبة للمشاركة في مؤتمر باريس3.

وحول سؤال عن التدخلات الإيرانية في الشأن اللبناني، قال السنيورة..إننا نريد بناء علاقات جيدة مع كل الأشقاء على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شأن لبنان وعدم محاولة الوقوف إلى جانب فريق دون أخر.. مؤكدا أن اللبنانيين لن يقبلوا التدخل في شؤونهم أو أية إملاءات تفرض عليهم.. فلبنان بلد حر سيد عربي مستقل, مضيفا.. أننا نبني علاقاتنا مع الجميع على أساس احترام هذه المباديء.

وأوضح السنيورة..أننا نريد بناء علاقات جيدة مع إيران ولكن على أساس من الاحترام المتبادل.

وقال.. إذا رغبت إيران بمساعدة لبنان, فإن ذلك يجب أن يتم عبر الدولة اللبنانية وعلى قاعدة احترام لبنان كبلد مستقل له سيادة، فالدولة اللبنانية هي التي تحمي اللبنانيين وتؤمن لهم حاضرهم ومستقبلهم.

واعتبر أن تجاهل الدولة اللبنانية وعدم التعامل معها هو خطأ كبير ترتكبه كل دولة في التعامل مع لبنان.

وطالب رئيس الوزراء اللبناني بالضغط على إسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا.

وقال السنيورة..نحن حسب النقاط السبع التي وافق عليها اللبنانيون ووردت أيضا في القرار 1701، نريد وضع مزارع شبعا تحت وصاية الأمم المتحدة حتى يبت الأمر بين لبنان وسوريا حول ملكية هذه الأراضي التي هي أراض لبنانية، والسوريون يقرون بذلك، لكنهم لا يوقعون على الوثائق اللازمة لذلك.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، في تصريحاته لوسائل الإعلام، أن جلالة الملك يدعم لبنان ووقف إلى جانبه في اللحظات الصعبة، وفي بداية العدوان على لبنان.

وقال..نحن مستمرون في دعمنا للبنان، ونحث جميع الأطراف على الوقوف إلى جانبه.

ودعا اللبنانيين إلى استئناف الحوار من حيث انتهوا.. مؤكدا أنه لن يحل مشكلة لبنان إلا اللبنانيين أنفسهم.

وأضاف الدكتور البخيت أن ما يجري في لبنان هو تداعي وإفرازات لقضية غياب العدالة في منطقة الشرق الأوسط، وغياب وجود حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية.