الزاوية الإعلامية
أجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني، في عمان اليوم، مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تركزت على تطورات الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية.
وأكد جلالته أهمية وحدة الموقف الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقله على ترابه الوطني.
كما أكد جلالته دعم الأردن للجهود التي تبذلها الأطراف الإقليمية والدولية، لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على استنئاف العملية التفاوضية، وإيجاد حلول لكافة قضايا الوضع النهائي وفق جدول زمني واضح ومحدد.
وقال جلالته أن التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية تنتهي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، هو المفتاح لإحلال السلام والاستقرار وحل جميع النزاعات في المنطقة.
وأكد جلالة الملك خلال المباحثات رفض الأردن لأي إجراءات وممارسات أحادية الجانب، وبخاصة التوسع في النشاطات الاستيطانية والتي تعيق مساعي تحقيق السلام. كما أدان جلالته مجددا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
وأعرب جلالته عن قلق الأردن تجاه الحصار المفروض على الفلسطينيين في قطاع غزة وانعكاساته الخطيرة على أوضاعهم الحياتية.
ولفت جلالته إلى أن الأردن سيواصل جهوده واتصالاته مع المجتمع الدولي، لحثه على العمل لإنهاء المعاناة الخانقة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، وتقديم المساعدات التي تسهم في تحسين ظروفه المعيشية.
وأطلع جلالة الملك الرئيس الفلسطيني على المباحثات التي أجراها خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وأركان الإدارة الأمريكية، والتي تناولت بشكل أساسي سبل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
من جانبه وضع الرئيس عباس، جلالة الملك، بصورة التطورات الراهنة على الساحة الفلسطينية، ولقائه مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، والمساعي التي تبذل حاليا للعودة إلى المفاوضات مع الإسرائيليين. معربا عن تقديره لدعم جلالة الملك المتواصل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها عقب المباحثات، قال الرئيس عباس "لقد تطرقت في لقائي مع جلالة الملك عبدﷲ الثاني، إلى العديد من الموضوعات ومن أبرزها الوضع الداخلي الفلسطيني ومشروع التهدئة الذي يتم العمل عليه الآن، والمفاوضات مع الإسرائيليين".
وأضاف لقد استمعت من جلالته حول جولته في الولايات المتحدة، وهذه الجولة كانت ناجحة جداً وعظيمة جداً بكل المقاييس، وفي لقاءاته مع الرئيس بوش ومع الكونغرس، وكان الحديث معمقاً حول عملية السلام وحول دعم السلطة الفلسطينية من الناحية الاقتصادية.
وفي معرض رده على سؤال حول مشروع التهدئة بين حماس وإسرائيل، قال الرئيس عباس "أن وجهة نظرنا هي وقف الصواريخ، وقد قلنا ذلك لإخواننا المصريين، وتمنينا عليهم أن يتدخلوا إذ يهمنا أن يرتاح شعبنا في غزة خاصّةً أن ما حصل له خلال الأسابيع الماضية شيء لا يطاق.
وأكد عباس في تصريحاته، أننا قلنا أنه لا بد من وقف العمليات بالكامل، وذلك وفق ما يلي أولاً: أن توقف حماس الصواريخ، وتعرفون رأيي في هذا الشأن منذ زمن، ويجب أن تتوقف هذه الصواريخ. ثانياً: وبالمقابل أن تتوقف إسرائيل عن الهجوم على قطاع غزة والضفة الغربية. وثالثاً: أن يخف الحصار مبدئيا على قطاع غزة بالذات. أما رابعاً: فأن تُفتح المعابر الأخرى، مثل معبر كرم أبو سالم، معبر كارني، معبر إريس، جميعها تُفتح.... ثم نفكّر ونعمل فيما بعد على فتح معبر رفح حسب اتفاق 2005.
وأضاف قائلا الآن ما جرى على ما أعتقد في مصر ومع إخواننا المصريين، يوجد مبدئياً اتفاق على هذا.
كما اشار عباس في تصريحاته الصحفية إلى أن حماس طلبت أن يُحمَى قادتها -هي والجهاد- من الإسرائيليين. وأضاف قائلا "وأعتقد أن الإسرائيليين يوافقون على ذلك أو وافقوا، وهذه هي الصفقة التي يمكن أن نسمع عنها خلال الأيام القليلة القادمة".
وأعتبر الرئيس الفلسطيني في رده على سؤال حول جدوى الاستمرار في العملية السلمية والمفاوضات في ظل استمرار الاستيطان أن كل الاستيطان غير شرعي. وقال "أن الذي بُني اليوم والذي سيبُنى غداً، والذي بُني أمس والذي بُني بعد حرب 67، كلها تعتبر غير شرعية". وأضاف أنه عندما نتحدث في المفاوضات مع الإسرائيليين حول بند اسمه الاستيطان نقول أن الاستيطان غير شرعي بداية ونهاية، ونتعامل معه على هذا الأساس.