مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك

عمان
23 شباط/فبراير 2005

ركزت مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي جاك شيراك التي جرت عصر اليوم في قصر الاليزيه على السبل الكفيلة بتفعيل عملية السلام في منطقة الشرق الاوسط وافاق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.



وقد تطابقت وجهتا النظر الاردنية والفرنسية حيال اهمية التزام الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بتنفيذ بنود خارطة الطريق التي تفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي.



ودعا جلالته والرئيس شيراك المجتمع الدولي والاتحاد الاوروبي الى مواصلة دعم ومساندة الجهود الرامية الى تحقيق السلام العادل في منطقة الشرق الاوسط.



وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال المباحثات التي تخللها مادبة غداء وحضرها رئيس الوزراء فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ووزير الخارجية الدكتور هاني الملقي والمستشار الاعلامي في الديوان الملكي الهاشمي الدكتورة سيما بحوث والسفير الاردني في باريس دينا قعوار على ان شمولية الحل تستدعي احياء المفاوضات على المسارين السوري واللبناني والتي ستضع حدا للصراع العربي الاسرائيلي وترسخ الاستقرار والازدهار في المنطقة.



واكد جلالته ان الاردن يتطلع الى ان يركز مؤتمر لندن على ثلاثة امور اساسية تشتمل على ضرورة ان يكون الانسحاب من غزة جزءا من خارطة الطريق وتفعيل مبادرة السلام العربية بشكل يضمن تنفيذها وتوفير المعونات المالية للفلسطينيين لتمكينهم من بناء مؤسساتهم وتوفير الامن. واكد جلالته في هذا السياق على ضرورة قيام اسرائيل بوقف بناء المستوطنات.



كما اكد الزعيمان على ضرورة قيام الفلسطينيين والاسرائيليين بالالتزام بمقررات قمة شرم الشيخ كي لا يفسحا المجال امام اعداء السلام لتفويت هذه الفرصة السانحة.



واكد جلالته على ضرورة قيام الامم المتحدة والمجتمع الدولي بمسؤولياتهم والمساهمة في اعادة اعمار العراق وتمكين شعبه من العيش بامن واستقرار.



واكد جلالته حرص الاردن الكامل على وحدة وسيادة امن لبنان مشيرا الى ضرورة تطبيق القرار 1559 مؤكدا جلالته في ذات الوقت ان تحقيق السلام والرخاء في المنطقة يتطلب من جميع الاطراف الالتزام بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية دون استثناء.



واشاد جلالته بالمساعدات التي تقدمها فرنسا للاردن من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية والتي تسهم في نجاح البرامج الهادفة الى تحقيق التنمية المستدامة.



وقال جلالة الملك ان الاردن ماض في جهوده لتنفيذ برامجه الاصلاحية التي تستهدف تحسين نوعية حياة الاردنيين والاردنيات مؤكدا جلالته ان الجهود منصبة في هذه المرحلة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لشموليتها وعلى ضمان المشاركة الفاعلة للقواعد الشعبية في عملية اتخاذ القرار للاعتماد على منهج اللامركزية وتوضيح الاجندة الوطنية للتنمية.



وبين جلالة الملك عبدالله الثاني اهمية دعم فرنسا والاتحاد الاوروبي ومجموعة دول الثماني المالي والفني للاردن لمساعدته في الاستمرار في مسيرة الاصلاح والتحديث وتنفيذ برامجه التنموية الطموحة وبناء الاردن العصري والنموذج في المنطقة.



وتطرقت مباحثات الزعيمين الى سبل جدولة ومبادلة الديون المترتبة على الاردن لنادي باريس.



من جهته اعرب الرئيس جاك شيراك عن تقديره للدور الذي يقوم به الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لاحلال السلام في الشرق الاوسط مشيراالى ان بلاده تقدر عاليا مركزية الاردن ودوره في تعزيز الاستقرار في المنطقة.



واشاد بالديناميكية التي شهدها الاقتصاد الاردني مؤخرا والذي حقق نموا بلغ 2ر7 بالمائة مشيرا الى الخطوات التي اتخذها الاردن في مجال الاصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.



وبين الرئيس شيراك ان بلاده ستستمر في تعزيز الاستثمارات والشراكة الاردنية الفرنسية واتاحة المزيد من هذه الفرص التي من شانها دعم الاقتصاد الاردني مؤكدا ان فرنسا ستقوم بدور فاعل لحث الاتحاد الاوروبي ومجموعة الدول الثماني لتوفير المخصصات التي تسهم في نجاح البرامج التنموية والاصلاحية التي ينفذها الاردن.



واشار الى ان فرنسا تسعى الى المساهمة في معالجة الديون المترتبة علىالعديد من الدول ومن بينها الاردن مؤكدا ان بلاده ستقوم بتخصيص منح مالية اضافية الى الاردن خلال السنوات المقبلة. وقال ان المشاركة الفرنسية في مؤتمر لندن تندرج في سياق حرص بلاده على ابراز الدعم للقيادة الفلسطينية في جهودها لبناء مؤسساتها والمضي قدما في عملية السلام.



وحضر المباحثات عن الجانب الفرنسي وزير الخارجية ميشال بارنييه وعدد من كبار المسؤولين الفرنسيين.



وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد وصل مساء اليوم الى لندن في زيارة عمل تستمر يومين يبحث خلالها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط واليات دعم وتطوير العلاقات الثنائية بين الاردن وبريطانيا.