مباحثات جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس السوداني عمر البشير

25 تشرين الأول 2005
عمان ، الأردن

أعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسيادة الرئيس السوداني عمر حسن البشير عن حرصهما على المضي قدما في تطوير العلاقات الثنائية وتوطيد افاق التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والزراعية والثقافية بين البلدين الشقيقين.

واستعرض الزعيمان خلال المباحثات التي عقداها اليوم في قصر الضيافة في الخرطوم امكانيات الاستفادة من الفرص المتاحة لزيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري وتفعيل شراكة القطاع الخاص لاقامة المشاريع الاستثمارية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

وفي بداية المباحثات هنأ جلالة الملك الرئيس عمر حسن البشير بالانجاز التاريخي الذي حققه السودان الشقيق بالتوقيع على اتفاق السلام الذي انهى اكثر من عقدين من الحرب الاهليه. ووصف جلالته التوصل الى هذا الاتفاق بانه خطوة هامة على طريق السلام والتقدم الذي يرنو اليه الشعب السوداني الشقيق.. مؤكدا جلالته دعم الاردن ومساندته للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية مع القادة الجنوبيين لاحلال السلام والوفاق بين ابناء الشعب السوداني الواحد.

كما تطرقت المباحثات الى الانجازات التي حققها المشروع الاردني السوداني للانتاج الزراعي والحيواني الذي يهدف الى توفير بعض احتياجات الاردن من الحبوب واللحوم.

وتتولى شركة البشائر الاردنية الاشراف على هذا المشروع البالغة مساحته 38 الف دونم من الاراضي الخصبة المحاذية لنهر النيل حيث يجري زراعة حوالي 27 الف دونم بالمحاصيل الزراعية كالحبوب والاعلاف الى جانب اقامة 36 حظيرة على ما مساحته 750 دونما لتسمين الخراف وتربية الاغنام. وعلى صعيد التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية اكد الزعيمان دعمهما للجهود التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لتوحيد الموقف الفلسطيني وبناء المؤسسات القادرة على النهوض بالاقتصاد الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني.

كما اكد الزعيمان ضرورة دعم المجتمع الدولي للمساعي الهادفة الى استئناف عملية السلام خاصة بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة وصولا الى تحقيق السلام العادل والدائم واقامة الدولة الفلسطينية المستقله.

وفيما يتعلق بالوضع في العراق دعا جلالة الملك والرئيس السوداني الى مشاركة كل مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية وصياغة مستقبل العراق.. مؤكدين في هذا الصدد دعمهما لكل الجهود التي تهدف الى وحدة واستقرار العراق.

وتناولت المباحثات الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبدﷲ الثاني بالتنسيق والتشاور مع الدول العربية والاسلامية للتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها الدين الاسلامي وتوضيح صورته المشرقة التي تعكس قيمه ومبادئه النبيلة القائمة على الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف.

كما التقى جلالة الملك عبدﷲ الثاني النائب الاول لرئيس الجمهورية سلفا كير ميارديت حيث هنأه بتوقيع اتفاق السلام..مؤكدا جلالته ان هذا الاتفاق سيفتح افاقا واسعة امام السودان لتحقيق انجازات اقتصادية تحقق الرفاه للشعب السوداني الشقيق. وأعلن جلالته استعداد الاردن لتدريب وتاهيل كوادر من جنوب السودان في الاردن في مجالات الصحة والتعليم واستقبال طلبة من جنوب السودان للدراسة في الجامعات الاردنيه.

من جهته أعرب النائب الاول لرئيس الجمهورية عن شكره وتقديره لمبادرة جلالة الملك.. لافتا الى انها ستسهم في تطوير اقليم جنوب السودان ونمائه. كما استعرض السيد سيلفا الخطوات والجهود التي بذلتها الاطراف والقوى السودانية المختلفة في سبيل التوصل الى اتفاق السلام الذي حقق الوئام وانهى سنوات طويلة من الصراع.

وحضر المباحثات التي تخللها مادبة افطار اقامها الرئيس السوداني تكريما لجلالة الملك رئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ومدير مكتب جلالة الملك بالوكالة الدكتور معروف البخيت ووزير الخارجية فاروق قصراوي ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول الركن خالد جميل الصرايره والسفير الاردني في الخرطوم احمد المبيضين. كما حضرها عن الجانب السوداني وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ووزير الخارجية الدكتورلام اكول وعدد من كبار المسؤولين السودانيين والسفير السوداني في عمان محمد ابو سن.

وأدى جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسيادة المشير عمر حسن البشير والحضور صلاة المغرب جماعه.