مباحثات جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس الاندونيسي

12 تشرين الأول 2005
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم مباحثات مع الرئيس الاندونيسي سوسيلو بامبانغ يودو يونو تناولت سبل تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين بالاضافة الى عدد من القضايا التي تهم العالم الاسلامي.

واستعرض جلالته خلال المباحثات الجهود التي يقوم بها الاردن للتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها الدين الاسلامي الحنيف مؤكدا جلالته اهمية مواصلة التنسيق بين الاردن واندونيسيا والدول الاسلامية الاخرى لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية والتأكيد على ضرورة ترسيخ مباديء التفاهم والتعايش والحوار بين الشعوب لما فيه مصلحة المجتمع الانساني.

وبحث جلالته والرئيس الاندونيسي اليات التعاون بين البلدين في مجالي التعليم والثقافة معربا جلالته عن استعداد الاردن لزيادة عدد المقاعد المخصصة للطلبة الاندونيسيين لدراسة الشريعة الاسلامية واللغة العربية في الجامعات الاردنيه. كما بين جلالته ان المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان في شهر تموز الماضي بمشاركة 180 عالما ومفكرا اسلاميا يمثلون 45 دولة خرج باعلان اكد اجماع المذاهب الاسلامية الثمانية على رفض تكفير المسلمين لبعضهم البعض وحدد المؤهلات التي يجب توفرها بمن يحق له اصدار الفتاوى. وقال جلالته..لقد اتفقنا مع الرئيس سوسيلو على اهمية العمل معا لمحاربة الارهاب..لا سيما وان البلدين عانا من العمليات الارهابيه..مشيرا الى ان الهجوم الارهابي الذي تعرضت له جزيرة بالي مؤخرا يذكرنا بضرورة توحيد جهودنا لمكافحة الارهابيين الذين يشوهون تعاليم الاسلام السمحه. وفيما يتعلق بعملية السلام اكد جلالته..ان تحقيق السلام في الشرق الاوسط اصبح امرا ملحا جدا من اجل كسب المعركة ضد الارهاب..مشيرا الى ان قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وديمقراطية ومترابطة جغرافيا هو السبيل الوحيد الذي يمكننا من الوصول الى سلام عادل وشامل في هذه المنطقه.

كما اتفق الزعيمان على زيادة حجم التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الاردن واندونيسيا التي تعد اكبر دولة في العالم الاسلامي من ناحية عدد السكان الذين تجاوز عددهم 220 مليون نسمه. وفي تصريحات للصحافيين عقب المباحثات أعرب جلالة الملك عن تعازيه ومواساته للشعب الاندونيسي بضحايا العملية الارهابية التي وقعت في جزيرة بالي الاندونيسية في مطلع الشهر الجاري..مؤكدا جلالته تضامن الاردن مع اندونيسيا واستعداده لتقديم اية مساعدة ممكنة في هذا المجال. واشاد جلالته بالعلاقات القوية التي تربط بين البلدين منذ سنوات عده. وقال..ان لقاءنا اليوم مع فخامة الرئيس سوسيلو يأتي في مرحلة حرجة وفي ظل تحديات كبيرة تواجه العالم الاسلامي..وعلينا مسؤولية كبيرة للدفاع عن الاسلام واظهار جوهره الحقيقي الذي يدعو الى السلام والتسامح وقبول الاخر واحترام الكرامة الانسانيه. وأشار جلالته الى ان الاردن اطلق العام الماضي رسالة عمان التي تبرز القيم النبيلة للاسلام وترفض الارهاب والعنف والتعصب . وقال جلالته..ان المطلوب الان هو تضافر جهود المجتمع الدولي في دعم عملية السلام ومساندة السلطة الوطنية الفلسطينية في بناء مؤسساتها الديمقراطيه. واضاف جلالته..ان اندونيسيا دولة مهمة وتحظى بتقدير واحترام لدى المجتمع الدولي..ولهذا فقد ناقشنا والرئيس سوسيلو افضل الطرق التي يمكن ان يعمل من خلالها البلدان لمساندة الفلسطينيين..معتبرا ان الانسحاب من غزة يعد خطوة مهمة في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ..لكن الاهم من ذلك اننا نريد معرفة ما هي الخطوات التالية التي ستتبع هذا الانسحاب. وأشار جلالته الى انه والرئيس سوسيلو ناقشا ايضا الوضع في العراق. وقال..لقد اكدنا على اهمية المشاركة الكاملة لجميع العراقيين في العملية السياسية ودعم البلدين للشعب العراقي لبناء مستقبل افضل . واضاف جلالته..ان هدفنا المشترك هو ضمان وجود عراق موحد وامن ومستقر يحترم حقوق كل العراقيين .

من جهته وصف الرئيس الاندونيسي مباحثاته مع جلالة الملك عبدﷲ الثاني بانها كانت مثمرة وبناءه. وقال..لقد ناقشنا عدة موضوعات مهمة تتعلق بالاقتصاد والتعليم والتعاون بين البلدين فيما يتصل بالقضايا الدوليه. واضاف..لقد ركزنا في المجال الاقتصادي على زيادة حجم التبادل التجاري وامكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة..مثلما ركزنا في المجال التعليمي على تبادل المنح الدراسية للطلبة الاردنيين للدراسة في اندونيسيا ولاقرانهم الاندونيسيين للدراسة في الاردن. وقال..ان مباحثاتي مع جلالة الملك تضمنت المجالات التي يمكن ان نعمل بها سويا لدعم الشعب الفلسطيني خاصة وان الاردن يلعب دورا هاما في هذا المجال..مشيرا الى ان بلاده التي تدعم بقوة قيام دولة فلسطينية مستقلة ساندت عمل اللجنة الدولية الرباعية من اجل تنفيذ خارطة الطريق التي نصت على قيام هذه الدوله. وفي معرض اجابته على سؤال حول ما اذا كان دعم اندونيسيا للعملية السلمية وللفلسطينيين يعني توجه اندونيسيا لاقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل قال الرئيس سوسيلو..ان هدف اندونيسيا هو دعم كفاح الشعب الفلسطيني لاقامة دولة فلسطينية مستقلة..وان موقفنا السياسي يركز على دعم هذا الكفاح بدون اقامة مثل هذه العلاقات. واوضح..انه اذا حدث اتصال بين الطرفين فانه يبقى في اطار المساعي التي تبذلها اندونيسيا لتحقيق هدف اقامة الدولة الفلسطينيه. وفيما يتصل بمكافحة الارهاب قال الرئيس الاندونيسي..لقد تحدثت مع جلالة الملك في الخطوات التي يمكن ان يقوم بها البلدان لمحاربة الارهاب..وكذلك توضيح صورة الاسلام الحقيقية وابراز سماحته وعدالته..مؤكدا ان مباحثاتنا في هذا المجال كانت مثمرة جدا . وحضر المباحثات عن الجانب الاردني سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ونائب مدير وكالة الامن القومي مدير مكتب جلالة الملك بالوكالة معروف البخيت ووزير الخارجية فاروق القصراوي والقائم بالاعمال الاردني في اندونيسيا ماهر لوكاشه. كما حضرها عن الجانب الاندونيسي وزير الدولة يسرل ماهيندرا ووزير الشؤون الخارجية د.حسن وير اجودا ووزيرة التجارة ماري بانغيست ووزير الشؤون الدينية مفتوح باسيوني وعدد من كبار المسؤولين الاندونيسيين.