مباحثات جلالة الملك عبدالله الثاني مع المستشار الالماني شرودر

عمان
02 آذار/مارس 2004

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني اننا جادون في عملية الاصلاح ونسعى لخلق توافق عربي حول اصلاح ذاتي نابع من الداخل والذي سيكون حل القضية الفلسطينية في صلبه وضمن اهدافه.



وقال جلالة الملك عقب مباحثات اجراها اليوم مع المستشار الالماني جيرهارد شرودر اننا نحاول ترجمة التوافق العربي بالنسبة لعملية الاصلاح الى خطة اصلاح ذاتية نعرضها على العالم وامام مؤتمر الدول الصناعية الثماني الذي سيعقد في حزيران المقبل في اطلنطا بالولايات المتحدة الامريكية.



ووصف جلالة الملك مباحثاته مع شرودر والتي تلاها لقاء مع وزير الخارجية يوشكا فيشر بانها ايجابية. وقال للصحافيين عقب المباحثات "لقد كانت وجهات نظرنا متطابقة تجاه معظم قضايا المنطقة."



وركزت مباحثات جلالته مع المسؤولين الالمانيين والتي حضرها وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الصناعة والتجارة الدكتور محمد الحلايقة ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في برلين الدكتور صالح ارشيدات وعدد من كبار المسؤولين الالمان على اهمية مساهمة المانيا والاتحاد الاوروبي في دعم عملية السلام في الشرق الاوسط.



واشار جلالته للصحافيين الى اننا نشجع المانيا بصفتها عضوا في الاتحاد الاوروبي ونظرا لدورها البارز في المجتمع الدولي على الاستمرار في مساندة عملية السلام مؤكدا على ان دور المانيا في مؤازرة خطط السلام في هذه المرحلة مهم جدا.



وحول الملف العراقي بين جلالة الملك عبدالله الثاني ان وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة ايضا مشيرا الى ان البلدين يريدان عراقا مستقلا وديمقراطيا تديره حكومة وطنية عراقية في اسرع وقت. وقال جلالته اننا نتطلع الى دور اكبر للامم المتحدة في العراق وندعم كل توجه بهذا الخصوص.



واعرب جلالة الملك عن تقديره للدعم الذي تقدمه المانيا للاردن على الصعيدين الاقتصادي والتنموي مشيدا بدعم الحكومة الالمانية للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في الاردن.



وردا على سؤال فيما اذا كان جلالته وشرودر ناقشا الخطة التي اعلن عنها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون بخصوص انسحاب اسرائيل من غزة قال جلالة الملك لقد ناقشنا كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية مؤكدا ان الملطوب هو تقديم كل دعم ممكن من اجل تشجيع الفلسطينيين والاسرائيليين على التقدم نحو المفاوضات ودفع عملية السلام الى الامام.



وفي معرض اجابته على سؤال لاحد الصحافيين حول متى يعتقد جلالته بامكانية قيام حكم عراقي مستقل بين جلالته اننا بقدر ما نتطلع الى الاسراع في استقلال العراق فان الامر المهم هو محتوى عملية بناء مستقبل العراق مشددا جلالته في الوقت نفسه على مسؤولية المجتمع الدولي لتحقيق امال العراقيين والتوصل الى المرحلة التي سيكونون فيها احرارا ومستقلين.



واكد جلالة الملك عبدالله الثاني اننا نامل من خلال مؤتمر القمة العربي الذي سيعقد نهاية الشهر الجاري في تونس باعادة طرح مبادرة السلام العربية التي تبناها العرب في قمة بيروت في العام 2001 من اجل تقديمها للمجتمع الدولي حيث تضمن هذه المبادرة قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل مثلما تضمن اعترافا عربيا باسرائيل وامنها.



من جانبه وصف المستشار الالماني جلالة الملك عبدالله الثاني بانه صديق قديم ليس بقدر سني عمره بل باستمرارية العلاقة والانجازات الكبيرة التي حققها لبلده. وقال اننا نقدر جهود جلالته في عملية الاصلاح التي يقودها في الاردن والتي ندرك انها عملية طويلة وليست سهلة.



وقال شرودر لدينا تعاون مع الاردن في المجالين الاقتصادي والتنموي ونعمل الان على دعم القطاع الخاص الاردني معتبرا ان الاردن يعد نموذجا للشرق الاوسط في مجال الاصلاح الداخلي الذي يتبناه وفيما يخص علاقاته الوثيقة وتعاونه مع اوروبا.



وايد شرودر جلالة الملك في موقفه بان الاصلاح يجب ان ينبع من الداخل مشيرا الى ان مباحثاته مع جلالة الملك تناولت مبادرات السلام في الشرق الاوسط ومؤكدا ان القضية الفلسطينية تشكل جوهر الصراع في المنطقة وان حلها يجب ان يكون عبر اطراف الصراع.



وبالنسبة للوضع في العراق قال شرودر انه بغض النظر عن المواقف التي اتخذت قبل الحرب فنحن متفقون على العمل بكل ما بوسعنا لكي يكون العراق بلدا امنا ومستقلا وديمقراطيا مشددا على ضرورة ان يكون للامم المتحدة دور واضح في بناء مستقبل العراق.