مباحثات جلالة الملك الرئيس الاميركي تركزت على الوضع في الاراضي الفلسطينية

عمان
01 آب/أغسطس 2002

اجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الاميركي جورج بوش مباحثات في البيت الابيض اليوم ركزت على الوضع في الاراضي الفلسطينية وسبل اتخاذ خطوات عملية لاحراز تقدم على الارض تترجم رؤى السلام الى واقع ملموس. واكد الزعيمان ضرورة ان تعمل كل الاطراف لتنفيذ رؤية السلام وترجمتها الى خطوات تشمل كافة المراحل وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة خلال الثلاث سنوات المقبلة. واشار جلالته خلال المباحثات التي حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة ووزير الخارجية والسفير الاردني في واشنطن الى الاوضاع الماسأوية في الاراضي الفلسطينية معربا جلالته عن قلقه حيال معاناة الشعب الفلسطيني في وطنه وسوء الاحوال الانسانية التي يعيشها نتيجة استمرار الحصار والاحتلال والعمليات العسكرية على الارض.

واهاب جلالته بالولايات المتحده العمل بشكل سريع لرفع المعاناة عن الفلسطينيين من خلال دعم العملية السياسية وتقديم المساعدات الاقتصادية. واكد الرئيس الاميركي خلال المباحثات التي حضرتها مستشارته لشؤون الامن القومي كونداليزا رايس التزامه الكامل برؤيته للسلام التي تضمن قيام دولة فلسطينية قابلة للاستمرار خلال السنوات الثلاث المقبلة مشيرا الى ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الاردن ومصر والسعودية من خلال اللجنة الرباعية لبلورة خطوات السلام المقبلة.

وفي تصريحات للصحافيين قال جلالة الملك عبدالله الثاني موجها حديثة للرئيس بوش اشكركم ويسعدني ان اقوم بزيارتكم مجددا خاصة لبحث التزامكم الهائل لجلب السلام والاستقرار الى منطقتنا. واضاف جلالتة قائلا لقد منحتمونا الامل باننا سنتمكن من التقدم كعرب واسرائيليين وان نعيش في انسجام ويكون لنا مستقبل مشرق، نحن هنا لبحث كيف يمكننا تحريك العملية قدما لكن مجددا فان التزام الرئيس القوي للمساعدة في تخفيف حدة معاناة الشعب الفلسطيني هو امر بالغ الاهمية لنا وانني شديد الامتنان لهذا واتطلع لاهمية مباحثاتنا.

من جانبه قال الرئيس الاميركي جورج بوش اول ما علينا القيام به هو العمل بجد كفريق لتحمل مسؤولياتنا ومقاومة الاعمال الارهابية التي تزهق ارواحا بريئة. واضاف انني اتطلع للحديث مع جلالته في كيفية ارساء قواعد للسلام وفرص السلام ودفعها للامام في الشرق الاوسط ويتضمن هذا مناقشات حول قوات امن في الاراضي الفلسطينية التي ستساعد في التصدي لاولئك الذين يودون تدمير فرص السلام.

واعرب عن شكره لجلالته علىعمله الوثيق مع تينيت لوضع افضل استراتيجية ممكنة تساعد الفلسطينيين في الحصول على مستقبل آمن. وقال الرئيس الامريكي سنتحدث عن معاناة الفلسطينيين ومدى الحزن في انهم تحملوا كل هذه المعاناة لمدة طويلة، ونود في سيساستنا الخارجية ان نمد لهم يد المساعدة وسيكون من المهم لنا ونحن نتقدم ان تكون لدينا الثقة بالحكومة الفلسطينية التي ستظهر بان الاموال التي سترسل للشعب الفلسطيني ستنفق عليه، ونود الاحساس بالثقة بان اولئك الذين يظهرون لقيادة الفلسطينيين يطمحون للسلام ويودون العيش الى جانب اسرائيل لذا يا صاحب الجلالة اتطلع لمباحثات جيدة ومثمرة.

وعقب المباحثات اجاب جلالة الملك والرئيس الاميركي على اسئلة الصحافيين وفي رده على سؤال حول التزامات الاطراف المعنية بعملية السلام وعن تنفيذ خطة السلام قال الرئيس بوش، اولا انا ملتزم بالسلام لكنني عندما اتحدث عن نفسي انا ملتزم برؤية لاقامة دولتين تحترم كل منها الاخرى وتعيشان جنبا الى جنب. واضاف يقول اجل هناك خطة عمل نسير على خطاها ولهذا اتحدث مع جلالته وتتطلب كخطوة اولى تشكيل قوة امن تخدم الشعب وليس قائد محدد وتكون مصممة لمقاومة الارهاب وليست مصممة لخدمة مصالح شخص واحد وثانيا علينا العمل معا لوضع دستور يجعل مؤسسات الدولة الجديدة اكبر من اي شخص وهذا مهم جدا وثالثا علينا التاكد من توفر امكانية للسلطة الفلسطينية للانفاق بشفافية وباسلوب يساعد الشعب الفلسطيني.

وقال انه في نفس الوقت كما قلت اؤمن بعقد مؤتمر خلال ثلاثة اعوام لكن يجب ان تكون لدينا الثقة في اقامة دولة وقد يقول البعض ان شخصا واحدا يمكنه تحقيق هذا لكني لا اصدق هذا القول اعتقد ان هناك فلسطينيين اذكياء ومؤهلين وقادرين لو اتيحت لهم الفرصة للظهور كاشخاص ملتزمون بالسلام وانني اتطلع للعمل على تحقيق هذه الرؤية وهي الرؤية الصحيحة فعلى جميع الاطراف تحمل مسؤولياتها وسنتستمر لدعوتهم على تحملها.

من جانبه قال جلالة الملك عبدالله الثاني ادعم رؤية الرئيس الذي يتفهم جيدا مدى معاناة الفلسطينيين والاسرائيليين في الشرق الاوسط وما يطمئنني هو التزام الرئيس للعمل بجد لمنح الامل للعرب والفلسطينيين في المستقبل ونعمل بصورة وثيقة مع الرئيس ولديه الشجاعة والاقناع اللازم هو وحكومته لجلب السلام والاستقرار للشرق الاوسط ونحن ممتنون لهذا.

وحول وجود خلاف بين الاردن والولايات المتحدة بشان العراق قال الرئيس بوش، سياسة حكومتي وهذه الادارة هي تغيير الحكم واكدت لجلالته كما فعلت في الماضي ان امامنا عدة خيارات وعدة ادوات وانا رجل صبور لكني لم اغير رايي عن آخر مرة زار فيها جلالته المكتب البيضاوي.

بدوره قال جلالة الملك، ما اود قوله هو انني وجدت من البداية ان الرئيس يدرك الصورة الاشمل والاهم وفي نهاية الامر فان السلام والاستقرار للشرق الاوسط في اولوياته، لذا لدينا آراءنا المتطابقة في العديد من القضايا التي تدفع المنطقة للتقدم.