الزاوية الإعلامية
أعرب جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال القمة التي عقدها مع الرئيس الصيني هو جينتاو مساء اليوم في قصر الشعب في بكين عن امله في ان يتنامى الدور الصيني في العالم العربي على اساس العلاقة الاستراتيجية خاصة بعد اطلاق الحوار الاستراتيجي الاردني الصيني الذي يراه جلالته خطوة مهمة لتنمية العلاقات الثنائية.
وقبيل مباحثات القمة جرى لجلالة الملك عبد ﷲ الثاني مراسم استقبال رسمية في باحة قصر الشعب المطل على ساحة تيانامان الشهيرة، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني الصيني، وأطلقت المدفعية احدى وعشرين طلقة تحية لجلالته.
ثم استعرض الزعيمان حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.
وقال جلالته انه يرحب بدور صيني اقوى في حل المشكلات في الشرق الاوسط وتحقيق الاستقرار فيه على غرار الدور الذي تلعبه في حفظ السلام في دارفور ولبنان وذلك نظرا للمصداقية التي تتمتع بها في المنطقة كوسيط نزيه، مؤكدا تقديره لالتزام الصين بالعمل من اجل التوصل الى سلام دائم وعادل في المنطقة.
واطلع جلالته الرئيس هو جينتاو على التطورات على صعيد عملية السلام وخاصة اللقاء الذي دعت اليه الولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا العام والذي يرجى ان يكون منصة للانطلاق باتجاه اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، محذرا من انه اذا لم يتحقق السلام في المنطقة على اساس حل الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل فان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي سيزداد تعقيدا.
كما ناقش الزعيمان الوضع في العراق ولبنان وأكدا حرصهما على وحدة اراضي العراق.
واعرب جلالته عن امتنانه للمساعدات الاقتصادية التي تقدمها الصين للاردن، مضيفا انه سيشهد توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين مساء غد في شانغهاي.
من جهته قال الرئيس الصيني هو جينتاو ان زيارة جلالة الملك الى الصين ستعطي دفعة قوية للعلاقات الثنائية خاصة وانها تتزامن مع الذكرى الثلاثين لبدء العلاقات الدبلوماسية.
وعبر الرئيس الصيني عن ارتياحه لمستوى العلاقات الاقتصادية بين رجال الاعمال في البلدين الذي يتقدم باضطراد.
وأكد هو جينتاو استعداد بلاده للعمل مع الاردن لتعزيز برنامجه النووي للاغراض السلمية، داعيا كذلك الى تطوير التبادل الثقافي والرياضي والتعليمي بين البلدين.
وعلى الصعيد السياسي قال هو جينتاو ان الصين تعمل بشكل واضح من اجل التوصل الى حل دائم وشامل وعادل وفق قرارات الشرعية الدولية لان تحقيق السلام في الشرق الاوسط هو من اولويات السياسة الخارجية الصينية، ولهذا السبب فهي تؤيد موقف الاردن الداعي الى ايجاد حل عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي باعتبار ان هذا الصراع هو اساس عدم الاستقرار في المنطقة.
ودعا الرئيس الصيني جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ لزيارة بكين لحضور فعاليات الالعاب الاولومبية التي تقام العام المقبل في الصين.
وكان وزيرا خارجية الاردن والصين عبد الاله الخطيب ويانغ جيشي اطلقا اليوم الجولة الاولى من الحوار الاستراتيجي بعد توقيع مذكرة تفاهم بهذا الخصوص في كانون الاول الماضي ترفع العلاقات الاردنية الصينية الى مستوى جديد وتتناول خمسة مجالات هي السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية والامنية، حيث قال الخطيب لوكالة الانباء الاردنية "بترا" ان اطلاق هذا الحوار يأتي ادراكا من جلالة الملك عبد ﷲ الثاني للدور الصيني المتنامي على الساحة الدولية.
وفي اجتماع موسع حضره اعضاء الوفد المرافق لجلالته، شهد الزعيمان توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين.
فقد وقعت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي ونائب وزير التجارة الصيني "وي جيانغ وو البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين الحكومتين الأردنية والصينية للسنوات الثلاث المقبلة 2007-2010 اضافة الى اتفاقية منحة التعاون الاقتصادي والفني بين الأردن والصين بقيمة 50 مليون يوان يتم الاتفاق على كيفية صرفها لاحقا.
كما تبادلت العلي ونظيرها الصيني رسائل لتمويل مشروع وحدات سكنية لذوي الدخل المحدود في ثلاث محافظات هي الزرقاء والبلقاء والمفرق.
وقالت العلي لـ "بترا" ان هذه الاتفاقيات تهدف الى تقوية العلاقات الوطيدة بالفعل بين البلدين.
كما وقع وزير التربية والتعليم/ وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد طوقان ومحافظ سلطة الطاقة الذرية في الصين سن كن مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
ووقع وزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة ومساعد محافظ بنك التنمية الصيني زهاو جيان بنغ مذكرة تفاهم بين هيئة الاستثمار في الاردن وبنك التنمية الصيني تتضمن العمل معا لتيسير التعاون بين الشركات الاردنية والصينية بهدف نقل الاستثمارات الراسمالية والمعرفة التقنية بين البلدين.