كلمة جلالة الملك في مأدبة العشاء الرسمية في السويد

عمان
07 تشرين الأول/أكتوبر 2003

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن منهمك حاليا في عملية متسارعة للاصلاح السياسي والاقتصادي تهدف الى تهيئة مجتمع ديمقراطي شامل في البلاد؛ وتوفر املا وحلولا حقيقية.

وقال جلالته ان الاردن والسويد يدركان الحاجة الماسة لتحقيق سلام شامل واستقرار في الشرق الاوسط في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة احداثا تتطور بسرعة؛ واذا كان للسلام أن ينجح فان علينا ان نعمل بتكاتف حقيقي وتصميم. وأضاف جلالته "خلال الكلمة التي ألقاها في مأدبة العشاء الرسمية التي أقيمت على شرف جلالته وجلالة الملكة رانيا في قصر دروتننغولم ليلك مالارين باستوكهولم الليلة" ان الوقت مناسب لوضع خارطة الطريق الى السلام على مسار لا رجعة عنه نحو دولة فلسطينية."

وأكد جلالته "أن اعادة الاستقرار في العراق وتوفير متطلبات التعبير الديمقراطي عن الارادة الحرة للشعب العراقي على نفس القدر من الاهمية."

والقى ملك السويد كارل كوستاف كلمة في حفل العشاء الذي اقامه على شرف جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا والذي دعى اليه عدد من ابرز القيادات السويدية وهذا نصها:

صاحبا الجلالة،
اصحاب السمو الامراء،
اصحاب السعادة الضيوف الكرام،

انه ليسعدني وجلالة الملكة ان نرحب بكم وبوفدكم الرفيع في السويد وفي هذه المادبة التي نقيمها في مقر اقامتنا في قصر دروتننغولم. تربط اسرتينا علاقات حميمة منذ عهد جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه والذي سعدنا بالترحيب به وبجلالة الملكة نور في السويد قبل حوالي عشرين عاما.

وقد توطدت العلاقات بين اسرتينا من خلال الاتصالات المتجددة خلال زيارتي الرسمية بصحبة جلالة الملكة الى الاردن عام 1989 وقد تركت تلك الزيارة اثارا عميقة على كلينا لاسباب عديدة حيث قمنا بزيارة مناطق مختلفة من بلدكم الرائع اضافة الى مؤسسات وهيئات ومشروعات متنوعة لكن ما نتذكره على وجه الخصوص هي المناظر الخلابة التي استمتعنا برؤيتها اثناء جولة في الصباح الباكر في اثار البتراء المتميزة والتي لايمكن لاي زائر الا ان يتاثر بها.

كما ان ولي عهدنا الاميرة فكتوريا عادت الى بلدها بعد زيارة للاردن قبل عامين وهي تحمل الذكريات الطيبة والسعيدة عن بلدكم وكان الهدف من رحلتها القيام بزيارة ميدانية للمنظمات الاقليمية التابعة للامم المتحدة ولكن مرة اخرى البتراء بكل ما فيها من تاريخ واللقاء العفوي الذي جمعها بجلالتكم كان لهما اعمق الاثر في نفسها.

وكذلك الحال بالنسبة لجرش كما انها اعربت عن عظيم شكرها وتقديرها لما لقيت من كرم الضيافة الذي حظيت به شخصيا من قبل جلالتيكما واسرتكم في مقر اقامتكم في العقبة.

وعندما تمتزج هذه الصداقة الحميمة بين اسرتينا مع علاقات التعاون الوثيق بين بلدينا تصبح الروابط اقوى وامتن.

ان الزيارة الرسمية لهي الدلالة الاكيدة على العلاقة الرائعة والتبادل المثمر للخبرات في مختلف قطاعات المجتمع كالسياسة والاقتصاد والتجارة.

وحسبما اعلم فان التعاون التنموي في مجالات المياه والطاقة والتعليم والصناعة يجري بيسر وسهولة. وانه ليسعدني ان ابلغكم انه اعلن للتو عن توسع في هذا التعاون ليشمل مشروعا للابحاث البيئية في منطقة العقبة.

جلالة الملك،

انكم والفريق العامل بمعيتكم معروفون جيدا بالنسبة لنا ولبقية العالم بمبادراتكم الشجاعة وعملكم الدؤوب لاصلاح بلدكم وبصورة رئيسة في الميدان الاقتصادي وامل بكل اخلاص ان تكون زيارتكم الرسمية للسويد مصدر الهام لكم في جهودكم وتؤدي الى التطور المتواصل في العلاقات وعلى الاخص بين مجتمعي الاعمال في بلدينا. وخلال اليومين القادمين ساكون مسرورا باطلاع جلالتكم على بعض المناطق التي يمكن ان يتوفر فيها ما يساعد على هذا التطور وانني على قناعة بانكم ستجدون في ذلك جولة مثمرة.

واود ان اتطرق ايضا الى الدور البارز للاردن في تعزيز الحوار بين الثقافات ذلك الحوار الهادف الى تحدي الجهل الذي لسوء الحظ غالبا ما يولد الكراهية والافكار والنشاطات السياسية المتطرفة. وفي السويد حيث يتزايد السكان الذين يعودون بجذورهم الى اقطار وثقافات وديانات متنوعة فان جهود الاردن لجسر مثل هذه الاختلافات هي موضع تقدير كبير.

جلالة الملك،

اننا جميعا ندرك ونتابع عن كثب الصراع الدائر في منطقة الشرق الاوسط، والتطورات الاخيرة المتاخمة لحدودكم لا تعطي لسوء الحظ ذلك القدر الكبير من الصورة المشرقة وقد تبنى الاردن موقفا معتدلا وبراغماتيا ولا يسعني الا ان اعبر عن اعمق الاعجاب بالعمل المضني الذي تتابعونه لتحقيق السلام الدائم في المنطقة السلام الذي يشمل ايضا تحسين الظروف المعيشية لبلدكم والى جانبكم جلالة الملكة رانيا تقوم بمبادرات عميقة الاثر في المجالات الاجتماعية وفي اطار الثقافة التقليدية وان جهود جلالتها موضع تقدير واعجاب ليس فقط في الاردن وانما في الخارج ايضا وفي وقت سابق من هذا العام تسلمت جلالتها جائزة الصحافة الالمانية التي اشتركت فيها مع الملكة سيلفيا وذلك تقديرا للالتزام بالعمل الجاد لما فيه خير الفئات الاقل حظا في المجتمع.

صاحبا الجلالة،

امل ان تغمركم السعادة والحظ الوافر في هذه الامسية وخلال هذه الزيارة ومع ذلك اسمحوا لي ثواني قليلة ان استذكر حقيقة ان السويد منيت بمأساة مؤخرا عندما تعرضت وزيرة خارجيتنا انا ليند للقتل الوحشي. ان المؤازرة والمواساة اللتين تلقيناهما من بلدان عديدة من بينها الاردن اثناء تلك المحنة عززتا من ارادتنا على مواصلة الطريق نحو الديمقراطية والمجتمع المفتوح.

اهلا بكم وشكرا لكم.