كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في جمعية الصحافة الاجنبية في لندن

عمان
23 تشرين الثاني/نوفمبر 2004

قال جلالة الملك عبد الله الثاني ان رؤيتنا للاردن تتمثل في مجتمع مدني حديث متجذر في القيم الاسلامية الحقيقية: التسامح؛ واحترام حقوق الاخرين؛ والايمان بحكم القانون والعمل على تحقيق التميز.

واضاف جلالته ان الاردن ماض في برامجه الاصلاحية وتقديم النماذج الذاتية النابعة من الداخل في كل المجالات مؤكدا ان الاردن يمكن ان يساعد في ان يبين للجميع ما الذي تستطيع مثل هذه النماذج ان تقدمه في مجال تحقيق التنمية ؛ والاعتدال؛ ومكافحة التطرف؛ وتوفير امل جديد للمستقبل.

واكد جلالته ـ في الكلمة التي القاها مساء اليوم في الاحتفال الذي اقامته "جمعية الصحافة الاجنبية" بلندن لتكريم الفائزين بجائزة افضل صحافيين بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله ونخبة من ابرز السياسين والاعلاميين والمثقفين من مختلف دول العالم ان "رسالة عمان" التي اصدرها الاردن ـ مؤخرا ـ والموجهة لجميع المسلمين وللعالم اجمع تم التاكيد فيها على صورة الاسلام الحقيقية الذي يقوم على السلام والاعتدال والتقدم.

كما اكد جلالته اننا جميعا نسعى الى عالم آمن يظلله السلام؛ داعيا جلالته الى تضافر الجهود من اجل انهاء النزاع في المنطقة؛ والاتحاد ضد الارهاب؛ والعمل على جسر الهوة التي تفرق بين الناس اقتصاديا وثقافيا.

وقال جلالته في هذا السياق ـ انه يجب حل النزاع العربي ـ الاسرائيلي بصورة نهائية الذي تسبب في معاناة هائلة؛ ولا سابق لها للجانبين؛ ويعتبر تحديا اساسيا للمنطقة والعالم ؛ مؤكدا ان هذا النزاع يعيق عملية الاصلاح والتنمية في المنطقة.

وأكد جلالته أهمية الدور الذي يلعبه المجتمع الدولي في حث وتشجيع كافة الاطراف للتحرك نحو احلال السلام الذي يضمن اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة وديمقراطية وتوفير امن حقيقي لاسرائيل لتعيش بسلام مع جيرانها.

واكد جلالته ان الحاجة باتت ملحة لتحقيق الامن والاستقرار في العراق الذي يحتاج في هذه المرحلة الى الامن وعودة الحياة الى طبيعتها حتى يتمكن العراقيون من تقرير مستقبلهم.

وقال جلالته ان الصحافة الحرة المسؤولة عندما ترفض ان تستخدم كاداة لاثارة الكراهية والحقد والعنف فانها تخدم الانسانية ومستقبلها. مؤكدا جلالته ان مهنية العاملين في وسائل الاعلام ومعرفتهم وانفتاحهم وموضوعيتهم توفر جسرا للتلاقي والتفاهم بين الناس.