الزاوية الإعلامية
تبنى قادة وممثلو تسع دول من ذوات الدخل المتدني المتوسط اضافة إلى كرواتيا والباكستان اليوم المبادرة التي أطلقها جلالة الملك عبدﷲ الثاني في الدورة الستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة العام الماضي لتأطير دولهم في مجموعة أطلق عليها مجموعة الإحدى عشر لترعى مصالحهم الاقتصادية من تجارية واستثمارية وغيرها وتحشد الدعم لمشاكلها وقضاياها الاقتصادية والتنموية.
فقد اجتمع جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورؤساء كرواتيا والباكستان وهندوراس والإكوادور وممثلون عن جورجيا واندونيسيا والمغرب وباراغواي وسريلانكا وتونس (التي اعتذرت عن الحضور) في فندق بيير في نيويورك يوم الأربعاء العشرين من أيلول 2006 لمناقشة التعاون بين الدول المشاركة لتعزيز فرص السلام والاستقرار العالمي، وتقوية التعاون بين عواصم هذه الدول خدمة لشعوبها من خلال تعزيز الإنتاجية والتفاعل الاقتصادي مع العالم.
وألقى جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال القمة التي استمرت يوما واحدا وعقدت على هامش اجتماعات الدورة الحادية والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة خطابا أكد فيه ضرورة خلق شراكة بين هذه البلدان والدول المانحة، وخاصة الدول الصناعية الثمانية، لتعزيز الإصلاح والنمو والاستقرار الاقتصادي في مجموعة الإحدى عشر وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي لها ومواجهة التحديات المشتركة التي من أهمها أعباء الدين التي تستنزف الموازنات الوطنية والفقر والبطالة وتذبذب أسعار النفط العالمية وانعدام الاستقرار الإقليمي.
وشدد على أن المساعدات من الدول المانحة تعتبر أساسية للبلدان ذات الدخل المتدني- المتوسط التي هي في وضع تتمكن فيه من خلق خطوات تقدّمٍٍ مُستدامة من خلال الإدارة الاقتصادية والإصلاح، مضيفا ان العديد من هذه الدول مرشحة لزيادة عتبة دخلها ولكنها نحتاج إلى الدعم العالمي عن طريق مساعدات موجهة غايتها تحقيق النتائج والمساعدة في تسريع النمو الاقتصادي وتوفير مزايا الإصلاح والحفاظ على مكتسبات التنمية.
وأضاف جلالته أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة للمجموعة تُظْهر بصورة عامة الإمكانيات الموجودة في بلداننا. فنمو الناتج القومي الإجمالي قوي، والمشاركة في التجارة العالمية تتنامى، وصافي التدفّقات المالية الاستثمارية المباشرة في تزايد، والفقر يجري خَفض نسبته، وبالنسبة للعديد من البلدان، انخفض معدل خدمة الدين كنسبة مئوية من الصادرات، مما ساعد على خفض أعباء الدين، كما ان العديد من أبناء شعبنا يَحْظون بإمكانية الوصول إلى التقنيات والمهارات التي تعتبر بوابة الازدهار.
وتهدف مجموعة الإحدى عشر إلى تشجيع أكبر عدد من دول العالم إلى الانضمام إليها على اعتبار أن أكثر من ربع سكان العالم يعيشون في شريحة الدول الأقل دخلا من فئة الدول ذات الدخل المتوسط وان العديد منها مرشحة للصعود إلى فئة أعلى إذا تبنت سياسات اقتصادية رشيدة تساعد محركات النمو لديها.
رئيس كرواتيا
من جانبه عبر رئيس كرواتيا ستيبان فريتش عن تقديره لبعد النظر الذي أظهره جلالة الملك عبدﷲ الثاني عندما اطلق مبادرة تستند إلى أساس اقتصادي محدد لحماية مصالح أعضاء المجموعة.
وأضاف فريتش ان بلاده ورغم أنها ليست من الدول الأقل دخلا في فئة الدول متوسطة الدخل إلا أنها تواجه ذات المشكلات التي تواجهها الدول الأقل دخلا في مجال تحقيق التنمية الشاملة والنمو الاقتصادي.
وأكد فريتش الحاجة إلى تضييق الفجوة بين الأغنياء والفقراء وتحقيق الأمن الاجتماعي لان هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن والقضاء على الإرهاب الذي يتغذى على الحرمان والإحباط.
وحذر من انه لا يمكن الاستمرار في جعل ربع سكان الكرة الأرضية يعيشون في شريحة الدول الأقل دخلا في فئة الدول متوسطة الدخل لضررها على الأمن الاجتماعي لهذه الدول ولذلك يجب توافر الإرادة السياسية لوضع الآليات المناسبة لتحقيق النمو ومحاربة الفساد والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي متوقعا من الدول الغنية ان تخفف عبء الدين عن هذه المجموعة لان الاستثمار في تنمية اقتصاديات هذه الدول هو استثمار من مصلحتهم لأنه يعزز الاستقرار الدولي وينعش التجارة الدولية.
الرئيس الباكستاني
أما الرئيس الباكستاني برويز مشرف فقد طلب من الدول الغنية عدم معاقبة الدول على أدائها الاقتصادي الجيد بتخفيض المعونات الاقتصادية عنها.
وأكد مشرف ضرورة هذه المساعدات لتنفيذ المرحلة الثانية من الإصلاحات والتي تحقق الاستقرار الاجتماعي، فهناك حاجة ماسة في هذه المجموعة للاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة وتخفيض مستويات الفقر والبطالة وتحسين مستوى المعيشة لتعم مكتسبات النمو والاستقرار التي تحققت في المستوى الكلي للاقتصاد على المستوى الميكروي.
وأضاف ان تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية يتطلب الدعم المالي من جانب الدول المتقدمة.
كما طالب مشرف الدول المتقدمة بالتجارة مع هذه البلدان من خلال تسهيل دخول منتجاتها إلى أسواق العالم المتقدم وبتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يخلق مزيدا من الوظائف وفرص العمل.
رئيس سريلانكا
من ناحيته قال رئيس سريلانكا ماهيندا راجاباسكا ان بلاده تعاني من مشكلات اقتصادية كبيرة بسبب الحرب في بلاده رغم أنها بدأت بتحرير اقتصادها منذ فترة طويلة مقارنة بباقي دول المجموعة.
وشدد على ان الهموم الاقتصادية لبلاده تتشابه مع هموم دول المجموعة من ناحية الارتفاع الكبير في أسعار النفط التي اضطرت بلاده إلى تحويل الأموال التي كانت مخصصة لتحسين نوعية الحياة لسكان بلاده في مجال الصحة والتعليم والبنية التحتية لمواجهة هذا الارتفاع الهائل.
رئيس وزراء اندونيسيا
وأشاد وزير خارجية اندونيسيا حسن ويراجودا بإقدام الأردن على هذه المبادرة التي تنسجم مع شعار الأمم المتحدة لهذه الدورة بشأن الشراكة العالمية لمواجهة التحديات.
ودعا إلى الاستفادة من اتجاهات الاقتصاد العالمي الحالية التي تستمر في النمو رغم الارتفاع الحاد في أسعار النفط، مضيفا انه رغم معدلات النمو العالية إلا ان مشكلة الفقر ما زالت تلاحقنا.
وشارك حسن الزعماء المشاركين مطالبتهم الدول الغنية بالاستمرار في تقديم الدعم المالي للدول متوسطة الدخل لأنها تلعب دورا مهما في الاقتصاد العالمي وتعزز الاستقرار العالمي من خلال المشاركة في مسؤولية مواجهة التحديات.
وزير خارجية المغرب
وحدد وزير خارجية المغرب محمد بن عيسى أربعة محاور للتحديات التي تواجه شريحة الدول الأدنى دخلا من فئة الدول متوسطة الدخل وهي التنمية البشرية والمديونية الخارجية وارتفاع أسعار الطاقة وفشل المفاوضات في منظمة التجارة العالمية بما يفتح الباب أمام السياسات الحمائية للمنتوجات المحلية.
ووصف بن عيسى مبادرة جلالة الملك بالمبادرة الطموحة مؤيدا تعبئة وتوعية المجتمع الدولي باهتماماتنا المشتركة.
وزير التجارة الدولية في الإكوادور
أما وزير الخارجية الدولية في الاكوادور توماس بيريبونيو فقد طالب بنظام عالمي جديد يقوم على الاقتصاد العالمي والقانون الدولي يحل محل النظام السابق الذي قام على أساس القطبين.
وطالب بسيادة الدول على مواردها وتوجيه ثمار مواردها إلى تحسين حياة شعبها وأمنه الاجتماعي.
وقال ان بلاده ستروج للمبادرة بين بلدان الجنوب التي ستستفيد من مثل هذا التجمع لحماية مصالحها على المستوى الدولي.
جورجيا
وأيد وزير خارجية جورجيا غيلا بيجواشفيلي مبادرة مجموعة الإحدى عشر باعتبارها ستساعد هذه الدول في تحقيق أهدافها في التقدم والازدهار الاقتصاد وتشكل منبرا موحدا للحديث عن هذه الدول في التجمعات الدولية مثل منظمة التجارة الدولية والأمم المتحدة.
وأكد ان التعاون بين دول هذه المجموعة سيمكنها من عدم تكرار الأخطاء التي ترتكب أثناء عمليات الإصلاح بما "سيخدم مصالح بلداننا وشعوبنا ومصالحنا بطريقة أكثر فعالية."
المندوب الدائم للباراغواي
وقال المندوب الدائم للباراغواي في الأمم المتحدة روبن راميريز ان العولمة توفر فرصا للتقدم إلا أنها تعيق كذلك حجم تطور اقتصادياتنا لأنها تفيد الذين حققوا معدلات نمو أعلى.
وأكد ان من الضروري ان نحصل على اهتمام العالم بمجموعتنا لنستفيد من منافع التجارة الدولية فالمجموعة تتماثل في مصالحها الاقتصادية من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وأمن الطاقة لتخفيف الفقر واللامساواة الاجتماعية.
وطالب بنظام تجاري أكثر عدالة وشفافية وبإزالة العقبات أمام حرية التجارة لتتمكن دول هذه المجموعة من تحسين ظروف الحياة لشعوبها.
هندوراس
وأكد سفير هندوراس في البيرو خوان خوزيه كويفا رغبة بلاده في ان تكون عضوا فاعلا في المجموعة لإيجاد خطة عمل مشتركة تعزز مصالح هذه الدول.
ورحبت المجموعة في البيان الختامي لقمتها بالدول الراغبة في الانضمام إليها.
ويذكر انه تمت متابعة المبادرة بعقد اجتماعين على مستوى رفيع في شهري تشرين الثاني 2005 وتموز 2006 لمناقشة الأمور المتعلقة بتنفيذها وتنسيق الجهود لرعاية مصالح أعضائها.
كما وستعقد القمة المقبلة للمجموعة في الأردن خلال شهر أيار القادم على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تلتئم أعماله في البحر الميت بين الثامن عشر والعشرين من الشهر نفسه.