قمة أردنية أميركية في واشنطن

21 نيسان 2009
عمان ، الأردن

عقد جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم الثلاثاء قمة ركزت على كيفية العمل لتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وحل الصراع الفلسطيني على أساس حل الدولتين.

وأكد الزعيمان، في أول لقاء يجمع زعيم عربي مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، حرصهما على أهمية التحرك في إطار خطوات فاعلة لإنهاء الصراع وبناء السلام الشامل والعادل في المنطقة.

كما أكدا على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق على أعلى المستويات لدعم جهود المضي قدما في طريق السلام مع جميع الأطراف المعنية.

وتطرقت مباحثات الزعيمين الى العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في كل المجالات وأهمية العلاقة الإستراتيجية التي تربط الاردن بالولايات المتحدة والتي يحتفل البلدان هذا العام بمرور 60 عاما على تأسيسها.

من جانبه أشاد الرئيس الأميركي باراك اوباما بجهود جلالة الملك التي يقوم بها في المنطقة والعالم لدعم السلام وقال "سنعمل معه خصوصا وان جلالة الملك يمثل التوجه الحديث للسياسات الخارجية في الشرق الأوسط والذي يقوم على النظر الى القضية من زوايا مختلفة في سعيه لحل الصراعات بطرق سلمية".

وقال في تصريحات صحافية " إننا سعيدون في العمل مع جلالة الملك لسنوات عديدة وهناك صداقة قوية بين بلدينا وكلي ثقة ان هذه الصداقة ستتعزز مستقبلا".

وأضاف "تحدثنا حول عملية السلام في الشرق الأوسط والتزامي وجلالة الملك في المضي قدما في العملية السلمية كونها تعتبر قضية ملحة في هذا الوقت".

وقال ناقشنا اثر الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على العالم وبلدينا ومدى الحاجة الى تعاون دولي للتعامل مع هذه القضية، مؤكدا ان علاقات الشراكة والصداقة ستشهد نموا في المستقبل.

وردا على أسئلة الصحافيين، أكد الرئيس اوباما التزامه في الجهود التي تبذلها الدول العربية انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي تعتبر بداية بناءة ومن الواضح ان الملك عبدﷲ الثاني اتخذ خطوات لتأكيد ديمومتها واستمرار دعم العرب لها وهذا انجاز مهم لجلالة الملك والآخرين ويستحقون عليه الثناء.

وأضاف "لقد أرسلت المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، جورج ميتشل، وهو مفاوض جيد حيث اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتقى مع مسؤولين عرب لمناقشة قضية السلام في الشرق الأوسط.

وقال الرئيس اوباما سنحتاج الى مزيد من الوقت، "وأنا داعم ومؤيد لحل الدولتين وقد أعلنت ذلك علنا وفي الاجتماعات المغلقة واعلم ان العديد من الإسرائيليين يدعمون حل الدولتين بالرغم من الموقف الحالي للحكومة الإسرائيلية".

وأضاف نريد ان نخرج من هذا الإطار وبرغم صعوبة تحقيق هدف السلام إلا أنني أرى ان الأمل في تحقيقه قائم، لكنه يحتاج الى خيارات صعبة وتنازلات من كافة الأطراف وخطوات جادة من الجميع.

وأكد الرئيس اوباما ان أميركا ستنخرط في العملية السلمية بشكل جاد لكنها لا تستطيع ان تعمل مكان الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يجب ان يقرروا بأنفسهم وسوف نعمل نحن على تهيئة الأجواء للعمل وعليهم ان يتخذوا القرار لأنه ليس في مصلحة الطرفين استمرار الصراع الذي شهدناه لعقود طويلة لان الأجيال لا يمكن لها ان تعيش على استمرار مبدأ الكراهية.

وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني والرئيس اوباما عقدا اجتماعا موسعا عقب لقائهما الثنائي، حضره من الجانب الأردني رئيس الوزراء نادر الذهبي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جوده والسفير الأردني في واشنطن سمو الأمير زيد بن رعد, فيما حضره من الجانب الأميركي وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ورئيس موظفي البيت الأبيض رام ايمانويل ومستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز ونائب مستشار الأمن القومي توم دونيلون والسفير الأميركي في عمان ستيفن بيكروفت ومدير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي دان شابيرو.

وبحث الجانبان خلال اللقاء التعاون الثنائي وسبل تطويره في كافة المجالات خصوصا مع مرور 60 عاما على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تم التأكيد على التزام القيادتين الأردنية والاميركية بتطويرها بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.

كما تم تناول جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، والتطورات الإقليمية الراهنة.