قصة نجاح لمركز للتأهيل والشلل الدماغي في معان

عمان
05 أيلول/سبتمبر 2002

في مدينة معان اثبتت جمعية الجنوب للتربية الخاصة ان النجاح يمكن ان يكون اكبر وطعمه احلى في المحافظات البعيدة عن المركز. فبمبلغ 650 الف دينار استطاعت هذه الجمعية الخيرية باشتراكات هيئتها العامة وبمشاريعها الاستثمارية وتبرعات الجهات المانحة والدعم الحكومي انشاء مركز للتاهيل والشلل الدماغي هو الاول من نوعه في الاردن يشخص ويعالج ويؤهل وبشكل شبه مجاني الاطفال المصابين بالشلل الدماغي والصمم على وجه الخصوص، بل واستطاع ان يفتح امام الصم والبكم افاق عالم الكمبيوتر والانترنت باقامة اول مركز تدريب على الكمبيوتر للمعاقين في الاردن.

سالنا رئيس الجمعية مطر ابو رخية عن الدافع وراء انشاء مركز الامير رعد للتأهيل والشلل الدماغي، هل لديه طفل او قريب مصاب بهاتين الاعاقتين مما اعطاه حافزا لمتابعة العمل ولعدة سنوات في مشروع ليس له مردود مالي.

ينفي ابو رخية وجود هذا السبب رغم معاناة محافظة معان من ارتفاع نسبة المصابين بالشلل الدماغي والصمم حيث يقدم المركز، الذي بدأ العمل به مع نهاية العام الماضي،خدماته حاليا لحوالي 1400 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، 65 بالمائة منهم مصابون بالصمم والشلل الدماغي وهذا رقم كبير في محافظة عدد سكانها106 الاف نسمة.

"رؤية المصابين بهاتين الاعاقتين دفعتنا للتفكير بمشروع يخدمهم ويسهل عليهم وعلى اهلهم الحياة"، يقول ابو رخية الذي كان يعمل بائعا للاسمنت ومواد البناء.

ويتابع ابو رخية الذي كان يتحدث بفخر كبير عن المركز الذي اسسه مع اعضاء جمعية الجنوب ليكون افضل مركز من نوعه في المملكة ان المركز الراقي بطابقيه الحجريين يتعامل بشكل شمولي مع الاعاقات وخاصة السمعية والشلل الدماغي حيث ان الاعاقة البصرية نادرة. فهناك اربعة اقسام رئيسية: عيادة اطفال عامة مجهزة باجهزة لتخطيط الدماغ والاعصاب والعضلات حيث يتم فحص الاطفال في هذه العيادة وتشخيص حالتهم وتحويلهم الى القسم المختص وقسم للسمعيات يتضمن عيادة انف واذن وحنجرة وغرف معزولة لفحص وتخطيط السمع بالاضافة الى مشاغل خاصة لصنع قوالب السماعات وتصليح وتركيب السماعات الطبية وهناك قسم للعلاج الطبيعي مجهز بكافة المعدات والاجهزة التأهيلية الخاصة بمرضى الشلل الدماغي واخيرا هناك قسم النطق مجهز بكافة الاجهزة الخاصة بالمساعدة على النطق، بالاضافة الى عيادة نفسية ويعمل في المركز اطباء من وزارة الصحة ومستشفى معان الحكومي.

وخلال الشهرين الماضيين وزعت الجمعية 120 سماعة طبية للاطفال الصم في مدينة معان ووادي موسى والشوبك والحسينية والراجف والدلاغة والمدورة من اصل 300 سماعة طبية اشترتها الجمعية وستوزع لاحقا في بقية قرى المحافظة.

واضاف ابو رخية ان المركز يقدم خدماته باسعار رمزية تصل الى ما بين 30 الى 50 بالمئة من اسعار وزارة الصحة للاسر القادرة اما للاسر الفقيرة فالخدمات مجانية اما السماعات الطبية فهي للقادرين بربع قيمتها في السوق ولاعضاء جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجان مشيرا الى ان المركز يستقبل ما بين 40 الى 60 حالة يوميا للعلاج.

ولا يقتصر دور المركز على تقديم الخدمات بل انه يعمل على تدريب ابناء المحافظة نساء ورجالا وتوظيفهم في هذا المجال ففي قسم السماعات الطبية تعمل نساء صم على تصليح وتركيب السماعات او تعديلها، كما تعمل نساء اخريات على تدريب المصابين بالشلل الدماغي وعلى تدريب اهلهم في قسم التأهيل المجتمعي لان المصاب بالشلل الدماغي يحتاج الى ساعات طويلة من العناية ولهذا فان على والديه ان يقوما مقام المدرسة له.

وبخصوص الاطفال الصم فان المركز يعمل على تعليم هؤلاء الاطفال بلغة الاشارة حتى الصف السادس الاساسي لينتقلوا بعدها الى المدارس العادية حيث تكون مشكلة تعليمهم قد حلت باستخدام السماعات الطبية. وقال انه تم ايجاد 35 فرصة عمل جديدة لابناء المحافظة بالاضافة الى قيام المركز بتدريب عدد من الفتيات من القرى المجاورة لمعان في مجال التأهيل وسيتم توظيفهم في قراهم في فروع المركز التي ستفتتح قريبا.

ويبقى سؤال حول تمويل مثل هذا المركز الخيري اذ يقول ابو رخية ان المشروع الخيري يحتاج الى رديف استثماري ليقف على قدميه ويستمر وهذا ما فعلته الجمعية عندما استطاعت بمبلغ 140 الف دينار حصلت عليها من اتفاقية مع وزارة التخطيط، وزادت عليه اربعين الفا اخرى من رصيدها، انشاء مبنى استثماري من خمسة طوابق يتسع لحوالي 120 سريرا تم تاجيرة لجامعة الملك حسين بقيمة 17 الف دينار سنويا.

والمبنى مقام وفقا لاحدث المواصفات المعمارية الخاصة بسكن الطالبات من قاعات دراسية وانظمة انذار متطورة للحريق ونظام خاص للنداء الالي الداخلي كما انها تقوم بتأجير مستودعات لها في معان.

واضاف ان الجمعية تمتلك حاليا اجهزة طبية متطورة جدا وانها بصدد استكمال هذه الاجهزة ولهذا فانها ستسعى الى اشراك العاملين في المؤسسات في محافظة معان في التامين لديها خاصة في طب الاطفال واختصاص الانف والاذن والحنجرة.

وكان صندوق الملك عبدالله الثاني قد تبرع للجمعية بباصين سعة كل منهما 11 راكبا بالاضافة الى الكمبيوترات المشار اليها.

قصة نجاح في المحافظات اثارت اعجاب جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يسعى لان يشعر كل مواطن بانه مسؤول عن تحسين اوضاعه الاجتماعية والاقتصادية ويعمل يدا بيد مع الحكومة لتحسين هذه الحياة ولا ينتظر ايعازا ليبدأ العمل لخدمة اهله ونفسه.