زيارة جلالة الملك للصين تشكل محطة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين

عمان
17 كانون الثاني/يناير 2002

شكلت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني التي بدأها الى الصين اليوم والمباحثات التي اجراها مع فخامة الرئيس الصيني زيانغ زيمن محطة مهمة في تاريخ العلاقات المتنامية بين البلدين، فخلال المباحثات التي جرت في قاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين واستمرت ساعتين اكد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس زيمن حرص البلدين على تطوير التعاون المشترك وتقوية العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

ويرتبط الاردن والصين بعلاقات وثيقة منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية سنة 1977 وتنامت هذه العلاقات في السنوات الماضية خصوصا في المجالات الاقتصادية والتي تمثلت بزيادة حجم التبادل التجاري ونمو الاستثمارات الصينية في المناطق الصناعية المؤهلة.

ومن المتوقع ان تشهد الاستثمارات الصينية في الاردن نموا خلال السنوات القادمة خاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة حيز التنفيذ الشهر الماضي ونجاح الشركات الصينية العاملة في الاردن0 وحضر جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الصيني زيمن اليوم توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني والتي تقضي بتقديم الصين منحة بقيمة مليون ومائة وخمسين الف دولار للاردن لاستخدامها في تنفيذ مشاريع يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.

ووقع الاتفاقية عن الجانب الاردني وزير التخطيط الدكتور باسم عوض الله وعن الجانب الصيني وزير التجارة الصيني.

وركزت محادثات جلالته والرئيس الصيني التي حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي ووزير التخطيط ورئيس سلطة المنطقة الخاصة في العقبة ورئيس هيئة الاركان المشتركة ومديرة مؤسسة تشجيع الاستثمار والسفير الاردني في بكين وعدد من كبار المسؤولين الصينيين على الاوضاع الامنية المتدهورة في الاراضي الفلسطيينة والجهود المبذولة لوقف اعمال العنف واعادة الهدوء لتمهيد الطريق امام حلول سلمية للازمة الراهنة.

وايد الزعيم الصيني جلالة الملك بان ايجاد مخرج للوضع الامني الخطير في الاراضي الفلسطينية يكمن في العودة الى طاولة المفاوضات وتغليب لغة الحوار على سياسة التصعيد العسكري.

واكد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي اطلع الرئيس زيمن على اخر الجهود الرامية لتهدئة الوضع في الاراضي الفلسطينية ان لا سبيل للخروج من دائرة العنف المستمرة سوى العودة للمفاوضات والبدء بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وخصوصا قراري مجلس الامن 242 و 338.

وثمن جلالته موقف الصين المؤيد للقضايا العربية معربا عن تقديره لما ابدته القيادة الصينية من حرص على ضرورة تحريك عملية السلام ورفضها اللجوء الى القوة وسياسة الحصار ضد الشعب الفلسطيني.

وركزت مباحثات الزعيمين ايضا على الوضع في العراق مؤكدين ضرورة العمل من اجل رفع الحصار المفروض عليه منذ احد عشر عاما وبدء حوار عملي بين العراق والامم المتحدة ينهي معاناة العراق وشعبه00كما تناولت المباحثات الوضع في افغانستان والجهود الدولية لمكافحة الارهاب.

وكان قد جرى لجلالة الملك عبدالله الثاني استقبال رسمي في قاعة الشعب الكبرى حيث كان في مقدمة مستقبلي جلالته فخامة الرئيس زيمن وعدد من كبار القادة الصينيين ،واصطحب الرئيس الصيني جلالة الملك الى منصة الشرف حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الاردني والوطني الصيني ، واستعرض جلالته والرئيس زيمن حرس الشرف الذي اصطف لتحية جلالته.

ويواصل جلالته يوم غد لقاءاته المكثفة مع فعاليات اقتصادية وممثلين للشركات الاستثمارية الصينية لبحث افاق التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.