حديث جلالة الملك لصحيفة الحياة

09 تشرين الثاني 2009
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن طريق السلام واضح يتمثل في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على التراب الوطني الفلسطيني في سياق إقليمي شامل يؤدي إلى انسحاب إسرائيلي من الأراضي العربية السورية واللبنانية المحتلة ويضمن لإسرائيل الأمن.

وشدد جلالته في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية، نشرت الجزء الاول منه اليوم، وتنشر الجزء الثاني غدا وأجراها رئيس تحريرها الزميل غسان شربل، على أن تقدم عملية السلام يستوجب وضع آلية تضمن أن المفاوضات ليست لتضييع الوقت.

وقال جلالته "إذا كانت هناك ثقة بأن المفاوضات لن تكون إضاعة للوقت وعملية جديدة لا نهاية لها تغير إسرائيل خلالها الحقائق على الأرض في الضفة والقدس وتجعل قيام الدولة الفلسطينية أمرا مستحيلا بسبب الاستيطان وغيره منم الإجراءات، نكون قد تجاوزنا العقبات"، مضيفا " أما إذا بقينا على الوضع الحالي فستكون الفوضى والمزيد من التأزيم في انتظار الجميع".

وطالب جلالته في المقابلة إسرائيل بوقف بناء المستوطنات وجميع الإجراءات الأحادية والسياسات التي تفشل الجهود السلمية، والدخول في مفاوضات فاعلة تبني على ما أنجز وتعالج جميع قضايا الوضع النهائي ضمن جدول زمني محدد وعلى أساس المرجعيات المعتمدة للوصول إلى حل الدولتين بأسرع وقت ممكن.

وقال جلالته على أن الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في القدس التي تستهدف تغيير هوية المدينة وتهدد الأماكن المقدسة هي إجراءات مرفوضة تقوض فرص تحقيق السلام، مؤكدا جلالته "أن القدس خط احمر وعلى الإسرائيليين أن يدركوا مكانة القدس عند العرب المسلمين والمسيحيين وعدم اللعب بالنار".

وشدد جلالته على انه إذا لم يتحقق مطلب تجميد الاستيطان لبدء المفاوضات، فيجب أن تكون هناك ضمانات أميركية ودولية ملزمة ومكتوبة من خلال الأمم المتحدة تؤكد أن المفاوضات ستعالج كل قضايا الوضع النهائي، وهي الحدود والقدس واللاجئون، وستؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي إطار جدول زمني واضح.

وفي رد على سؤال حول عمليات تسلل التي قام بها المسلحون الحوثيون إلى أراضي المملكة العربية السعودية على الحدود مع اليمن خلال الأيام الماضية، جدد جلالة الملك في المقابلة دعم الاردن المطلق للمملكة العربية السعودية الشقيقة وحقها في الدفاع عن حدودها وأراضيها وسلامة مواطنيها، مؤكدا ثقة الاردن في قدرة الأشقاء السعوديين على حماية وطنهم والحفاظ على أمنهم واستقرارهم الذي يشكل ركيزة لأمن المنطقة كلها.

وأكد جلالته أنه لا خوف على أمن السعودية واستقرارها بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدﷲ بن عبد العزيز، وأن "الأشقاء في السعودية قادرون على حماية وطنهم ويقومون بذلك، وبالتالي ليس هناك أي خوف على استقرار السعودية".