جلالتا الملك والملكة يمضيان ساعات بين 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة

18 أيلول 2007
عمان ، الأردن

حرص جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ على قضاء ساعات اليوم بين مائة من الاطفال الذين يعانون من تحديات حركية ويتم تأهيلهم في جمعية الحسين لذوي التحديات الحركية.

وعكست زيارة جلالة الملك الى الجمعية اهتمامه بالاطلاع على احول هذه الفئة ومتابعة تنفيذ البرامج التي تسهم في ادماجها في المجتمع وتحويلها من حالة الاعتماد على الاخرين الى مرحلة من الاعتماد على الذات.

وأشاد جلالته بالجهود التي تقوم بها جمعية الحسين لرعاية وتأهيل ذوي التحديات وبدورها في رعاية وتأهيل اطفال هم بأمس الحاجة للمساعدة.

وأعرب جلالته عن تقديره لجهود العاملين في الجمعية مؤكداً ضرورة تعميم فكرة الجمعية وانشاء فروع مماثلة لها في المحافظات لتطال خدماتها فئات اخرى.

وتجلت في اللفتة الملكية التي جاءت في شهر التلاحم والتواصل والتراحم بين الناس ابهى صور الانسانية وجلالته يزرع الابتسامات في القلوب قبل الشفاه على وجوه الاطفال الذين عبروا بطريقتهم الخاصة عن فرحتهم بزيارة صاحبي الجلالة.

ففي قاعة الموسيقى عزف الاطفال السلام الملكي ترحيباً بجلالته وهم جالسون على كراس متحركة ليؤكدوا أنهم قادرون على العطاء اذا منحوا فرصة التعليم والتدريب والتأهيل.

ومن بين الاطفال الذين التقاهم صاحبا الجلالة الطفل عمر السعيداني الذي يثير فيك الشفقة حين تراه على كرس متحرك سرعان ما تتلاشي تلك المشاعر حين يفاجئك بالحديث ويظهر قدراته في تدبير اموره ومساعدة الآخرين. هذا الطفل الذي يقطن في خيمة ضمن احياء عمان انضم للجمعية بعد ان مضت سنوات دون ان يلتحق بالمدرسة يشير انه استطاع اتقان القراءة والكتابة واستخدام اليدين في وظائف عديدة لم يكن يستطيع القيام بها سابقا.

ورافق جلالته في الزيارة سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء وسمو الاميرة ماجدة رعد ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير التنمية الاجتماعية سليمان الطرونة والمستشار في الديوان الملكي يوسف العيسوي.

واستمع جلالته خلال جولته في مرافق واقسام الجمعية الى شرح من رئيستها سمو الاميرة ماجده رعد تناول اهداف وبرامج الجمعية ودورها في تأهيل وتعليم ذوي التحديات الحركية.

وشملت زيارة جلالة الملك اقسام جديدة استحدثتها الجمعية من بينها وحدة الدراسات والابحاث والاعلام والثقيف والتدخل المبكر والعلاج الطبيعي والوظيفي.

وتبرع جلالة الملك للجمعية التي استطاعت خلال سنوات عملها ان تسهم في ادماج العديد من الاطفال في مجتمعاتهم وتحويلهم من حالة الاعتماد على الاخرين بتكاليف صيانة الجمعية وربط اقسامها بشبكة الانترنت واستكمال شبكة التدفئة المركزية فيها.

يشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تشير الى ان في الاردن نحو 200 الف شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يشكلون مانسبته 3 إلى 5 بالمائة من المجتمع وقد شملتهم استراتيجية وطنية امر جلالة الملك باعدادها بغية الحد من معدلات حدوث الاعاقات وتحسين نوعية حياة الاشخاص ذوي الاعاقات وتحقيق الانصاف والمساوة لهم.

ويجسد شعار الجمعية "ساعدونا كي نتمكن من مساعدتهم" العديد من اهدفها في إتاحة المجال أمام ذوي التحديات الحركية للتمتع بحياة كريمة بأكبر قدر من الاستقلالية والحرية وتقديم أفضل الخدمات التأهيلية لهم من جميع مناطق المملكة وإعدادهم للاندماج بالمجتمع اندماجا سليما يخلو قدر الإمكان من الصعوبات والمعوقات.

وتعد الجمعية التي توفر التعليم الأساسي لحوالي 100طالب وطالبة حتى السادس في تمويل برامجها ونشاطتها من التبرعات.

واكدت المديرة التنفيذية للجمعية آني ابو حنا ان الطالب الواحد يكلف الجمعية شهريا نحو 500 دينار مشيرة الى ان الجمعية لاتستطيع وضع موازنة لها لعدم وضوح حجم وموعد التبرعات التي ترد اليها.

وقالت ان الجمعية تضطر الى الاعتذار للعديد من اصحاب التحديات الحركية لأنها لاتستطيع استيعابهم في ضوء حجم التبرعات التي تحصل عليها مشيرة الى ان التحدي الكبير الذي يواجه الجمعية هو تحقيق الاستدامة في التمويل.

وفي الجمعية فريق من العاملين يبذلون جهودا مضاعفة من اجل دمج الاطفال ومساعدتهم على الاعتماد على انفسهم اذ يبلغ عدد العاملين فيها 132موظفا منهم 29 متطوعا وتبلغ نسبة أعداد الموظفين من ذوي التحديات الحركية 18بالمائة من مجموع العاملين في الجمعية.

ومن الخدمات التي تقدمها الجمعية خدمات العلاج الطبيعي والمائي والوظيفي والتدخل المبكر والتمريض والعلاج النفسي والاجتماعي كما يتم تقديم الجلسات العلاجية لأطفال المدرسة.

وتقوم الجمعية من خلال العيادة المتنقلة بزيارة المناطق النائية لتقييم الحالات المختلفة وتقديم الاستشارات لأهالي الأطفال ذوي التحديات الحركية وتقديم الأجهزة الطبية لمن يحتاجها.