الزاوية الإعلامية
عاد جلالتا الملك عبدﷲ الثاني والملكة رانيا العبدﷲ الى عمان مساء اليوم بعد ان شاركا في مناقشات المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس بسويسرا..اضافة الى قيام جلالته بزيارة قصيرة الى المانيا لاجراء مباحثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي ترأس بلادها الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني الكبار.
وتأتي مباحثات جلالته في برلين ومساهماته في دافوس لحث الجميع من سياسيين واقتصاديين على العمل الجدي المخلص لتحقيق تقدم على صعيد احلال السلام حيث توفر مبادرة السلام العربية أساسا جديا للسلام الشامل والعادل والدائم.
وحذر جلالته من اضاعة فرصة السلام المتاحة الان في منطقة الشرق الاوسط بمؤتمرات واجتماعات لا تشكل الا مجرد فرصة لالتقاط الصور التذكاريه.
وشدد جلالته في خطابه الرئيس الخاص في دافوس على ان الإنكار المستمر للحقوق الفلسطينية يعتبر شرارة تؤجج نار الأزمات الدولية والإقليمية التي تشهد تزايدا وتحمل معها دمارا أشد..حيث خاطب جلالته جميع المعنيين حاثا أياهم على العمل.
فللاسرائيليين قال جلالته..إن مبادرة السلام العربية حقيقية ولهذا انتهزوها و"اعملوا معنا فالعزلة والعمل الأحادي الجانب لا يمكن أن يؤديا إلى تحقيق المستقبل الإيجابي الذي تريدونه وتحتاجونه أنتم وجيرانكم".
وقال جلالته للشعب الفلسطيني..انهم عانوا بما فيه الكفاية "وان مبادرة السلام العربية يمكن أن تفي بوعدها من استقلال وأمن ومشاركة في الفرص المتاحة في القرن الحادي والعشرين."
وأبلغ جلالته المجتمع الدولي وخاصة أعضاء اللجنة الرباعية..إن لهم دورا ومسؤولية تاريخية بأن يقفوا وراء السلام وإن تصميمهم على تحقيق نتائج ملموسة سيكون أساسياًً للنجاح.
ولم يستثن جلالته القطاعين الخاص والاهلي في العالم المشاركين في دافوس من مسؤوليتهما تجاه تحقيق السلام في المنطقة فالامور لا يمكن أن تُترك للحكومات وحدها، لأن أحد عناصر السلام الدائم هو وضع الأساسات للتعايش المشترك، وغالبية الناس في كلا الجانبين تريد السلام وسيخاطرون بالتحرّك إلى الأمام إذا ما تكوّنت لديهم الثقة بأن العملية ستؤتي ثمارها..وهذا يعني نتائج ملموسة في أسرع وقت ممكن دون تأخير.
وقد التقى جلالته على هامش أعمال المنتدى بعدد من القادة السياسيين..مؤكدا لهم ضرورة اعادة اطلاق العملية السلمية وصولا الى تنفيذ حل الدولتين بموجب خارطة الطريق والمبادرة العربيه.
وشدد جلالته خلال لقائه ممثلي القيادات العربية والعالمية الشابة على تمكين الشباب وتوفير متطلباتهم ليتمكنوا من لعب دور حيوي في مجتمعاتهم..اضافة الى ضرورة المحافظة على الطبقة الوسطى التي تعتبر من دعائم الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
وفي برلين ناقش جلالته مع المستشارة الالمانية التطورات الراهنة في منطقة الشرق الوسط وسبل تعزيز العلاقات بين عمان وبرلين خصوصا في المجالات الاقتصاديه.
فعلى الصعيد الاقتصادي تركزت مباحثات جلالته على الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الاردن نتيجة الارتفاع الهائل في اسعار النفط وحاجته للمساعدات بل وتعداه الى الحديث عن حاجة الدول ذات الدخل المتدني من فئة الدول متوسطة الدخل التي دعا جلالته الى تأسيس مجموعة لها تحت اسم مجموعة الدول الاحدى عشرة الى المساعدات والدعم لتستمر في تحقيق نجاحاتها الاقتصادية والاجتماعية..فلا مغزى من تخلي الدول الغنية عن هذه الدول بعد ان حققت انجازات في مجال النمو ورفع مستوى الدخل، ليبدو هذا كعقاب يعيد هذه الدول الى فئة الدول الفقيرة نتيجة لارتفاع اسعار النفط وعدم قدرتها على ايصال ثمار النمو الاقتصادي الى افراد شعوبها.