جلالتا الملك والملكة يبدآن زيارة الى طوكيو

20 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

بدأ جلالة الملك عبد ﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد ﷲ زيارة رسمية إلى اليابان اليوم يلتقيان خلالها جلالة الإمبراطور اكيهيتو وجلالة الإمبراطورة ميتشيكو.

وتتصدر العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها مباحثات جلالة الملك مع كبار المسؤولين اليابانيين إضافة إلى التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والسبل المبذولة إلى إعادة إطلاق عملية السلام ومساعي إعادة الاستقرار وإنهاء النزاع في منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي زيارة جلالة الملك هذه والتي تستمر ثلاثة أيام استكمالا لزيارات سابقة قام بها جلالته إلى اليابان أثمرت عن تفهم اكبر من دولة تعتبر احد مراكز صنع القرار العالمي السياسي والاقتصادي لقضايا المنطقة واحتياجاتها لاستعادة الأمن والاستقرار.

وكان في استقبال جلالتيهما لدى وصولهما مطار هانيدا الدولي عدد من كبار المسؤولين اليابانيين والسفيرين الياباني في عمان شايجينوبو كاتو والأردني لدى اليابان سمير الناعوري والسفراء العرب المعتمدين في طوكيو.

ويلتقي جلالة الملك خلال الزيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو ابى الذي انتخب بتاريخ 26/9/2006 ووزير الخارجية تارو اسو إضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال والفاعلين في الاقتصاد الياباني.

ويحظى الجانب الاقتصادي خلال الزيارة باهتمام خاص من جلالة الملك حيث يلتقي مجتمع رجال الأعمال في اليابان لإطلاعهم على المزايا التي يتمتع بها المناخ الاستثماري في الأردن والتطورات التي شهدها الاقتصاد الأردني خلال السنوات القليلة الماضية.

وسيلتقي جلالته مع كبار المسؤولين في قادة الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" ومنظمة التجارة الخارجية اليابانية "جيترو" وبنك اليابان للتعاون الدولي الذي افتتح مكتبا تمثيليا له في عمان هذا العام وإتحاد الأعمال الياباني بهدف تفعيل علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين خاصة في مجال تنمية الاستثمارات اليابانية في الأردن والاستفادة من خبرات الجانب الياباني في مختلف المجالات الاقتصادية.

كما سيلقي جلالته خطابا في المعهد الياباني للشؤون الدولية يركز فيه على ابرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط ودور وتعاون المجتمع الدولي في التصدي لهذه التحديات.

ويؤكد جلالته أمام حشد من رجال السياسة والفكر وقادة الأعمال اليابانيين والسفراء العرب في طوكيو "على أن القضية الفلسطينية تمثل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط وان التوصل إلى حل عادل في إطار الشرعية الدولية هو السبيل إلى حل كافة مشاكل المنطقة وإنهاء بؤر التوتر فيها".

ويتطرق جلالته إلى مبادرة اليابان لبناء السلام في المنطقة والتي اطلق عليها "ممر السلام والازدهار" بإنشاء منطقة اقتصادية تكون ثمرة للتعاون الاقتصادي الإقليمي في وادي نهر الأردن بين الأردن والفلسطينيين والإسرائيليين.

ويناقش قادة العالم السياسيين وقادة الفكر في المعهد سنويا ابرز القضايا التي تعني المجتمع الدولي خاصة قضايا الصراع والأمن والتحديات التي تواجه العالم ودور تعاون المجتمع الدولي في معالجتها.

وكان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني قد أكد خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة يوميوري شمبن اليابانية قبيل زيارة جلالته الى اليابان على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية مواصلة التعاون لتطويرها في مختلف المجالات خاصة العلاقات مع القطاع الخاص الياباني.

وشدد جلالته على أهمية الاستفادة من خبرات اليابان العملية في مجال الطاقة البديلة ومتابعة التطورات في المشروع الياباني "مشروع وادي الأردن" الذي يهدف الى تقديم خدمات للاقتصاد الفلسطيني وفتح منافذ برية وجوية أمام المنتجات الفلسطينية لتصديرها الى باقي دول العالم وتطوير الجسور التي تخدم حركة النقل الفلسطينية من والى الأردن.

وقال جلالته "نأمل أن يلعب اليابان دورا حيويا في المنطقة خاصة وان اليابان تلقى قبولا من جميع الإطراف" كون اليابان من ابرز الدول التي تقدم الدعم الاقتصادي والاجتماعي لدول المنطقة.

وأكد جلالته في المقابلة على أهمية إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط انطلاقا من خارطة الطريق والتي تؤكد على حل الدولتين وانطلاقا من مبادرة السلام العربية.

كما أكد على أهمية إعادة الاستقرار على الساحة العراقية من خلال دعم حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لتحقيق مصالحة وطنية بين كافة قطاعات الشعب العراقي والخروج من الأزمة الحالية وإنهاء النزاع الداخلي.

يذكر أن الاقتصاد الياباني يشكل ثالث اكبر اقتصاد عالمي يعتمد بشكل أساسي على الصناعة والتكنولوجيا ويحتل المرتبة الثالثة بعد الاقتصاد الأمريكي والصيني.

ويميل الميزان التجاري بين البلدين لصالح اليابان حيث استورد الأردن ما قيمته 296 مليون دولار في العام الماضي مقابل صادرات بقيمة 2ر26 مليون دولار ومستوردات قيمتها 239 مليون دولار حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي وصادرات قيمتها 18 مليون دولار للفترة ذاتها.

وتشكل الأردن وجهة استثمارية بالنسبة لليابان خاصة في مجال صناعة الأسمدة حيث تم تأسيس شركة الأسمدة الأردنية اليابانية بالتعاون مع شركة البوتاس العربية في العقبة برأسمال مقداره 24 مليون دولار إضافة إلى مساهمة الجانب الياباني في شركة مناجم الفوسفات بحصة 60 بالمائة وتشكل نحو 85 مليون دولار.

يشار إلى أن الأردن من أكثر دول المنطقة استفادة من المساعدات اليابانية والتي وصلت في مجملها إلى حوالي 1800 مليون دولار إضافة إلى أن اليابان من اكبر الدول الدائنة للأردن حيث بلغ رصيد الدين المترتب على الأردن للحكومة اليابانية نحو 5ر1 مليار دولار تشكل ما نسبته 21 بالمائة من مجمل الديون الأجنبية العاملة على المملكة.

ويرافق جلالته خلال الزيارة وفد رسمي يضم رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ومستشار جلالة الملك فاروق قصراوي ونائب رئيس الوزاري وزير المالية الدكتور زياد فريز ووزير الخارجية عبد الإله الخطيب ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي.

وقالت العلي في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية "بترا" أن الأردن واليابان يرتبطان بعلاقات متميزة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.

واشارت الى ان زيارة جلالة الملك لليابان تاتي تتويجا للعلاقات الإستراتيجية حيث تعتبر اليابان من اكبر الدول المانحة للأردن وبلغ حجم المساعدات المقدمة من اليابان إلى الأردن خلال السبع سنوات الماضية 350 مليون دولار منها 290 مليون كمنح لتمويل مشاريع في قطاعات ذات أولويات تنموية مثل الصحة والمياه والدفاع المدني.

وأضافت أن اليابان قدم للأردن قروضا ميسرة قيمة 60 مليون دولار لدعم قطاع السياحة مشيرة إلى المساعدات الفنية التي تقدمها "جايكا" من خلال تدريب الكوادر الأردنية وبرامج لتدريب الكوادر من دول الجوار خاصة العراق والسلطة الوطنية الفلسطينية.

وبينت أن بنك اليابان للتعاون الدولي افتتح فرعا له في المملكة ويقوم بتوفير مصادر تمويل إضافية للقطاعين العام والخاص.