جلالتا الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا يرعيان احتفالية عمان عاصمة للثقافة العربية

عمان
14 تموز/يوليو 2002

رعى جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله مساء اليوم الاحتفالية الكبيرة لاعلان عمان عاصمة للثقافة العربية 2002 بحضور سمو الامير حمزة بن الحسين ولي العهد وسمو الامير فيصل بن الحسين وعدد من اصحاب السمو الامراء والاميرات ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الاعيان ورئيس الديوان الملكي الهاشمي وامين عام جامعة الدول العربية وعدد من وزراء الثقافة والاعلام العرب وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي ونخبة من ابرز المثقفين والاعلاميين العرب وجمهور غفير من المواطنين والمدعوين.

والقى وزير الثقافة حيدر محمود كلمة قال فيها..

سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله،
سيدتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله رئيسة اللجنة الوطنية العليا لاعلان عمان عاصمة للثقافة العربية،
اصحاب السمو والسيادة،
اصحاب الدولة والمعالي،
اصحاب السعادة،

طاب هذا المساء العماني بكم وبضيوفكم الاعزاء القادمين من عواصم الامة مشرقا ومغربا.. ممثلين للثقافة العربية الواحدة التي تجمعنا على الكلمة الشجرة التي اصلها ثابت وفرعها في السماء.. ولا بد من الاشارة هنا الى الظلال التي تمتد نحو الافاق الانسانية كلها لتتشابك الاغصان بالاغصان اخذا وعطاء تأثرا وتأثيرا في آن معا.. ذلك ان الابواب المغلقة لا تمنع الشمس فقط من الدخول.. بل انها كذلك تحرم الناس حيثما كانوا من الهواء الضروري للحياة.

هذا المساء نستعيد الحكاية العمانية.. الاسطورة التي تقول ان اهل هذه المدينة طلعوا من صخر جبالها اشداء اشداء ..ولكن على اعدائهم فقط ورحماء رحماء بينهم وبين المحبين. فالاردنيون النشامى مهجة رقت.. ولكن في الوغى استبسالها.. والاسطورة العمانية نفسها تقول ايضا.. ان عين الماء فيها الواقعة على مرمى القلب تماما من هذا المكان.. نبع سحري يطلع الياسمين على سطوح دور الشاربين منه ولو قطرة وعلى شبابيك تلك الدور تتوالد العصافير.

سيدي صاحب الجلالة،
سيدتي صاحبة الجلالة،
ايها الحفل الكريم،
عمان عاصمة الثقافة العربية ترحب بكم اجمل ترحيب وتقدم لكل واحد من ابناء الامة ولكل الناس في هذا العالم اكليلا من الياسمين.

والقى المهندس نضال الحديد امين عمان كلمة قال فيها..
سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين،
سيدتي صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله،
الضيوف الكرام،
ها هي عمان تأخذ زينتها بين العواصم.. تزدهي فرحا وبهاء لتليق براعي مسيرتها وموجه دربها وقائدها الذي أحبها وأحبته.. اعطاها جهده ووقته وقلبه فنمت على الحب والاخلاص زهرة عبقة بشذى الهاشميين تنحاز الى رؤيتهم تستجيب استجابة المحب لتوجيهاتهم تشرب من نسغهم الرائق والعميق فتهتدي بهداهم لترقى واثقة الخطى عاصمة للثقافة والمحبة والفرح.

مولاي صاحب الجلالة المعظم،
ها هي عمان كما اردتها يا سيدي تفتح ذراعيها لضيوفها من ابناء عمومتها العرب من شرقي الوطن العربي وغربيه.. تؤكد لهم جميعا انها الحضن الدافئ والموئل الحصين لحملة الفكر والثقافة من ابناء العروبة جريا على ما اعتادت عليه منذ ديوان الملك المؤسس الشهيد عبدالله الاول الذي كان ديوانه منتدى لرجالات العرب ومفكريهم.. فمرحبا بهم جميعا ضيوفا واصحاب بيت في عرين ابي الحسين.. عمان دارة الهاشميين المحافظة على عهدها والمتجددة مع الحياة دائما.

مولاي المعظم،
وعمان.. اذ تحمل راية الثقافة العربية المشعة القا وانجازا هذا العام بعد شقيقتها الكويت.. فإنها ستسلم الراية بكل القها ونجاحها وزخم انجازها باذن الله الى شقيقتها الرباط لتكون عاصمة للثقافة العربية لعام 2003 لتظل راية الثقافة العربية في رحلتها البناءة بين عواصم الوطن العربي معطاءة متوهجة على الدوام.

والقى الدكتور رمزي سلامة ممثل مدير عام منظمة اليونسكو كلمة اليونسكو قال فيها.. شرفتنا اللجنة الوطنية العليا بدعوة اليونسكو لمشاركتكم هذا الحفل الذي يكرس اعلان عاصمتكم عمان عاصمة للثقافة العربية للعام 2002.

وانني اذ انقل الى جلالتكم والى حكومتكم الرشيدة والى شعبكم الكريم اطيب واصدق تحيات مدير عام اليونسكو السيد كوتشيرو ماتسورا وتمنياته لكم بطول العمر ولشعبكم بالازدهار المستمر.. اود ان اعبر لجلالتكم ولحكومتكم عن تقدير اليونسكو للجهود التي بذلتموها وما زلتم في سبيل تعزيز الثقافة على اشكالها المختلفة في بلدكم المضياف العريق في التاريخ الغني بالتراث الثقافي الفخور بثقافته العربية والمنفتح على الثقافات الاخرى.

ان اهتمام حكوماتكم المتعاقبة بمسح الاماكن الاثرية والتراثية والتاريخية والحفاظ عليها وتعزيز مكانتها في السياحة الثقافية النبيلة لخير دليل على تمسك شعبكم بالمعالم الثقافية التي ورثها عبر الاجيال والحيوية التي يريد من خلالها ان تستمر وتنتقل الى الاجيال المقبلة.

واليونسكو تثمن الجهود التي يبذلها شعب الاردن وحكومتكم والهيئات الاهلية للحفاظ على التراث الثقافي الاردني والعربي الثري والمتنوع بجميع اشكاله ووضعه بمتناول الجميع وتعريف الناشئة به.

وان ما رأيناه اليوم من مظاهر ثقافية تمثلت بعروض من فرق شعبية وفرق موسيقية وعروض غنائية تدل على اصالة الثقافة في بلدكم كما عبرت اللجنة الوطنية العليا عن تمسك هذا الشعب الكريم بالوجه العربي المشرق لمملكتكم الميمونة بتكريم العواصم العربية التي سبق ان اعلنت عواصم ثقافية عربية.

لا شك لدى اليونسكو بان الحيوية التي تظهرها الهيئات الحكومية والاهلية والمؤسسات والمراكز التي تعمل في بلدكم في مجالات الابداع والانتاج والترويج الثقافي كما في مجالات الاثار والتراث سيجعل من عاصمتكم عمان تستمر شعلة للثقافة العربية في كل عام ومركز نشر لها وقبلة الانظار للانشطة الثقافية على انواعها.

عشتم وعاشت عمان عاصمة دائمة للثقافة العربية.

وقام جلالة الملك عبدالله الثاني بتكريم مجموعة من الذين ساهموا في انجاح مغناة "عمان تبدأ بالعين" وهم: المهندس وليد المصري المساعد الاداري ومسؤول ملف احتفالات امانة عمان عاصمة للثقافة "ميدالية الحسين للتفوق - الفضية"، المخرجة سمر دودين "ميدالية الحسين للتفوق - الفضية"، الفنان نادر عمران "ميدالية الحسين للتفوق - برونزية"، المخرج اياد الخزوز "ميدالية الحسين للتفوق - برونزية".

وانطلقت الاحتفالية من مبنى امانة عمان الكبرى باتجاه مركز الحسين حيث جال جلالتاهما والحضور بين الفرق الشعبية التي قدمت من جميع انحاء المملكة واحتشدت في الحديقة الرئيسة لقاعة المدينة التي زينت بالاعلام العربية وصور لاهم المعالم الثقافية للعواصم الثقافية العربية التي سبقت عمان عاصمة للثقافة العربية.

وقدمت هذه الفرق لوحات مختارة من مختلف الفنون الفلوكلورية والشعبية الاردنية التي تعد ركنا اساسيا من الثقافة الاردنية.. فيما حلقت طائرات سلاح الجو الملكي فوق سماء الاحتفال التي اضاءتها عروض والعاب ليزرية ونارية من مواقع مختلفة حول العاصمة.

وشاهد جلالتاهما والحضور مسرحية "عمان تبدأ بالعين" والتي كتب نصها الشعري الشاعر حيدر محمود وحولتها الى نص مسرحي المخرجة سمر دودين فيه الصورة والموسيقا والايقاع الراقص ويجمع بين انواع الفنون من سينما ومسرح وشعر وموسيقا ورقص استمرت نصف ساعة.

وكان الاحتفال الرسمي لاعلان عمان عاصمة للثقافة قد ارجيء سابقا بسبب ظروف الاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية.

وجاء اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية اثر مؤتمر وزراء الثقافة العرب الذي عقد في الشارقة 1998 وتقرر فيه تحديد عام 2002 لتكون فيه عمان عاصمة للثقافة العربية.

وكانت قد سبقتها في ذلك القاهرة 1996 وتونس 1997 والشارقة 1998 وبيروت 1999 والرياض 2000 والكويت 2001 فيما ستليها الرباط 2003 وصنعاء 2004 والخرطوم 2005 ومسقط 2006 والجزائر 2007 ودمشق 2008.

وجاءت فكرة العواصم الثقافية في العالم من المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة في المكسيك عام 1992 حول السياسات الثقافية حيث جرى إقرار "العقد العالمي للتنمية الثقافية" 1988-1997 الذي يركز في فلسفته على ضرورة الترابط بين الثقافة والتنمية.. إضافة إلى ضرورة إجراء حوار ثقافي بين الشعوب يحترم مقومات الهوية الثقافية الوطنية ويراعي التنوع بين الحضارات على أساس وحدة القيم الجوهرية للبشرية.

ومن أبرز ثمار هذا العقد تبني "برنامج العواصم الثقافية الإقليمية" الذي انطلق في أوروبا منذ عام 1985 ثم تبنته الدول العربية.

وقد جرى إقرار برنامج العواصم الثقافية بطلب من المدير العام لمنظمة اليونسكو خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية للعقد العالمي للتنمية الثقافية في دورتها الرابعة في باريس عام 1994. وبناء على اقتراح من المجموعة العربية في اليونسكو خلال اجتماع هذه اللجنة عام 1995 أعلن عن انطلاق العواصم الثقافية العربية.