جلالة الملك يوجه رسالة إلى رئيس الوزراء

عمان
09 نيسان/أبريل 2003

وجه جلالة الملك عبد الله الثاني يوم أمس رسالة إلى رئيس الوزراء السيد علي أبو الراغب أوعز فيها بإتخاذ جميع الإجراءات والتدابير العملية الكفيلة بإطلاق جهد وطني شامل لمد يد العون والمساعدة الإنسانية لتأمين المتطلبات الأساسية العاجلة من مواد طبية وغذائية إلى الشعب العراقي الشقيق.

وأعرب جلالته عن ثقته بإستجابة القطاعات الأهلية والشعبية من أبناء وبنات الأردن الغالي لهذا الجهد الوطني الهادف إلى مساندة اخوانهم في العراق وأوعز جلالته لمركز إدارة الأزمات بوضع الخطط العملية التي تكفل إيصال هذه المساعدات إلى الشعب العراقي الشقيق وذلك بالتنسيق مع السفير العراقي في عمان.

وفيما يلي نص الرسالة الملكية:


بسم الله الرحمن الرحيم


عزيزنا دولة الأخ علي أبو الراغب حفظه الله
رئيس وزرائنا الأفخم

تحية عربية هاشمية أزجيها إليك ولزملائك الوزراء وبعد،

فقد تابعنا وأسرتنا الأردنية الواحدة باهتمام بالغ وقلق عميق ما تناقلته الأنباء عن أوضاع إنسانية مأساوية تسود أنحاء العراق، وتطال بشكل مباشر الجوانب الحياتية والمعيشية الأساسية لأبناء الشعب العراقي الشقيق، جراء الحرب على هذا القطر العربي الغالي.

وعلى الرغم من مساعينا الدؤوبة والحثيثة التي بذلناها لمنع نشوب هذه الحرب ابتداءاً، ورفضنا لجميع محاولات حل النزاعات بالقوة، ومن ثم جهدنا المتواصل لوقف هذه الحرب بأسرع وقت ممكن، وسعينا الحثيث لبلورة موقف دولي جماعي يضع حداً فورياً لمأساة أهلنا في العراق، فإننا لا نستطيع أن نغفل أعيننا عن الواقع المؤلم الذي يشير بوضوح إلى تدهور مضطرد للأوضاع الإنسانية لأشقائنا في العراق، الأمر الذي يملي علينا، وإنطلاقاً من ثوابتنا القومية والإسلامية ووشائج القربى التي تربطنا بشعب العراق، والمبادئ الإنسانية والأخلاق العربية الأصلية، أن تبادر الحكومة، واستمراراً لما تقوم به، باتخاذ جميع الإجراءات والتدابير العملية الكفيلة بإطلاق جهد وطني شامل لمد يد العون والمساعدة الإنسانية، لتأمين المتطلبات الأساسية العاجلة من مواد طبية وغذائيه للشعب العراقي الشقيق، الذي لم يتوانى يوماً عن الوقوف بصلابة إلى جانب أمته.

وإننا إذ نتطلع بأن تكون هذه الإجراءات والتدابير الحكومية فعالة ومباشرة فإننا على يقين بأن القطاعات الأهلية والشعبية من أبناء وبنات أردننا الغالي ولما عرفناه منهم من نخوة عربية وإسلامية لن تألو جهداً، في الاستجابة لهذا الجهد الوطني الشامل والهادف إلى مساندة شعب عربي شقيق وعزيز علينا جميعاً.

وقد أوعزنا لمركز إدارة الأزمات بوضع الخطط العملية والسريعة التي تكفل إيصال هذه المساعدات إلى الشعب العراقي الشقيق وذلك بالتنسيق مع السفير العراقي في عمان.

والله اسأل أن يوفقنا جميعاً في مسعانا الإنساني هذا الذي نأمل أن يكون مقدمة لجهد دولي أوسع يؤدي إلى تجاوز إخواننا في العراق هذه المحنة وما يرافقها من أوضاع مأساويه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

عبد الله الثاني ابن الحسين

عمان في 8 نيسان 2003م
الموافق 6 صفر 1424 هـ