الزاوية الإعلامية
اجتمع جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم مع عدد من القيادات الدينية والسياسية والاعلامية والعشائرية العراقية على مأدبة غداء اقامها جلالته تكريما لهم في قصر زهران العامر.
واكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني حرص الاردن على وحدة العراق وسلامة شعبه ودعمه لكل الجهود التي تبذل من اجل حقن الدماء ووضع حد لدوامة العنف التي تحصد الابرياء كل يوم .
وقال جلالته خلال حورات جانبية مع عدد من القادة العراقيين الذين يمثلون السنة والشعية عربا واكرادا وكانوا وفدوا إلى الاردن للمشاركة في مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي الاسلامي المؤجل الى اشعار اخر بطلب من العراق ان الاردن سيواصل مشاوراته مع القيادات السياسية والدينية في العراق لعقد المؤتمر في اقرب وقت ممكن لتحقيق التوافق بين ابناء الشعب الواحد والوصول الى ارضية فكرية مشتركة تمهد الطرق لحل سياسي جامع ينهي حالة العنف والتوتر ويساعد في احلال السلام والاستقرار في البلاد.
وشدد جلالة الملك على اهمية ان يتصدى العراقيون للعنف وان ينبذوا خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم وان تكون لغة الحوار هي الفيصل في حل نزاعاتهم من اجل عراق قوي بكامل اطيافه الدينية والوانه السياسية.
واكد جلالته ان" نجاح العملية السياسية في العراق هي نجاح لنا ..كما ان اخفاق العراقيين سيؤثر سلبا على المنطقة برمتها ..ونحن نعمل ان لا يحدث ذلك".
وحضر مأدبة الغداء سمو الامير غازي بن محمد المستشار الخاص والمبعوث الشخصي لجلالة الملك ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك وسيادة الشريف فواز زبن عبدﷲ مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر.
وكان مؤتمر الوفاق والاتفاق العراقي الاسلامي الذي كان من المقرر ان يلتئم في عمان غدا اجل تلبية لطلب تقدم به الرئيس العراقي جلال الطالباني نظرا لانشغال العديد من القيادات والشخصيات العراقية البارزة في المشاورات التي تجري حاليا بشان الحكومة المقبلة وتوزيع المناصب السياسية . ونوه عدد من القادة الدينيين والاعلاميين باهمية المؤتمر وضرورة عقده في القريب العاجل لانه يسعى إلى تحقيق توافق ديني بين اتباع المذاهب في العراق بما يؤسس إلى توافق سياسي ينهي دوامة الاقتتال.
وقالوا في تصريحات منفصلة لـ"بترا" انه رغم تأجيل المؤتمر الا ان وجودهم في عمان اتاح لهم فرصة نادرة للتحاور في شؤون بلدهم وتباحثوا في العديد من القضايا التي تهم مصير العراق ومستقبله السياسي.
واكد رئيس هيئة علماء المسلمين الدكتور حارث الظاري " ان فكرة المؤتمر جيدة والمبادرة ناجحة على الرغم من تاجيل الانعقاد .. لقد نجح المؤتمر وحقق هدفه في جمع الاطياف والمكونات العراقية".
واكد ان تلك المكونات التي جاءت إلى عمان تهدف إلى البحث عن حل لمشكلة بلدها وهي على استعداد للتفاهم والتحاور فيما بينها لمصلحة العراق.
من جانبه اكد رئيس مؤتمر الوفاق العراقي الدكتور اياد علاوي ان الحضور العراقي والعربي لعمان عكس مسألتين مهمتين الاولى هي احترام وتقدير الدعوة الاردنية والتعامل والتفاعل معها والثانية احترام الوحدة الوطنية العراقية.
وقال علاوي ان الاخوة العراقيين الذي حضروا الى عمان عبروا بشكل واضح انهم اعلى واكبر من المحاصصات العرقية والطائفية السياسية وانهم جمعيهم مجمعون على الاشتراك معا في بناء العراق كما انه يعكس ان العراقيين تواقون للتفاعل مع محيطهم العربي وبناء العراق وهو ما اكدته استجابتهم للدعوة الكريمة . واعرب عن ثقته في ان يعقد المؤتمر في القريب العاجل مؤكدا ان اللقاءات التي جرت بين الوفود التي حضرت إلى عمان ستكون حجر الاساس في بناء مستقبل مشرق اكثر للعراق.
وشخص ما يعانيه العراق من افتقار لمشروع وطني عراقي جامع يؤدي بالبلاد إلى الاستقرار والنمو مشددا على ان هذا المشروع الذي يحتاج اليه العراق واضح في مفاصله التي تتركز على الابتعاد عن الطائفية والمليشيات المسلحة وبناء المؤسسات العراقية القادرة على مواجهة التحديات وتحريك عجلة الاقتصاد واعادة التوازن في علاقات العراق العربية والاسلامية.
من ناحيته قال رئيس لجنة الافتاء في الامانة العامة العليا للافتاء في العراق الدكتور رافع طه الرفاعي ان هذه المبادرة مهمة والغاية منها لم الشمل وتوحيد الصف العراقي لمواجهة هذه الازمة والفتنة الحمقاء التي تحرق الاخضر واليابس وراح ضحيتها الكثير من الابرياء والدماء الزكية تنفيذا لنزوات من جهات متعددة لكل جهة هدف ومصلحة معينة تصب جميعها في مصلحة العداء للعراق والقضاء على هذا البلد العريق.
وقال " باسم الامانة العليا للافتاء نقدر لجلالة الملك عبدﷲ الثاني هذا الاهتمام وله منها جزيل الشكر ونتمنى ان يثمر الهدف على قدر النية منه".
واعتبر الشيخ خير ﷲ البصري عضو القائمة العراقية في مجلس النواب وممثل البصرة ان المؤتمر نجح في جمع العراقيين الذين قدموا إلى عمان للمشاركة فيه على الرغم من ارجاء الانعقاد مؤكدا ان هذه المبادرة هي مبادرة عربية كريمة من جلالة الملك لاداء دور عربي واسلامي يؤكد اللحمة القوية والتاريخية بين الاردن والعراق.
وقال "لا اكتم ولا ابالغ حينما اقول ان العراق يعيش حاليا حربا اهلية من قتل وتهجير على الهوية ..والمليشات تنفذ اعمالها .. والاسلحة متوفرة في الشوارع .. ومن المفروض ان يكون ذلك كله حكرا على مؤسسات الدولة ومؤسسات السلطة".
واسف خير ﷲ لدور بعض علماء الدين الذين يضخون ثقافة الطائفية والمذهبية التي تؤجج نار الحرب الاهلية وتذكيها.
واشار إلى اهمية ان يتدخل العرب والمسلمين لحقن الدماء ووئد الفتنة ودرء الشر مؤكدا ان مبادرة الاردن تعبر عن النوايا الطيبة تجاه العراق والحرص عليه ككيان ومكونات.
وقال " نتمنى نحن العراقيين من كل اخواننا العرب والمسلمين ومن كل الزعامات الدينية والمقامات الروحية ان يكون لها دور في نزع فتيل الحرب الاهلية التي لو اشتعلت فلن يكون هناك بغداد ولا الموصل ولا البصرة ولا ديالى.
وقال خير ﷲ " علينا الاتعاض من الحرب الاهلية في لبنان التي استمرت 15 عاما رغم صغر لبنان فما بالك بالعراق الذي يزيد عدد سكانه عن 25 مليون نسمة ..وما ارجوه ان يتعض اهلنا بغيرهم وان لا نكون عبرة للاخرين."
من ناحيته اكد رئيس تحرير صحيفة المستقبل اللبنانية ميشيل نوفل ان مبادرة جلالة الملك مهمة جدا في هذا الظرف العراقي الراهن وهي تعوض عن غياب الدور العربي في العراق.
وقال "ربما تكون هذه المبادرة عودة للعمق العربي ووضع حد لدوامة العنف والاقتتال في العراق".
واشار الى ان التاجيل يهدف إلى توفير ظرف افضل لانعقاد المؤتمر بعيدا عن التجاذبات المرتبطة بالعملية السياسية وتحسن الظرف السياسي ليكون ركيزة قوية وداعمة لانجاح المؤتمر حال انعقاده.
واعرب الشيخ ربيعة محمد الحبيب امير قبائل ربيعة في العراق عن شكره لمبادرة جلالة الملك التي قال انها حظيت بتاييد العراقيين بكافة طوائفهم واعراقهم.
واضاف القول "عندما شاهدت هذا المجتمع العراقي الكامل في الاردن ادركت ان العراق في حالة جيدة لكنه يحتاج إلى جهود الشرفاء من اجل حمايته وحفظه من كل مكروه".
واضاف "انا اعتبر هذا المؤتمر ناجح واتمنى لجلالة الملك التوفيق الدائم لانه اثبت في هذه الدعوة حرصه على العراق ارضا وشعبا".
واكد الامين العام للهيئة السلفية في العراق الدكتور فخري القيسي ان العراقيين التقوا في عمان وسيلتقون مجددا لعقد المؤتمر وهي فرصة طيبة وفرها لنا جلالة الملك عبدﷲ الثاني للاتقاء بكل الفرقاء سواء من خلال الشرائح السياسية اوالدينية لنجتمع مع بعضنا البعض ونتداول في العديد من الامور خصوصا المسألة الامنية.
كما اكد ان ما يحدث في العراق من اضطرابات وعنف طائفي يحتاج إلى جهد كبير حتى لايتفاقم اكثر.
وقال " نحن نستغل هذه الفرصة كي نثبت للعالم اننا نستطيع ان نتفق معا وان نوحد صفوفنا باتجاه خدمة العراق والحفاظ على هويته العربية والاسلامية".
بدروه قال كريم خان محمود خليفة رئيس عشائر برادوف الكردية القاطنة في كردستان العراق ان لقاء المشاركين رغم التاجيل كان له اثر طيب جدا في تنقية النفوس وان الدور الاردني معروف لنا منذ القدم .
واشار إلى ان جلالة الملك الحسين كان سندا قويا للشعب العراقي في محنته ولازالت هذه المبادرة استمرارا لهذا الجهد بقيادة الملك عبدﷲ الثاني ونتمنى له كل التوفيق و"نحن لاننسى هذه الانسانية والاخوة".