جلالة الملك يلتقي عددا من الرؤساء المشاركين في المؤتمر الدولي في مونتيري

عمان
22 آذار/مارس 2002

عقد جلالة الملك عبدالله الثاني الليلة الماضية سلسلة من اللقاءات مع قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في المؤتمر الدولي المعني بتمويل التنمية المنعقد في مدينة مونتيري بالمكسيك.

ففي لقاء لجلالته مع الرئيس المكسيكي فوسنتيه فوكس رئيس الدولة المضيفة للمؤتمر جرى البحث في امكانية التعاون بين الاردن والمكسيك في الميادين الاقتصادية والاستفادة من التجربة المكسيكية الناجحة خاصة في مجال تمويل المشاريع الصغيرة بالاضافة الى الميادين الزراعية والسياحية.

كما تم استعراض التعاون بين الدول العربية ودول اميركا اللاتينية0 وشكر جلالة الملك عبدالله الثاني الرئيس المكسيكي على استضافة بلاده للمؤتمر والاعداد الناجح له.

وكانت العلاقات الاردنية الاسبانية والشراكة الاردنية الاوروبية محور مباحثات جلالته مع رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا ازنار الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي، لافتا جلالته الى اهمية الجهود الاوروبية في دعم جهود السلام في المنطقة وفي مساعدة جهود التنمية في الدول العربية0 على صعيد اخر بحث جلالة الملك عبدالله الثاني وامين عام الامم المتحدة كوفي انان المساعي الرامية الى نزع فتيل التوتر في الشرق الاوسط والتحركات الهادفة الى انهاء دائرة العنف في الاراضي الفلسطينية0 واستعرض جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي وسمو الامير زيد بن رعد ممثل الاردن الدائم لدى الامم المتحدة ووزير التخطيط موقف الدول العربية ازاء الجهود الهادفة الى تحريك عملية السلام، مشيرا جلالته الى الفرصة التي توفرها مبادرة ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لانهاء الصراع وتحقيق السلام.

وفي ما يتصل بمداولات المؤتمر اجمع رؤساء الدول والحكومات وممثلو المنظمات والهيئات الاقتصادية والمالية الدولية المشاركون في اعمال الموءتمر الذي القى جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة في الجلسة الافتتاحية فيه على اهميةالعمل سويا للقضاء على الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتشجيع التنمية المستدامة في الوقت الذي يتم فيه التقدم نحو نظام اقتصادي عالمي ابوابه مفتوحه امام الجميع وقائم على العدل والانصاف والشفافية والمساءلة.

واعربوا في كلمات لهم خلال جلسات المؤتمر امس الخميس عن قلقهم للانخفاضات الكبيرة في الموارد اللازمة لتحقيق اهداف التنمية التي اتفق عليها المجتمع الدولي بما فيها الاهداف الواردة في اعلان الامم المتحدة للالفية.

وكان من بين المتحدثين الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الذي شارك جلالة الملك عبدالله الثاني الرأي بأهمية ان تستمر الدول المتقدمة في تقديم الدعم للدول النامية لمساعدتها في تحقيق برامجها الانمائية والاقتصادية ومكافحة الفقر.

واكد عنان ضرورة ان تقوم الدول النامية بما يترتب عليها من واجبات لتحقيق هذه الاهداف من خلال الاستغلال الامثل لمواردها البشرية والطبيعية0 جميس ولفنسون رئيس البنك الدولي دعا بدوره الى ان يؤسس مؤتمر مونتيري الى اقامة شراكة عالمية جديدة تستند الى الربط بين التقدم والتنمية والتقدم والسلام، والى الفهم المشترك لقادة الدول المتقدمة والنامية بان ما يوحدهم هو المسؤولية العالمية القائمة على الاخلاق وتبادل الخبرات والادراك بان السلام والاستقرار الدائمين لن يتحققا ما لم ندرك بان لنا مصير ومستقبل واحد.

وتطرق هورست كولر المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي الى النقاش الدائر حول العولمة، مؤكدا ضرورة العمل من اجل ما اسماه عولمة افضل توفر الفرص للجميع، معتبرا ان الاندماج في الاقتصاد العالمي يساهم في تحقيق النمو وهو عامل ضروري لمحاربة الفقر في اطار من التعاون الدولي الذي يوجه عملية العولمه.

لقد تميز مؤتمر مونتيري عن غيره من التجمعات الدولية السابقة، فالى جانب توافق اراء الدول الاعضاء في الامم المتحدة تجاه قضايا التنمية، فان اهمية الموءتمر برزت في الجهات المشاركة فيه، فلاول مره يشارك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية الى جانب اكثر من مائة وستين دولة في تجمع عالمي عنوانه القضاء على الفقر، وصولا الى دخول ابواب التجارة الدولية بوصفها محركا للنمو والتنمية.