جلالة الملك يلتقي رؤساء الجامعات الرسمية

14 أيلول 2008
عمان ، الأردن

أكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني أهمية دور الجامعات في تخريج طلبة متسلحين بالعلم والمعرفة لمواجهة التحديات المختلفة.

ودعا جلالته، خلال لقائه اليوم رؤساء الجامعات الرسمية على مأدبة إفطار في الجامعة الأردنية لبحث سبل الارتقاء بالتعليم العالي، الى ان تلعب دورا اكبر في تنمية المجتمعات المحلية من خلال بناء شراكة حقيقية مع هذه المجتمعات والتواصل معها وضرورة توسيع مشاركة الشباب في الحياة العامة وإشراكهم في صنع القرار.

وأوعز جلالة الملك خلال اللقاء الذي جاء في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد الى بلورة الأفكار والمقترحات التي قدمها رؤساء الجامعات في خطة عمل واضحة على ان تكون جاهزة الشهر القادم تمهيداً لدراستها ودعمها.

وأكد جلالته أهمية استقلال الجامعات وتفعيل دور مجالس الأمناء فيها.

كما وجه جلالة الملك الحكومة للنظر في توفير الدعم المالي للجامعات بما يمكنها من توفير البيئة التعليمية الأمثل للطلبة لإكسابهم المميزات التنافسية التي تؤهلهم للمنافسة في سوق العمل على المستويين المحلي والدولي.

وقال رئيس الوزراء نادر الذهبي انه لدى الحكومة إستراتيجية واضحة للنهوض بقطاع التعليم العالي، مشيرا الى انها ستطور التشريعات الكفيلة بتفعيل دور مجالس الأمناء وضمان استقلالية الجامعات دون ان يضيف هذا الدعم أعباء مالية إضافية على الحكومة.

واكد الذهبي دعم الحكومة لتطبيق معايير الاعتماد في الجامعات الرسمية وللخطة التي سيقدمها رؤساء الجامعات الشهر القادم للنهوض بواقع التعليم العالي في الأردن.

وكان رئيس الجامعة الأردنية الدكتور خالد الكركي وجه كلمة ترحيبية بجلالة الملك قال فيها إننا نحفظ أنفسنا وأرواحنا يقظة، ونتقدم في جامعاتنا لحل معضلات الوطن، ونسند هذا المساء أرواحنا إليك لغاية أن تٌمنح الجامعات كلها استقلالها في تشريعاتها وإداراتها كي تتنامى قدراتها نحو النهوض بالمسؤوليات ومواجهة التحديات.

واكد انه "على هذا الجيل أن يحقق للوطن قدرةً على المنافسة العالمية، ومن أجل ذلك عليه أن يلحق بثورات المعرفة والتكنولوجيا في سائر تجلياتها، من هنا تبرز موضوعات الإيفاد، والتفرغ العلمي، والنشر العالمي، في أولويات البحث العلمي في الجامعات كلها".

من جانبه تحدث وزير التعليم العالي الدكتور عمر شديفات عن ابرز التحديات التي تواجه التعليم العالي في الأردن والحلول المقترحة لمواجهتها.

وبين إن رؤساء الجامعات وضعوا جلالة الملك بصورة هذه التحديات التي من أبرزها التمويل واستقلالية الجامعات والتعليم الموازي، بالإضافة الى الضغوط الاجتماعية التي تمارس عليهم للتعيين.

واطلع جلالته خلال الاجتماع الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور باسم عوض ﷲ على تطور سير العمل في تنفيذ إستراتيجية التعليم العالي التي مضى على إقرارها أكثر من عام في سبيل تذليل العقبات التي تعترض التنفيذ.

ودار نقاش بين جلالة الملك ورؤساء الجامعات حول مجمل التحديات وسبل التغلب عليها لتطوير واقع التعليم في الأردن خصوصا فيما يتعلق بهجرة الكفاءات الجامعية من الجامعات الحكومية الى الخاصة والى خارج الأردن أيضا.

وجرى خلال الاجتماع بحث مسألة استقلالية الجامعات ودور ذلك في رفع سوية التعليم وتوفير الحماية والحصانة اللازمة للقيادات الجامعية وتطبيق أسس الاعتماد في الجامعات الرسمية والتعليم الموازي كما تطرق النقاش الى مسألة ازدياد أعداد المقبولين في الجامعات وما رافقه من تضخم في الجهاز الإداري بحيث أصبح جزء كبيرا من موازنة الجامعات يوجه للرواتب.

ويشار الى انه بناء على التوجيهات الملكية السامية العام الماضي تم إعداد إستراتيجية شاملة لتطوير قطاع التعليم العالي تناولت الحاكمية والإدارة الجامعية، وضمان استقلالية الجامعات وتمويلها وأسس القبول والاعتماد وضبط الجودة وتكنولوجيا المعلومات والبحث العلمي وتطويره والتعليم التقني والبيئة الجامعية.