جلالة الملك يلتقي برئيسي مجلسي الاعيان والنواب ومقرري اللجان ورؤساء اللجان والكتل النيابية فيهما

عمان
12 نيسان/أبريل 2005

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان ما سينبثق عن لجنة الاجندة الوطنية من مبادئ عامة وبرامج عمل واضحة للاصلاح ستشكل الاطار الذي ستعمل من خلاله الحكومة.



واكد جلالته خلال لقائه اليوم في الديوان الملكي الهاشمي برئيس مجلس الاعيان ومقرري اللجان في المجلس ورئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان والكتل النيابية في مجلس النواب اننا راعينا عند تشكيل اللجنة التوجيهية للاجندة الوطنية بان تكون ممثلة لمختلف القوى والاطياف
السياسية.



وبين جلالته خلال اللقاء الذي حضره رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران ووزير البلاط الملكي الهاشمي الدكتور مروان المعشر ان القوانين الناظمة للحياة السياسية والاجتماعية ستكون ترجمة لما يصدر عن هذه اللجنة من توصيات ومبادئ عامة.



وشدد جلالته على اهمية التنسيق بين الحكومة ومجلسي الاعيان والنواب وضرورة العمل كفريق واحد من اجل تحقيق المستقبل الافضل للاردن.



واعرب جلالته عن تقديره للانجازات التي حققها مجلس الامة خلال الدورة البرلمانية السابقة داعيا الى ان يكون اعضاء مجلس الامة على اطلاع كامل بتصورات الحكومة وما ستتخذه من اجراءات وقرارات تهم الوطن والمواطن.



وقال جلالته ان تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور عدنان بدران جاء ضمن جهودنا لمواصلة مسيرة الانجاز والبناء على الانجازات التي حققتها الحكومات السابقة مشيرا جلالته الى ان اختيارنا لرئيس الوزراء الدكتور بدران لتشكيل هذه الحكومة جاء لقناعتنا بايمانه بالاصلاح بابعاده المختلفة ولما يتمتع به من خبرة وعلم ومعرفة.



واكد جلالته ان الحكومة لوحدها لا تستطيع ان تحقق ما يرنو اليه شعبنا من طموحات وتطلعات نحو المستقبل وان على ممثلي الشعب مسؤولية كبيرة لدعم هذه الحكومة ومساندة برامجها وخططها لتطوير الاردن.. وقال ان رؤيتنا للاردن بحاجة الى دعم متواصل من اعضاء مجلس الامة.



واشار جلالته الى ان الاردن كان رائدا في عملية الاصلاح وذلك من منطلق ايماننا الراسخ بان شعبنا يستحق منا الافضل وحرصنا الكامل على ان يكون الاردن البلد الانموذج في المنطقة.



واكد جلالته ان قضية تحسين ظروف المعيشية للمواطنين والحد من الفقر والبطالة يجب ان تاخذ اولوية في برامج عمل الحكومة لنصل الى المستوى الذي يتطلع اليه شعبنا.



وقال جلالته لقد وجهت الحكومة للعمل على تعزيز وتمتين علاقات الاردن مع الدول العربية الشقيقة ودعمها في كافة المجالات.



وجدد جلالته التاكيد على ان الشعب العراقي الشقيق بحاجة الى كل الجهود المخلصة لمساعدته وتمكينه من صياغة مستقبله وقراره المستقل.. مشيرا جلالته الى ان نجاح العراقيين في بناء بلدهم هو نجاح الاردن ولكل العرب.



كما اكد جلالته حرص الاردن على دعم الاهل في فلسطين ومساندة جميع الجهود الهادفة الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.



من جهته اكد رئيس مجلس الاعيان زيد الرفاعي ان الاردن ومنذ ان تبوأ جلالة الملك امانة المسؤولية حقق انجازات مذهلة في منطقة غير مستقرة.. وقال لقد ارتفعت معدلات النمو الاقتصادي وزاد حجم الاستثمارات وتوسعت شريحة الطبقة الوسطى التي هي عماد الاستقرار في اي مجتمع.



وبين الرفاعي ان تشكيل لجنة الاجندة الوطنية جاء بهدف تحقيق التنمية الشاملة والاصلاح والتحديث.. مشيرا الى ان هذه الاجندة كما يبين اسمها ستكون للوطن كله وللمواطنين جميعا.



واكد ان هذا الامر يتطلب التزامنا جميعا بها ودعمنا الكامل لها حكومة وبرلمانا ومؤسسات واجهزة رسمية ومنظمات اهلية واحزاب ونقابات.



واعتبر الرفاعي ان مبادرة جلالة الملك بتشكيل لجنة ملكية لدراسة الاقاليم جاء انطلاقا من رغبة جلالته في ان يضاهي النمط الديمقراطي في الاردن العديد من الديمقراطيات الغربية العريقة.



وقال الرفاعي ان مجلس الاعيان يفتخر مع جلالتكم ان الاردن كان في طليعة الدول التي تبنت سياسة الاصلاح في المنطقة وان هذا المجلس يعاهد جلالتكم في ان تلقى حكومتكم الرشيدة منه كل دعم وتأييد ومساندة وتعاون لتحقيق رؤى جلالتكم من اجل الاردن وشعبه.



بدوره تطرق رئيس مجلس النواب المهندس عبد الهادي المجالي الى بعض الرؤى التي عبر عنها بعض اعضاء مجلس النواب من منطلق الاجتهاد الوطني والحرص على سلامة المسيرة الوطنية بقيادة جلالة الملك. وقال ان تكامل السلطات وتلاقي ادوارها وصلاحياتها على خدمة الوطن والمواطن يقتضي تعميق مجالات التشاور بين هذه السلطات في كل ما سيخدم المسيرة الوطنية مشيرا في هذا السياق الى المشاورات التي يجريها رئيس الوزراء المكلف مع الكتل النيابية او مع رئاسة المجلس.



وبين ان رئيس الوزراء المكلف حين يجري مشاورات مع النواب انما يعبر عن احساس المواطنين وعما يدور في اذهانهم وما يريدونه من حكومات بلادهم.



واعتبر المهندس المجالي ان الظروف المحيطة بالاردن عربيا واقليميا تقتضي تعزيز مبدأ المشاركة في تحمل المسوءولية الوطنية وفي صنع القرار وتفعيل دور الاغلبية الصامتة وتعزيز دورها من خلال هذه المشاركة الحقيقية في الشوءون العامة للدولة.



واستعرض المهندس المجالي مطالب بعض النواب وارائهم في تشكيل الحكومة الجديدة.. مشيرا الى عدم تمثيلها لبعض الاقاليم وقال ان بعض النواب يرون ان هناك خللا واضحا في الية تشكيل الحكومة وهو خلل لا بد من اصلاحه ويعتبرون ان ذلك يشكل خطوة مهمة على طريق الاصلاح الشامل كما يرون ان الاصلاح السياسي يعني المشاركة الشعبية الكاملة. وقال ان بعض النواب يرون ان الاصل في تشكيل الحكومات ان تكون حكومات برلمانية او على الاقل تحظى بقبول اغلبية برلمانية ذات توزيع جغرافي
معقول او مقبول.



واضاف ان مبدأ التمثيل النوعي اقليميا وجغرافيا يبدو حالة مطلوبة خاصة بالنظر الى الظروف والتطورات السياسية التي تشهدها المنطقة والاقليم. واضاف المهندس المجالي ان بعض النواب ينظرون الى تغييب مجلس النواب عن سياسات وخطط الاصلاح السياسي باعتباره غير مبرر فيما يرى نواب اخرون ان الامور نسبة الى تشكيل الحكومة الجديدة تسير بصورة طبيعية وان الاصل هو انتظار الاستماع او الاطلاع على بيان الحكومة وبرنامجها لا ان يتم اتخاذ موقف محدد منها مسبقا.



واشار المجالي الى ان بعض النواب انتقد عودة بعض الوزراء في الحكومة السابقة الى تشكيلة الحكومة الجديدة.. واوضح ان النواب يطرحون رأيهم بصراحة وشفافية بين يدي جلالة الملك لان الاردنيين تربوا على الحرية في الرحاب الهاشمية الماجدة وهذه الميزة اكسبت الاردن مجدا فوق مجد وكانت احد اهم اسباب احترام العالم واعجابه بهذا النهج.



واكد ان الاردن بقيادة جلالة الملك سيبقى مثلا يحتذى في الحرية والديمقراطية والعدل واحترام حقوق الانسان مشيرا الى ان هذه الصفات لطالما جلبت للاردن المتاعب بفعل الحسد وهو حسد ممتد عبر التاريخ. وقال ان الهاشميين قادة نضال الامة من اجل التحرر والتقدم والانجاز وكان عليهم وما زال دفع ضريبة النجاح والتميز والريادة وهي اشرف وانبل ضريبة يدفعها الاحرار في هذه الحياة.