جلالة الملك يلتقي القيادات الدينية الاسلامية في واشنطن

عمان
20 أيلول/سبتمبر 2005

دعا جلالة الملك عبد الله الثاني خلال زيارة قام بها اليوم الى المركز الاسلامي في واشنطن علماء الدين والقيادات الدينية الاسلامية في الولايات المتحدة الى الاستمرار في المساعي الهادفة الى ابراز الصورة الحقيقية المشرقة للاسلام ورسالته العالمية القائمة على التسامح والعدل والمساواة.



واكد جلالته اهمية ان نبادر نحن المسلمون للالتقاء وفهم بعضنا البعض للخروج برسالة موحدة الى العالم عن ديننا الاسلامي العظيم مشيرا الى اهمية دور الجاليات الاسلامية في الغرب في عكس النموذج الاسلامي المبني على التعامل والتعايش مع الاخرين. وقال جلالته ان المسلمين الامريكيين هم سفراء للعالم الاسلامي عليهم مسؤولية العمل كافراد ومؤسسات لتجسيد القيم الانسانية النبيلة للدين الحنيف. واطلع جلالته قادة المنظمات الاسلامية في العاصمة الامريكية على الجهود التي يبذلها الاردن في الدفاع عن الاسلام ودحض الافكار السلبية التي تولدت لدى البعض في الغرب عن المسلمين جراء الممارسات التي ترتكبها بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة. وبين جلالته ان رسالة عمان التي انطلقت على اساسها هذه الجهود والمؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان بداية شهر تموز الماضي بمشاركة علماء ومفكري المذاهب الاسلامية الثمانية من مختلف دول العالم بما في ذلك ممثلين عن المنظمات الاسلامية الامريكية يشكلان قاعدة قوية يجب البناء عليها لادامة الحوار وتعظيم الجوامع المشتركة مع الديانات والثقافات الاخرى.



واعرب جلالته خلال الزيارة التي رافقه فيها سمو الامير غازي بن محمد المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ونائب مدير الامن الوطني مدير مكتب جلالة الملك بالوكالة معروف البخيت عن استعداده لتقديم اي مساندة للجاليات والمنظمات الاسلامية لدعم برامجها في خدمة رسالة الاسلام. واشار جلالته الى ان جامعة آل البيت توفر العديد من المنح الدراسية للمنظمات الاسلامية في المجتمعات الغربية لمساعدة الطلبة في تعلم اللغة العربية والشريعة الاسلامية. واكد جلالة الملك ان جهود الاردن متواصلة ليس فقط مع المفكرين وقادة الراي ورجال الدين بل اننا بدانا اتصالات مع قادة العالم خاصة مجموعة الدول الثمانية لتوضيح رسالة الاسلام ودعم المجتمعات الاسلامية في هذه الدول مشيرا جلالته الى اننا في الاردن نتشرف بالقيام بهذا الجهد الذي يصب في خدمة قضايا الامة الاسلامية. وعبر ممثلو المنظمات الاسلامية عن شكرهم وتقديرهم لجهود جلالة الملك ومساعيه في ارساء نهج التواصل والتفاعل مع المجتمعات الغربية ودعوتها الى فهم حقيقة الدين الاسلامي الحنيف. واكدوا في حوار جرى مع جلالته داخل المسجد اننا كمسلمين في الولايات المتحدة حريصون على متابعة جهود جلالة الملك عبد الله الثاني في اظهار صورة الاسلام الحنيف الذي يدعو الى التسامح والتعايش والحوار مع الاديان الاخرى. واشاروا الى انه بالرغم من الحملة التي طالت المسلمين الا ان هناك اعدادا كبيرة من الامريكيين اعربت بعد احداث الحادي عشر من ديسمبر عن رغبتها لتفهم الدين الاسلامي ومعرفة المزيد عن هذا الدين كما ان الكثير من الامريكيين اعتنقوا الاسلام.



واكد ممثلو المنظمات الاسلامية ان الجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة مندمجة مع المجتمعات المحلية مشيرين الى ما حدث بعد اعصار كاترينا الذي تضرر منه العديد من المسلمين. وشاروا الى ان الجميع بغض النظر عن دياناتهم اسهموا في عمليات الانقاذ والاغاثة حيث بذل المسلمون جهودا كبيرة الى جانب الحكومة المحلية والفيدرالية وعملوا يدا بيد مع الامريكيين في عمليات الانقاذ. واعتبر نهاد عوض مدير عام مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية ان جلالة الملك يعد من ابرز واقوى الاصوات المتعقلة التي تعرض الاسلام للعالم الغربي بشكل متوازن وواضح. وقال ان دعوات جلالته تلقى القبول من المجتمع الغربي ولذلك نحن حريصون على التواصل مع الاردن والمجتمعات العربية وخاصة ان رسالتها كمجتمعات اسلامية تتطابق مع رسالة عمان التي تدعو الى التسامح والوسطية. وبين عوض اننا على تواصل دائم مع المجتمع الغربي وهناك قبول جيد لما نقوم به وبمقدورنا عمل الكثير اذا ما توفر الدعم لنا ونشعر ان هناك تاييدا من جلالة الملك لما نقوم به ونشكر جلالته على مساهماته القيمة. وقال رئيس المركز الاسلامي في واشنطن الدكتور عبد الله خوج اننا نثمن كثيرا حرص جلالة الملك على زيارة اخوانه المسلمين اينما كانوا، واشار ان لقاءات جلالته التي قام بها في الولايات المتحدة للتعريف بسماحة الاسلام وقيمه العظيمة تنم عن سعة افق جلالته واهتمامه الشديد بازالة كل المفاهيم الخاطئة عنه.



ويشار الى ان المركز الاسلامي افتتح في واشنطن عام 1957 ويضم اول مسجد يبنى في الولايات المتحدة ومن اكبر دور العبادة فيها ويحتوي على مكتبة اسلامية ضخمة. واعتاد الرؤساء الامريكيون زيارة المركز منذ عهد الرئيس ايزنهاور حيث يعتبر مكانا لتجمع الاف المصلين من الجاليات المسلمة والدبلوماسيين وزوار واشنطن المسلمين من مختلف انحاء العالم.