جلالة الملك يكرم المقدسي محمد نسيبة الذي احتضن شهيدا اردنيا قضى في حرب67

30 تموز 2008
عمان ، الأردن

كرم جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم المقدسي محمد نسيبة الذي احتضن في حديقة منزله في مدينة القدس المحتلة ضريح شهيد اردنيا قضى نحبه في حرب الـ67.

وعبر جلالته عن تقديره وعرفانه لنسيبه الذي جسد حالة التلاحم بين الشعبين الاردني والفلسطيني حين اصر على دفن شقيقه الشهيد الاردني بالقرب من منزله في القدس حين وجده مخضبا بدمائه الزكية.

وقَدم المقدسي نسيبة من القدس بدعوة من الديوان الملكي الهاشمي للمشاركة في احتفال المملكة الديني بذكرى الاسراء والمعراج الذي اقيم اليوم في مسجد الملك المؤسس بعمان برعاية جلالة الملك عبدﷲ الثاني.

وكان نسيبة كشف النقاب عن قصة الضريح لفريق اعلامي زار القدس ضمن جولة نظمتها ادارة الاعلام والاتصال في الديوان الملكي قبل شهرين تقريبا في الذكرى الاليمة لحرب عام1967حيث بثت وكالة الانباء الاردنية تقريرا ابرز حكاية المقدسي مع الشهيد الاردني.

ولاتزال خوذة الجندي تعتلي قبره في القدس مثلما ان الخندق الذي تمترس خلفه اثناء الحرب دفاعا عن الارض والمقدسات على حالتها منذ41 عاما فمثلما حافظ نسيبة على الضريح ابقى الخوذة والخندق في الحديقة لتبقى شواهد حق على تضحيات رجل خذلته معادلات القوة لكنه لم يخذل قدسه.

وعقب لقائه جلالة الملك اكد نسيبة ان توجيه الدعوة اليه لحضور الاحتفال بذكرى الاسراء والمعراج ولقائه جلالة الملك هو دليل على اهتمام الهاشميين المتواصل بالقدس واهلها الصامدين.

وعن جاره الشيهد قال:ان هذا البطل هو اكرام لنا وعنوان فخر واعتزاز كبيرين ففي الوقت الذي نشبت فيه الحرب كان يقدم اروع التضحيات الى جانب رفاقه الشجعان رغم قلة الامكانات..لم يول مدبرا سقط شهيدا بجانب بيتي ولم اجد في اكرامه الا ان ادفنه في ذات المكان الذي استشهد فيه.

وتجسدت وحدة المصير والدم الاردني الفلسطيني فوق الارض وتحتها..فقبور الشهداء الاردنيين جاورت قبور ابناء القدس المرابطين في مسيرة نضال امتزجت فيه التضحية بحب الارض.ففي جميع حروب فلسطين قدم الجيش العربي الغالي والنفيس دفاعا عن الارض والثرى الطهور وفي حرب الـ 67 تحديدا استشهد أكثر من 700 جندي اردني وفقد واصيب أكثر من 6000 بجروح.

وكان نسيبة قال في التقرير الذي بثته وكالة الانباء الاردنية سابقا:ان نتائج حرب الـ 67 كانت قاسية جدا وهي ماثلة حتى الان واكد ان الاردن بجيشه العربي خاض المعركة ودافع بكل رجولة وشجاعه بيد ان غياب الغطاء الجوي وانقطاع الامدادات وكثافة القصف الجوي حال دون تحقيق النصر.

ووجد نسيبه في ضريح الجندي الاردني الذي زكى بدمائه الارض أكبر واعظم شاهد على حجم التضحيات التي قدمها الجيش العربي على ارض فلسطين لتختزل قصة الضريح وهو يتحدث عنها مدى الشجاعة والاستبسال الذين قدما للذود عن الارض والعرض والكرامة العربية.

ويواصل حديثه عن جاره الشهيد" هذا الجندي يمثل الكرامة والتضحية والانتماء العربي فالقدس لم تسقط بسهولة إنما بعد افتداءها بالارواح والدماء".