الزاوية الإعلامية
افتتح جلالة الملك عبدﷲ الثاني صباح اليوم في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت اعمال ملتقى "كلنا الأردن" بكلمة أكد فيها بالفعل لا بالقول انتماء الاردن الى أمته العربية وعمله الدؤوب لما فيه خيرها ومصلحتها.
فقد أعلن جلالته في الافتتاح ان جهود الاردن توجت بتجاوز الحصار الجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان الشقيق بارسال طائرة من سلاح الجو الملكي الاردني وعلى متنها مستشفى ميداني ومعدات طبية لمعالجة ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اسبوعين على الشعب اللبناني اضافة الى مجموعات من سلاح الجو الملكي لاصلاح مطار بيروت الدولي.
وقد وصلت هذه الطائرة بالفعل.
وفي الشأن المحلي طالب جلالته المشاركين السبعمائة في الملتقى "العمل بروح الفريق الواحد والشعور بالمسؤولية والواجب لان التحدي امامنا كبير والواجب الوطني يدعونا جميعا للعمل المخلص البعيد عن الاهواء والرغبات الشخصية من أجل الوطن".
وأكد جلالته للمشاركين الذين يمثلون مختلف القطاعات الرسمية والشعبية والشبابية ومؤسسات المجتمع المدني من كل محافظات المملكة أنه يبني امالا كبيرة على عملهم في الملتقى معربا عن امله في ان يتوصل الجميع الى توافق على الثوابت الوطنية ورؤية وخطة وطنية واحدة وتحديد الاهداف والاولويات التي يجب الاسراع في تنفيذها لحماية الاردن وصيانة منجزاته ومواصلة المسيرة دون تردد او تراخ.
كما أكد جلالته ضرورة الاتفاق على القوانين الضرورية التي تحمي الوطن وتسرع الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، "حتى نتمكن من طرحها على الدورة الاستثنائية المقبلة"، مطالبا المشاركين باقتراح الآلية التي تضمن تنفيذ توصياتهم.
واعتبر جلالته أن "الظروف والتحديات التي تواجهنا تحتاج إلى أن نتحرك ونعمل بأقصى طاقاتنا، وبأسرع ما يمكن، وأن يتحمل كل واحد منا المسؤولية: الحكومة، والأعيان، والنواب، والقضاة، والإعلام، والأحزاب، والنقابات، والقطاع الخاص، وكل فرد من أبناء هذا الوطن".
وبدأ المشاركون في الاجتماعات التي تستمر يومين بحث آليات تنفيذ الأولويات الوطنية التي اتفق المشاركون عليها في الاجتماع التمهيدي للملتقى الذي عقد في الثاني عشر من الشهر الحالي وجرى تقسيمها إلى عدة محاور تشتمل على كل الموضوعات والقضايا والتحديات التي تواجه الأردن في هذه المرحلة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعيه.
وتندرج الأولويات التي ستتم مناقشتها ضمن ستة محاور وهي .. تقوية الجبهة الداخلية والإصلاحات السياسية والإصلاحات الاقتصادية والآمان الاجتماعي والتحديات الإقليمية والقضية الفلسطينية.
وضمن محور تقوية الجبهة الداخلية سيتم مناقشة موضوعات الانتماء والمواطنة ومحاربة الإرهاب والتكفير وسيادة الدولة وحماية المصالح الوطنية.
وتحت محور الإصلاحات السياسية سيتم بحث ترسيخ مبادىء الحكم الرشيد وتطوير الحياة الحزبية وحقوق الإنسان.
أما محور الإصلاحات الاقتصادية فسيتناول الاستقرار المالي والنقدي وجذب الاستثمار.
وسيكون موضوع محاربة الفقر وتطوير التعليم والرعاية الصحية من الموضوعات التي سيبحثها محور الآمان الاجتماعي.
وفي ما يتعلق بمحور التحديات الإقليمية سيتم بحث موضوعات الأمن الوطني ووحدة وسيادة العراق.
أما محور القضية الفلسطينية فسيبحث قضايا الوضع النهائي والموقف الأردني من المستقبل في فلسطين.
وكان جلالته أكد في كلمته التوجيهية خلال الاجتماع التمهيدي للملتقى أهمية أن يضع الملتقى خطة وبرنامج عمل محددا بفترة زمنية ومؤشرات لقياس التنفيذ يهتدي به الجميع.
يشار إلى أنه جرى خلال الاجتماع التمهيدي لملتقى "كلنا الأردن"، تقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل ضمت مختلف الشرائح والأطياف، واتفقت على ترتيب الأولويات والمحاور حسب أهميتها، بإتباع أسلوب التصويت.
يذكر أن الأولويات التي جرى مناقشتها في الاجتماع التمهيدي للملتقى كان تم تحديدها إثر سلسلة من الزيارات الميدانية التي قام بها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني في مختلف محافظات المملكة واللقاءات التي جمعت جلالته في الديوان الملكي الهاشمي مع عدد كبير من الشخصيات التي تمثل كافة الأطياف السياسية والفكرية وقادة الرأي، والتي جرى خلالها مناقشة التحديات التي يواجهها الأردن وسبل التصدي لها.