جلالة الملك يفتتح فعاليات الملتقى الوطني الثاني للسكان والتنمية

عمان
11 كانون الثاني/يناير 2005

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني في المركز الثقافي الملكي اليوم فعاليات الملتقى الوطني الثاني للسكان والتنمية الذي ينظمه المجلس الاعلى للسكان بعنوان "الشباب والتحديات السكانية."



ويولي جلالة الملك اهتماما كبيرا بقضايا السكان ووضع حلول عملية وملموسة للتحديات الناجمة عن تزايد معدلات النمو السكاني التي لها تاثيرات سلبية على برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة التي تسهم في بناء مجتمع مدني يعزز القدرات الاجتماعية الحقيقية ويقوم على تهيئة سبل العيش الكريم للاردنيين والاردنيات والحد من معدلات الفقر والبطالة والاستثمار في الانسان الاردني وتوفير الفرص المتكافئة وتمكين المراة والشباب وتفعيل دورهم في المشاركة في رسم المستقبل الواعد.



ولتحقيق هذه الرؤية الملكية في تحفيز طاقات الشباب والشابات الابداعية وتهيئة فرص النجاح امامهم وتمكينهم من الانخراط في بناء الاردن الانموذج توفرت الفرصة امام الشباب خلال زيارات جلالة الملك الخارجية للاطلاع على تجارب الدول المتقدمة والاستفادة منها.



ويهدف الملتقى الذي ينعقد على مدى يومين ويشارك فيه طلبة الجامعات الاردنية وممثلون عن مراكز الشباب في المملكة وعدد من الخبراء والمتخصصين واصحاب القرار واللجان البرلمانية المعنية بالسكان والتنمية في مجلسي الاعيان والنواب الى اطلاع القيادات الحكومية والمجتمع على ما تم انجازه من انشطة واهداف الاستراتيجية الوطنية للسكان ومناقشة التحديات التي يواجهها الاردن خلال العقد المقبل ودور الشباب في مواجهتها واستعراض قضايا الشباب في الاردن وسبل معالجتها.



وثمنت سمو الاميرة بسمة في كلمة لها في حفل الافتتاح لجلالة الملك عبدالله الثاني رعايته الملتقى والتي تعبر عن اهتمام جلالته بان يعم الرفاه المجتمع الاردني بكل فئاته مثلما تضع قضايا السكان بشكل عام وقضايا الشباب بشكل خاص في سلم اولويات عملية التنمية الشاملة.



وقالت سموها ان جلالته اكد في اكثر من مناسبة ان هاجسنا الوطني يتمثل في رفع مستوى المعيشة للمواطن الاردني بحيث يشعر المواطن بنتائج التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي نحققه على ارض الواقع.



واشارت سموها الى ان الاردن حقق نتائج مرضية خلال العقد الماضي في خفض معدلات الخصوبة وتراجع معدلات النمو السكاني غير ان هذه النتائج على الرغم من اهميتها تعد غير كافية الامر الذي يتطلب منا جهودا مضاعفة وشراكة واثقة على جميع المستويات لنتمكن من مواصلة الجهود التي بداها المجلس الاعلى للسكان والمؤسسات الرسمية والاهلية الى جانب مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسة الاكاديمية للتعامل مع القضية السكانية.



واكدت سموها على اهمية ان نركز اهتمامنا بشكل مدروس على فئة الشباب بحيث نوجه برامجنا في مجال الاتصال السكاني وكسب التاييد لفئة الشباب المقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا لتحقيق الاهداف المنشودة للاستراتيجية الوطنية للسكان في مجالات صحة الشباب الاردني وانماط الحياة المعززة للصحة وتنمية انماط الحياة الايجابية الى جانب تنمية روح الابداع والانجاز لديهم.



وقدم امين عام المجلس الاعلى للسكان الدكتور زهير الكايد ايجازا حول التحديات السكانية ومواجهتها وسياسة عمل المجلس والانجازات التي حققها في مجال تخفيض نسبة النمو السكاني مشيرا الى التاثيرات السلبية للنمو السكاني المتسارع على قطاعات التنمية المختلفة.



وقال الكايد ان الاستراتيجية الوطنية للسكان التي تم وضعها عام 2000 الى عام 2020 ترتكز على اربعة محاور رئيسة هي الصحة الانجابية والسكان والتنمية المستدامة والعدالة والانصاف بين الجنسين والحفز وكسب التاييد والاعلام وتغيير السلوك.



واكد اهمية التعاون مع المؤسسات الوطنية وتعميق الشراكات مع الجهات الداعمة الخارجية والاستفادة من تجارب الدول العربية والاسلامية اضافة الى دعم الحملات الاعلامية للتوعية وكسب التاييد للوصول الى نتائج ايجابية في مجال خفض نسبة النمو السكاني ليشعر المواطن الاردني بالعوائد الاقتصادية المترتبة على ذلك.



وتشير التقارير الى ان عدد سكان الاردن حاليا يبلغ 3ر5 مليون نسمة حسب تعداد عام 2004 من بينهم مليون طفل وطفلة تقل اعمارهم عن 15 سنة من مجموع السكان فيما يتزايد عدد السكان بمعدل 24 فردا لكل 1000 نسمة سنويا بسبب الزيادة الطبيعية لوحدها الناجمة عن الفرق بين المواليد والوفيات مما سيؤدي الى تضاعف عدد سكان المملكة بحلول عام 2032 اذا استمرت هذه الزيادة على حالها.



وتم خلال حفل افتتاح فعاليات الملتقى تقديم مشهد تمثيلي حول الشباب والتحديات السكانية قدمه مركز الفنون الادائية حيث ركز على الاثار الاقتصادية والاجتماعية والصحية السلبية الناجمة عن التزايد السكاني وكثرة المواليد وعدم تنظيم الاسرة اضافة الى ضرورة التخطيط لتوفير مستوى معيشة افضل لافراد المجتمع.



ويناقش المشاركون في الملتقى وجهة نظر الدين الاسلامي من تنظيم الاسرة وخطة العمل الوطنية للصحة الانجابية وصحة الشباب الاردني ومشروع الاستراتيجية الوطنية للصحة الانجابية للشباب الاردني والشباب والمشاركة والمشاركة الاقتصادية للشباب في الاردن ودور الاعلام في تغيير اتجاهات الشباب.



كما سيتضمن الملتقى تقديم طروحات وحلول لمواجهة التحديات السكانية بناء على دراسات وتصورات الخبراء في المجلس الاعلى للسكان.



وحضر افتتاح الملتقى رئيس مجلس النواب ووزير البلاط الملكي الهاشمي وعدد من مستشاري جلالة الملك وعدد من الوزراء والاعيان والنواب.



وكان الملتقى الوطني الاول عقد في عام 2000 وقد ركز على السكان والتنمية والتحديات السكانية وعلاقتها بالاستراتيجية الوطنية للسكان.