جلالة الملك يفتتح المؤتمر الاسلامي الدولي

عمان
04 تموز/يوليو 2005

دعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى التصدي لحملات التشويه والتشكيك والافتراء الظالمة التي يتعرض اليها الاسلام والى العمل على نبذ الخلاف بين المسلمين وتوحيد كلمتهم ومواقفهم، مبينا ان هذه الاهداف النبيلة تشكل جوهر رسالة عمان التي اعلنها الاردن في شهر رمضان من العام الماضي.

وقال جلالته، في الخطاب الذي القاه امام حوالي 170 شخصية من كبار علماء ومفكري الامة الاسلامية في افتتاح المؤتمر الاسلامي الدولي الذي يعقد في عمان على مدار ثلاثة ايام، ان من اهم واجبات المسلمين تقديم الاسلام بصورته الحقيقية المشرقة التي تقوم على الوسطية والاعتدال والعلم والمعرفة والتسامح والرحمة ومحاورة الاخرين بالعقل والحجة.

وقال جلالته ان الفرقة بين ابناء الامة الاسلامية واعمال العنف والارهاب التي تمارسها بعض الجماعات والمنظمات وتبادل تهم التكفير وقتل المسلمين باسم الاسلام هي امور مخالفة جملة وتفصيلا لجوهر الدين الاسلامي والاسلام منها بريء، مشددا على ان مثل هذه الامور تمنح المبررات لغير المسلمين للحكم على الاسلام من هذا المنظور والتدخل في شؤون المسلمين.

واكد جلالته على اهمية توحيد مواقف اتباع المذاهب الاسلامية الثمانية - السنية الاربعة والجعفري والاباضي والزيدي والظاهري - على مبدأ اعتراف اتباع كل مذهب بصحة اسلام اتباع المذاهب الاخرى وعدم جواز تكفير اي مسلم من اتباعها.

واضاف جلالته ان كبار علماء المسلمين قد افتوا بصحة هذا المبدأ وجوازه ذلك ان اتباع هذه المذاهب الثمانية متفقون على المبادئ الاساسية للاسلام من حيث الايمان بالله واحدا احد وبالقران كلام الله المنزل وبسيدنا محمد - عليه الصلاة والسلام - نبيا ورسولا للبشرية كافة، وعلى اركان الاسلام والايمان.

وقال جلالته ان الاعتراف بالمذاهب هو اعتراف بمنهجية الافتاء وتحديد من المؤهل لهذه المهمة مما يؤدي الى عدم تكفير "بعضنا بعضا واغلاق الباب امام الجاهلين الذين يمارسون القتل والارهاب باسم الاسلام والاسلام منه بريء".

ام الاختلاف بين هذه المذاهب، كما اشار جلالته في الخطاب الذي القاه امام المئات من المشاركين في اعمال المؤتمر وممثلي وسائل الاعلام، فهو على بعض المسائل الفرعية التي ظهرت بعد وفاة الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام - لاسباب تتعلق بالخلافة وبعض امور الدنيا والسياسة.

وقال جلالته ان الدين الاسلامي قد اكد على اهمية احترام حقوق الاقليات وغير المسلمين الذين يعيشون داخل المجتمع الاسلامي وعلى ضرورة الوفاء بالعهود بين المسلمين وغيرهم من الامم والشعوب، مشيرا الى ان الاسلام يدعونا للانفتاح على الاخرين والاستفادة من تجاربهم.

وشدد جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال المؤتمرالأول من نوعه والذي ياتي للبحث في القضايا والتحديات التي تواجهه الامة لوضع حلول جدرية لها، على اهمية الدور الذي يضطلع به علماء الامة الاسلامية لتوحيد صفوفها وتعريف الاخرين بحقيقة الدين الاسلامي ورسالته العظيمه، مبينا ان الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام هي بسبب عدم فهم بعض المسلمين لحقيقة دينهم وجهل كثير من غير المسلمين بطبيعة الدين الاسلامي وقيمه السامية.

وينتمي المشاركون في اعمال المؤتمر - الذي تتولى تنظيمه مؤسسة ال البيت للفكر الاسلامي والذين توافدوا من اكثر من اربعين دولة - الى مؤسسات ومذاهب واتجاهات اسلامية وفكرية وسياسية عديده ويمتلكون قاعدة شعبية واسعة للتأثير والاقناع.

وتتوزع اعمال المؤتمر على ثلاثة محاور هي الملامح الأساسية والصفات العامة للإسلام في تعامله مع المجتمع الإنساني، والمعوقات التي تعترض الإسلام وسبل مواجهتها، وتصحيح الصورة عن الاسلام في المجتمع المعاصر.

وكان الاردن قد وجه الى العالم خلال شهر رمضان الماضي "رسالة عمان" - التي اطلقت بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني من مسجد الهاشميين في عمان وترجمت الى ثماني لغات عالمية - اكد فيها على ان الاسلام يتعرض هذه الايام لهجمة تجني قاسية من بعض الذين ينسبون انفسهم اليه ويقومون بافعال لا تعبرعن قيمه السمحه الطاهره.