جلالة الملك يعود الى ارض الوطن بعد جولة عمل آسيوية زار خلالها اندونيسيا وماليزيا والباكستان

14 تشرين الأول 2005
عمان ، الأردن

عاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني إلى أرض الوطن مساء اليوم في ختام جولة عمل آسيوية زار خلالها اندونيسيا وماليزيا والباكستان حيث بحث مع قادتها عددا من القضايا التي تهم العالم الإسلامي والظروف السياسية في المنطقة وسبل تعزيز التعاون بين الأردن والدول الإسلامية الثلاث. وبدأ جلالته جولته في العاصمة الاندونيسية جاكرتا حيث استعرض خلال المباحثات التي عقدها مع الرئيس /سوسيلو بامبانغ يودو يونو/ الجهود التي يقوم بها الأردن للتصدي لحملات التشويه التي يتعرض لها الدين الإسلامي الحنيف، مؤكدا على أهمية مواصلة التنسيق بين الأردن واندونيسيا والدول الإسلامية الأخرى لتوضيح صورة الإسلام الحقيقية. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الاندونيسي عن دعم بلاده للجهود التي يقوم بها جلالة الملك لتوضيح صورة الإسلام وإبراز سماحته وعدالته، مشددا أن المباحثات في هذا المجال كانت مثمرة وإيجابية. وأكد الزعيمان عزمهما العمل معا لمحاربة الإرهاب لاسيما وان البلدين عانا من العمليات الإرهابية. كما تطرقت المباحثات بين جلالة الملك والرئيس /يودو يونو/ إلى العملية السلمية في الشرق الأوسط وسبل دعم السلطة الفلسطينية بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وتم بحث الوضع في العراق والتأكيد على أهمية مشاركة كافة أبناء الشعب العراقي في العملية السياسية، إضافة إلى فرص زيادة حجم التبادل التجاري بين الأردن واندونيسيا وإمكانية توقيع اتفاقية تجارة حرة بين البلدين. وفي ماليزيا، المحطة الثانية في جولة جلالة الملك، ركز اللقاء بين جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملك توانكو سيد سراج الدين ملك ماليزيا على تأكيد الزعيمين حرصهما المشترك على المضي قدما في ترسيخ علاقات التعاون الثنائي بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين. كما بحث جلالته مع ملك ماليزيا ورئيس وزرائها عبدﷲ بدوي التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي حيث تم التأكيد على ضرورة تكاتف جهود أبناء الأمة الإسلامية للتصدي لمحاولات تشويه الدين الحنيف من خلال توحيد الرؤى والجهود التي تبذلها الدول الإسلامية على هذا الصعيد وبخاصة الأردن وماليزيا انطلاقا من رسالة عمان ومشروع الإسلام الحضاري الذي يرعاه رئيس الوزراء الماليزي. وبين جلالته خلال المباحثات أهمية انضمام الدول الإسلامية الأخرى إلى هذه الجهود والإسهام في ترسيخ الحوار مع الغرب لإظهار المعاني العظيمة للدين الإسلامي ورسالته القائمة على العدل والمساواة وقبول الآخرين والتعايش المشترك. ولفت جلالته في هذا السياق إلى ما لمسه خلال الحملة التي قادها الشهر الماضي في الولايات المتحدة من تجاوب مع جهود جلالته لإطلاق الحوارات بين أتباع الديانات السماوية والثقافات المختلفة. وعلى صعيد الوضع في منطقة الشرق الأوسط استعرض جلالته مع رئيس الوزراء الماليزي جهود الأردن الرامية إلى دفع عملية السلام والمساعي التي يقوم بها لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق، مشيرا إلى الدور الذي تضطلع به ماليزيا ضمن منظومة الدول الإسلامية في دعم هذه المساعي. وأكد جلالته وجلالة الملك توانكو سيد سراج الدين ورئيس الوزراء الماليزي على الحرص المتبادل لاتخاذ مزيد من الخطوات نحو تطوير العلاقات الأردنية الماليزية في شتى المجالات وتفعيل البروتوكولات والاتفاقيات الثنائية في الميادين الاقتصادية والتجارية والعلمية والثقافية. وفي باكستان، التي اختتم بها جلالة الملك عبدﷲ الثاني جولته الأسيوية، أكد جلالته وقوف الأردن بجانب الشعب الباكستاني في الظروف الصعبة التي يمر بها جراء الزلزال العنيف الذي ضرب أجزاء من الجمهورية الإسلامية في الثامن من الشهر الجاري مخلفا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. وأعلن جلالته خلال المباحثات التي عقدها مع الرئيس بيرفيز مشرف عن استعداد الأردن لتقديم المزيد من المساعدات التي يحتاجها الشعب الباكستاني لتجاوز المحنة الصعبة التي أصابته، معربا عن تعازيه لذوي الضحايا بهذا المصاب الجلل ومتمنيا للجرحى الشفاء العاجل. يشار إلى أن الأردن وبتوجيهات من جلالة الملك أرسل قبل بضعة أيام مستشفى ميدانيا أردنيا متكاملا وطواقم إغاثة وإنقاذ للمساعدة في علاج الجرحى والمصابين والمرضى جراء الزلزال الهائل الذي أدى إلى مصرع عشرات الآلاف، بالإضافة إلى طائرتي شحن عسكريتين محملتين بالمساعدات العينية والمواد الطبية والغذائية. من جانبه، أعرب الرئيس مشرف عن شكره لجلالة الملك لوقوفه إلى جانب الشعب الباكستاني في هذه الظروف، مثمنا عاليا سرعة استجابة الأردن وقيامه بتقديم يد العون والمساعدة العاجلة. كما استعرض جلالة الملك خلال المباحثات الجهود والتحركات التي يقوم بها الأردن دفاعا عن الدين الإسلامي وقيمه السمحة استنادا لرسالة عمان التي أطلقها خلال شهر رمضان المبارك من العام الماضي ونتائج أعمال المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في عمان خلال شهر تموزالماضي ، مشددا على أهمية مواصلة التنسيق بين الأردن والباكستان في هذا المجال وعلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب ومن يقف خلفه. وفي هذا الإطار، ثمن الرئيس مشرف الجهود التي يقوم بها جلالة الملك نصرة للدين الإسلامي، مؤكدا على ضرورة تكاتف جهود أبناء الأمة للتصدي لمحاولات الإساءة للدين وقيمه العظيمة. كما شدد الزعيمان على أهمية دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط إلى الأمام وصولا إلى تمكين الشعب الفلسطيني من استرداد حقوقه المشروعة وتقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، واكدا على حتمية دعم العراق الموحد أرضا وشعبا.