جلالة الملك يعود الى ارض الوطن بعد ان اختتم زيارته الى الولايات المتحدة

عمان
23 أيلول/سبتمبر 2005

عاد جلالة الملك عبد الله الثاني اليوم الى ارض الوطن في ختام زيارة عمل الى الولايات المتحدة قاد خلالها حملة لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية للمجتمعات الغربية وفتح باب الحوار بين الحضارات والأديان ومختلف الثقافات.



واختتم جلالته زيارته بلقاء قمة مع الرئيس الامريكي جورج بوش تركز على الجهود المبذولة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط واعادة الامن والاستقرار الى العراق اضافة الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. واعرب الرئيس الامريكي جورج بوش عن تقديره لدور جلالة الملك في دعم عملية السلام مؤكدا احترام وتقدير الولايات المتحدة لقيادة جلالته ودوره الفاعل في دفع العملية السلمية قدما الى الأمام. وشرح جلالته خلال لقاءات اجراها مع عدد من القيادات الدينية التي تمثل الديانات السماوية الثلاثة في الولايات المتحدة مضامين رسالة عمان التي اطلقها الاردن في رمضان من العام الماضي والتي تؤكد المعاني السامية للدين الحنيف وتؤسس لايجاد قاعدة مشتركة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الاخرى خدمة للمجتمع الانساني.



واشار جلالته في هذا الاطار الى ان علماء الدين المشاركين في المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان شهر تموز الماضي والذين يمثلون المذاهب الاسلامية الثمانية اجمعوا على ما ورد في رسالة عمان ورفض استخدام الدين كوسيلة لنشر الافكار المتطرفة. وحرص جلالة الملك على زيارة المركز الاسلامي في واشنطن حيث التقى ممثلين عن المنظمات والجاليات الاسلامية في الولايات المتحدة الامريكية مؤكدا جلالته على ضرورة الاستمرار في المساعي الهادفة الى ابراز الصورة الحقيقية المشرقة للاسلام ورسالته العالمية القائمة على التسامح والعدل والمساواة. كما تبادل جلالة الملك وجلالة الملكة خلال زيارة الى اكاديمية بنجامين بانيكر الثانوية الافكار والاراء مع مجموعة من الطلبة المسلمين والديانات السماوية الاخرى حول اليات تفعيل الحوار فيما بينهم ودور الشباب في تحقيق السلام والتعايش المشترك.



وحث جلالة الملك خلال مشاركته في اعمال القمة العالمية في نيويورك قادة وزعماء العالم على الاستمرار في بناء رؤية جديدة لعصر جديد تتوفر فيه أساسيات الحياة والسلام لكافة شعوب العالم. وقال جلالته أن شعوب العالم تتطلع إلينا لنجمع شمل بلداننا معاً ولنعمل على تحقيق نتائج واقعية تلمسها الشعوب في مجالات خفض الفقر والصحة والتربية والتعليم والمساواة بين الجنسين وفي مجال البيئة وغيرها من القطاعات. وعلى هامش مشاركته في اعمال القمة العالمية، عقد جلالة الملك عبدالله الثاني لقاءات مع عدد من قادة الدول والمسؤولين المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة تركزت حول الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط وبخاصة تطورات عملية السلام والوضع في العراق واهمية الدور الذي تضطلع به الامم المتحدة والمجتمع الدولي في حفظ الامن والسلام العالميين. وشارك جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله عددا من قادة العالم في نيويورك في اطلاق مبادرة كلنتون العالمية للمساعدة في مواجهة التحديات العالمية المتمثلة في الفقر والحد من التغيرات المناخية وتطوير نظم الحكم. واكد جلالته على ضرورة اطلاق مبادرة توفر الدعم للفلسطينيين في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي للمساهمة في تخفيف معاناتهم وتطوير البنى التحتية وتوفير فرص العمل ومحاربة الفقر.



وخلال لقاء جلالة الملك عبد الله الثاني اعضاء النادي الاقتصادي في نيويورك ,أكد جلالته ان العدالة والسلام والحرية والقيم الاخلاقية تشكل البيئة الملائمة لتحقيق التقدم والتنمية الاقتصادية العالمية وتوفير ظروف معيشية افضل للشعوب مما يستدعي منا جميعا العمل معا لترجمة هذه الاهداف الى واقع ملموس. واثناء وجوده في العاصمة الامريكية اجرى جلالة الملك عبد الله الثاني عدة لقاءات مع كبار المسؤولين في الادارة والكونجرس الامريكي شملت نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني ووزيرة الخارجية كونداليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وزعماء الاغلبية ورؤساء اللجان في مجلسي الشيوخ والنواب ,تناول جلالته خلالها مواقف الاردن من تطورات عملية السلام والوضع في العراق وافاق تطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات. وتطرق جلالته الى الجهود التي يبذلها الاردن مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لايجاد حل عادل للصراع العربي الاسرائيلي يضمن حقوق كافة الاطراف، مشيرا جلالته في هذا الصدد الى أهمية دعم السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ليتسنى لها القيام بواجباتها ومسؤولياتها الامنية والاقتصادية. واستعرض جلالته مع قيادات الكونجرس جهود الأردن وتعاونه مع الحكومة العراقية من أجل انجاح العملية السياسية بمشاركة كافة فئات الشعب العراقي ,مؤكدا جلالته أن نجاح العراقيين في بناء دولتهم واستعادتهم للامن والاستقرار يعد أمرا حيويا للمنطقة برمتها.



وكان جلالة الملك التقى قبل توجهه للولايات المتحدة قداسة البابا بنديكت السادس عشر في مقره الصيفي قرب روما حيث أكد على قيم الاسلام التي تدعو الى الوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ العنف والتطرف داعيا الى ادامة الحوار بين الاديان ومد جسور التفاهم والتعايش والقيم المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الديانات والحضارات.