الزاوية الإعلامية
عاد جلالة الملك عبد ﷲ الثاني إلى ارض الوطن اليوم في ختام زيارة رسمية إلى جمهورية كازاخستان استغرقت يومين، أجرى خلالها مباحثات مع فخامة الرئيس نورسلطان نزارباييف تركزت حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآليات تطويرها، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية.
كما تناولت المباحثات الثنائية والموسعة العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الملحة.
وتطرقت المباحثات كذلك إلى التركيز على أهمية البناء على الاتفاقيات المشتركة التي تم توقيعها على هامش زيارة جلالته لزيادة حجم التبادل التجاري بالاتجاهين.
وفي بيان ختامي مشترك في نهاية زيارة جلالته إلى كازاخستان، أكد الجانب الكازاخستاني أن زيارة جلالة الملك إلى جمهورية كازاخستان تعتبر حدثا مهما في سبيل تطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مجالات أوسع.
كما تم التشديد على ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون في المجال الاقتصادي وتقديم التسهيلات للقطاع الخاص في البلدين لإقامة مشاريع استثمارية مشتركة.
وبحسب البيان، فقد تبادل الجانبان الأردني والكازاخستاني وجهات النظر المستقبلية حول تسهيل تزويد الأردن بالقمح الكازاخستاني.. وفي هذا الإطار، تم إنشاء فريق عمل مشترك لدراسة تصدير القمح الكازاخستاني إلى الأردن، معتبرين ان اللجنة الأردنية - الكازاخستانية المشتركة التي عقدت اجتماعاتها على هامش الزيارة الملكية آلية مهمة في تطوير وتحديد الأولويات والمصالح المشتركة.
وأكد الجانبان في البيان المشترك أن فتح سفارتين في كل من عمان واستانا يجسد عمق العلاقات بين البلدين، ويؤسس لتعاون أوسع في المجالات كافة.
كما شددا على أن تحقيق الإنجازات والمساواة في الحقوق والتعاون في العالم لا يتحقق بدون إقامة نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد مبني على الاحترام المتبادل الذي يأخذ بالاعتبار المصالح المتبادلة والتسامح الديني والثقافي بين جميع الأطراف.
وأكد البلدان في البيان الختامي كذلك أهمية تعزيز مبادئ الحل السلمي لجميع النزاعات والخلافات، حيث أعربا عن دعمهما لحل سلمي وعادل ودائم للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أسس وقواعد الحقوق الدولية التي تتفق مع قرارات الأمم المتحدة.
وعبر الجانبان الأردني والكازاخستاني عن ارتياحهما لإنشاء مجلس أعمال مشترك، ووجها المجلس بالاستمرار في تنظيم منتديات الأعمال بصفة دورية، كما أبديا اهتمامهما في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في المجالات التعليمية والثقافية والفنية والرياضية.
وإدراكا من جمهورية كازاخستان لأهمية الدور الأردني في تعزيز الحوار بين الأديان والمبادرات السلمية، فقدت دعت في البيان المشترك علماء الدين والأكاديميين الأردنيين للتعاون في إطار مؤتمر زعماء الدين، والذي يتخذ من مدينة أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان مقرا له.
وكان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني قد زار في إستانا صباح اليوم النصب التذكاري الشهير هناك والمعروف باسم "حارس الوطن" حيث وضع جلالته إكليلا من الزهور وغرس شجرة في حديقة النصب واستمع إلى شرح عن تاريخه ورموزه الوطنية.
كما زار جلالته قصر السلام والتوافق الذي يمثل التاريخ والثقافة والقيم الكازاخستانية ويتخذ شكلا هرميا يرمز في مكوناته إلى الحياة بعناصرها الأربعة، الأرض والماء والهواء والنار، فيما ترمز مكوناته الداخلية إلى الضوء والدفء والحياة.
وكان الرئيس الكازاخستاني نورسلطان نزارباييف قد أقام مساء أمس مأدبة عشاء رسمية في قصر اكوردا الرئاسي تكريما لجلالته والوفد المرافق له.
وقال جلالته في كلمة له خلال حفل العشاء أن الشراكة التي "بدأنا في بنائها معا ستقودنا إلى الفرص والمزايا التي يبحث عنها شعبينا"، مؤكدا جلالته أن كازاخستان تلقى الاحترام من الجميع وغدت بسرعة من أكثر الاقتصاديات العالمية تنافسية.
وأشار جلالته في الكلمة إلى النموذج الذي تشكله كازاخستان في الاحترام والحوار بين الأديان خاصة وأنها بلد ذات أغلبية مسلمة تعيش فيها كل الأديان في انسجام لمصلحة الجميع.
ورافق جلالة الملك في الزيارة وفد رسمي ضم سمو الأمير علي بن الحسين ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ ووزير التربية والتعليم والتعليم العالي الدكتور خالد طوقان ووزير النقل سعود نصيرات ووزير الصناعة والتجارة سالم الخزاعلة.