الزاوية الإعلامية
عاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ بعد ظهر اليوم الى ارض الوطن بعد زيارة عمل الى الولايات المتحدة الاميركية شارك جلالته خلالها في اجتماعات الدورة الحادية والستين للجمعية العمومية للامم المتحدة.
وتزعم جلالته ولادة تجمع عالمي جديد على هامش اجتماعات الامم المتحدة في نيويورك تحت عنوان "مجموعة الاحدى عشر للدول ذات الدخل المتدني - المتوسط".
وحذر جلالته في خطابه امام الامم المتحدة من تقويض عدالة النظام العالمي من خلال السماح للاحتلال والعدوان بالحلول محل القانون الدولي، مطالبا المجتمع الدولي الذي التأم زعماؤه تحت قبة الامم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي بانهاء الخطأ المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي وإنكار الحقوق الفلسطينية المستمر منذ عقود عديدة، وإلا فان نزاعات جديدة في الشرق الاوسط سيفرخها هذا الصراع سنة بعد سنة.
وشدد جلالته على ضرورة جعل السلام في الشرق الاوسط أولوية في هذه المرحلة لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة القابلة للحياة وفقا لمبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002 والتي تشكل حلا شاملا ودائما للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا الأمر ملح لا يحتمل الانتظار والحلول الجزئية احادية الجانب اثبتت فشلها.
وقد كانت المبادرة العربية محور الحل العادل والشامل الذي طالب به جلالته في نيويورك في ثلاث مناسبات مختلفة على اعتبار أنها تشكل اساسا فاعلا لتسوية جوهر الصراع في الشرق الاوسط وهي القضية الفلسطينية وكافة الصراعات الناجمة عنها، بما يعزز السلم والاستقرار في المنطقة.
وفي اليوم التالي لخطابه امام الامم المتحدة تزعم جلالته ولادة تجمع عالمي جديد يرعى مصالح الدول ذات الدخل المتدني - المتوسط بالاستمرار في عملية النمو الاقتصادي والتوزيع العادل لمنجزات النمو والتصحيح الاقتصادي على كافة قطاعات الشعب لديها.
وتنضوي تحت راية هذه المجموعة التي اطلق عليها مجموعة الاحدى عشر دول من اسيا (الاردن والباكستان وسريلانكا واندونيسيا) وافريقيا (المغرب) واوروبا (كرواتيا وجورجيا) واميركا اللاتينية (هندوراس والاكوادور والباراغواي)، علما ان الباب مفتوح امام انضمام مزيد من بلدان هذه الفئة التي يشكل سكانها ربع سكان العالم.
وقد انضم الى المبادرة بعد يوم من القمة جمهورية السلفادور التي أكد رئيسها الياس السقا في اجتماع مع جلالة الملك عبدﷲ الثاني رغبتها في المساهمة في تعزيز أهداف هذه المجموعة والاستفادة منها.
وأكد جلالة الملك عبدﷲ الثاني في خطابه أمام القمة التي استمرت عدة ساعات ضرورة ايجاد شراكة بين هذه البلدان والدول المانحة لتعزيز الإصلاح والنمو والاستقرار الاقتصادي في مجموعة الإحدى عشر، وتوسيع دائرة الاصلاح لتشمل الاصلاح الاجتماعي بما يعزز استقرار وأمن هذه الدول، وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي لها ومواجهة التحديات المشتركة التي من أهمها أعباء الدين التي تستنزف الموازنات الوطنية والفقر والبطالة وتذبذب أسعار النفط العالمية وانعدام الاستقرار الإقليمي. وطالب جلالته دول المجموعة بالعمل معا لتبني مبادرات تهدف الى جعل المساعدات الأجنبية متجاوبة مع الحاجات المحلية لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الشحيحة؛ والعمل على تحول الدول المانحة من منح القروض الى توفير المنح للحيلولة دون تراكم الديون على هذه البلدان؛ اضافة الى الضغط على البلدان الغنية لفتح أسواقها أمام منتوجات البلدان النامية، وخاصة الزراعية منها؛ والسعي لإيجاد شراكات مع البلدان المتقدمة لحفز النمو الذي يقوده القطاع الخاص وتدفّق الاستثمار الأجنبي؛ وتطوير المناهج التعليمية لتلبي متطلبات سوق العمل؛ واخيرا توجيه المدخرات من تخفيف أعباء الدين إلى تعزيز قطاعي التعليم والصحة العامة.
من ناحيتهم طالب الزعماء المشاركون في هذه القمة الدول الغنية تخفيف عبء الدين عن دولهم لان الاستثمار في تنمية اقتصاديات هذه الدول هو استثمار من مصلحتهم لانه يعزز الاستقرار الدولي وينعش التجارة الدولية من خلال تضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء والتقليل من الاحتقان والتوتر الاجتماعي والهجرة غير شرعية.
وقام جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال الزيارة برعاية حفل اطلاق منتدى العمل العربي والاميركي الذي نظمته مؤسسة القيادات العربية الشابة ومبادرة كلنتون العالمية ومؤسسات اميركية اخرى بهدف فتح قنوات الحوار الايجابي وتعزيز التفاهم بين الجانبين.
وجاء عقد هذا اللقاء السنوي الأول للقادة الشباب من عرب وأميركيين في مجال العمل والصحافة والمجتمع المدني والأكاديميين قبل يوم من عقد اللقاء الثاني لـ«مبادرة كلينتون العالمية» المبنية على جمع نشطاء وقادة من حول العالم في نيويورك وإطلاق مبادرات تهدف إلى تحسين الأوضاع في العالم من خلال تعهدات شخصية من قيادات أو شركات عالمية.
وشارك جلالته خلال زيارته نيويورك في حفل لمبادرة كلينتون العالمية التي أطلقت العام الماضي بهدف مساعدة العالم على تعزيز تقدم العولمة وزيادة الاندماج في المجتمع العالمي والمشاركة في المنافع والمسؤوليات والقيم.
كما تتمثل أهداف المبادرة في تركيز تفكير قادة العالم على مجابهة اهم التحديات والمآزق العالمية ومناقشتها والتوصل الى طرح حلول لها.
وفي الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك خلال حفل المبادرة، رمى جلالته الكرة في مرمى الدول المتقدمة للقيام بدورها في تحقيق التنمية في الدول النامية من خلال الاعفاء من الديون وانتهاج سياسة تجارية اكثر عدلا.
وقد اشتمل البرنامج الحافل لجلالته في نيويورك كذلك على لقاءات مع زعماء عدة دول لبحث القضايا الثنائية والخطوات العملية المطلوبة لحل القضية الفلسطينية حلا بعيدا عن الحلول الأحادية الجانب والمجزأة ويعتمد على المبادرة العربية التي تشكل اساسا لحل شامل يعيد للمنطقة استقرارها وامنها وسلامها.