جلالة الملك يطلق منطقة معان الاقتصادية التنموية

09 أيلول 2007
عمان ، الأردن

أطلق جلالة الملك عبدﷲ الثاني ظهر اليوم منطقة معان الاقتصادية التنموية التي تأتي تجسيدا لرؤية جلالته في إحداث نقلة نوعية في المسيرة التنموية وتمنح الأولوية لتأمين حياة أفضل لجميع الأردنيين من خلال توزيع مكتسبات التنمية على محافظات المملكة وفق الميزات التنافسية والتفاضلية في كل محافظة بما يحقق التنمية المستدامة بمختلف أبعادها.

وتعد هذه هي المحافظة الرابعة التي يتم فيها إنشاء منطقة تنموية اقتصادية بعد العقبة والمفرق واربد، حيث ستكون هذه المناطق بؤرا تنموية ونواة للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، إضافة إلى إيجاد حلقات تنموية متكاملة تضع في سلم أولوياتها مكافحة الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.

وأوعز جلالته إلى محافظ معان بتشكيل لجنة من أبناء المحافظة لوضع تصوراتهم ومطالبهم التي تخدم منطقتهم وتسهم في إنجاح منطقة معان الاقتصادية التنموية، مثلما طمأن جلالته أهالي معان بأنه سيبحث مع الحكومة سبل معالجة القضايا والهموم التي طرحوها.

وخلال حوار دار بين جلالته وأبناء معان، وردا على بعض المداخلات حول ارتفاع الأسعار، قال جلالته..أن هناك بعض التجار الذين يستغلون الفرص لرفع الأسعار على حساب المواطنين.

وأضاف جلالته "سأتابع مع الحكومة خلال اليومين القادمين وضع آلية لضبط عملية ارتفاع الأسعار وخاصة أسعار المواد الغذائية الأساسية والأعلاف ولحماية المواطنين من ذوي الدخل المتدني من الغلاء".

ووعد جلالته أهالي معان بمعالجة قضية الموقوفين على خلفية أحداث معان بالتشاور والتنسيق مع الحكومة.

ويشتمل مشروع منطقة معان الاقتصادية التنموية الذي تبلغ كلفة أعمال البنية التحتية له حوالي 200 مليون دولار من أربعة محاور هي..المنطقة الصناعية والمشاغل، والمدينة السكنية، والتنمية البشرية وأخيرا مدينة الحجاج.

وتتكون المنطقة الصناعية التي تقع على مفترق الطرق الواصل بين مطار الجفر والطريق المؤدية إلى حدود المدورة القريبة من منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة من مجمع الصناعات الإنشائية ومجمع المناطق الحرفية ومشاغل الصيانة حيث توفر هذه المنطقة ما يقارب سبعة آلاف فرصة عمل مباشرة حتى نهاية عام 2025.

أما المدينة السكنية فتتكون من 900 وحدة سكنية ومدارس ومراكز صحية ومراكز تسوق لطلاب جامعة الحسين بن طلال وللعاملين في الجامعة والمستثمرين وعائلاتهم.

وتتوقع الدراسات أن تبلغ تقديرات العائد على الاستثمار في المنطقة حوالي 5ر24بالمائة.

أما محور التنمية البشرية فيهدف إلى تعظيم الفائدة من وجود الجامعة في المحافظة، إضافة إلى تنمية المهارات والقدرات البشرية لمواطني المحافظة وغيرها من المحافظات في تخصصات ومهن تحتاجها الصناعات التي ستقام في المحافظة كما يهدف إلى تزويد ورفد السوق المحلي بمثل هذه التخصصات والمهن، ليكون بذلك نواة للبدء بتطبيق الرؤية الملكية السامية حول ضرورة التخصص في موضوع التدريب المهني والتقني، بحيث تكون المحافظة مركزاً رئيساً للتدريب والتأهيل على تخصصات ومهن محددة في قطاع الإنشاءات للمملكة بشكل عام.

ومن المخطط له كذلك إقامة مركز تدريب مهني وتقني متخصص في مهن ذات قيمة مضافة عالية ودخل مرتفع في الصناعات الإنشائية مثل صناعة الأحجار والسيراميك والبلاط، وصناعة الألمنيوم (الأبواب والشبابيك)، وصناعة الحديد، إضافة إلى التدريب على مهن صيانة الشاحنات والقاطرات.

كما أن من المخطط له إنشاء معاهد وتخصصات ضمن المناهج الدراسية للجامعة في مجال فحص ومعاينة مواد البناء، وإنشاء عدد من المختبرات المتخصصة لفحص وتحديد مواصفات البناء ومواد البناء.

ويهدف المحور الرابع والمتعلق بخدمات الحجاج إلى تطوير المنطقة الواقعة بين وسط المدينة ومنطقة الجامعة (منطقة المدينة السكنية) وتنشيط المنطقة اقتصادياً بحيث يشمل هذا الجانب إقامة مدينة متكاملة لخدمة الحجاج من أردنيين وغيرهم أثناء مواسم الحج والعمرة.

من جانبه قال رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت أن الحكومة تلتزم بالقيام بدورها المطلوب، لخدمة هذا المشروع الرائد، بأن تدعم بكل أشكال الدعم المؤسساتِ القائمة عليه، وأن توفر المبالغ اللازمة لإنجاحه.

وأضاف الدكتور البخيت أنه تمّ تكليف مؤسسة المدن الصناعية بتنفيذ أعمال التطوير في محور المنطقة الصناعية والمشاغل لغايات التسريع في العمل، موضحا أن استثمارات هذا المحور ستخضع لقانون مؤسسة المدن الصناعية والاستفادة من ميزات الاستثمار ضمن إطار هذا القانون، حتى يتم الانتهاء في الأشهر المقبلة من إعداد مسودة قانون المناطق الاقتصادية الأردنيّة التنموية الذي سينظم النشاطات الاقتصادية، في كل من المناطق التنموية في محافظات معان وإربد والمفرق، بموجب تشريعات وأحكام خاصة توفر الحوافز الكافية والتسهيلات الإدارية واللوجستية اللازمة.

وقال..إن هذه البيئة المثالية التي يوفرها جلالته لخدمة المحافظات وتنميتها مسؤولية كبرى وحافز أكيد، لتعزيز قِيَم حب العمل وتعزيز الانتاجية، التي ينشدها جلالته ويطالب شباب الوطن بالإخلاص لها واستثمارها لتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وليكونوا قادرين على دخول سوق العمل، بكل كفاءة واقتدار، وبما يتطلبه ذلك من برامج إعداد وتأهيل ومختبرات وخبرات، نلتزم بتوفيرها، تنفيذا لرؤى القائد وتوجيهاته السامية.

من جهته، أشاد محافظ معان عبد الفتاح المعايطة، بمبادرات جلالة الملك عبد ﷲ الثاني الرامية إلى تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية لأهالي المحافظة.

وقال المعايطة..إن هذا اليوم سيبقى عزيزا على أهالي معان وحاضرا في وجدانهم وضمائرهم.

وأضاف أن "أهالي معان التي تعد مستودعا للموارد البشرية والوطنية وللثروات الطبيعية والإرث الحضاري والتاريخي يعاهدون جلالة الملك على أن يبقوا نقطة ساخنة في مسيرة التنمية والعطاء والإنجاز".

يذكر أنه تم تكليف صندوق الملك عبد ﷲ الثاني للتنمية بتأسيس شركة تطوير تسمى "شركة تطوير منطقة معان التنموية" لتتولى تنفيذ أعمال التطوير في محاور السكن والخدمات المجتمعية ومحور مدينة الحجاج ومحور التنمية البشرية (مراكز التدريب والتأهيل والمختبرات)، بالتنسيق مع الجهات المعنية.

ومن باكورة المشروعات التي سيبدأ العمل فيها اعتبارا من شهر تشرين الثاني المقبل مصنع المنتوجات الزجاجية الذي تم توقيع اتفاقية الشراكة فيه اليوم بين شركة الرمال القطرية ومؤسسة المدن الصناعية والقوات المسلحة الأردنية.

وقال المدير العام لشركة الرمال ماجد جويحان ان منطقة معان غنية بمادة السيليكا التي تبلغ نسبة نقائها 99 بالمائة مما حفز الشركة الألمانية ديتيك للهندسة والاستشارات على التعاون مع شركة الرمال لتصميم وبناء المصنع الذي ستبلغ كلفته 200 مليون دولار.

وتوقع جويحان أن تبلغ طاقة الإنتاج في المصنع عندما يبدأ العمل عام 2009 حوالي 700 طن يوميا تصدر إلى الخارج على شكل صفائح ريثما يتم في وقت لاحق إنشاء مصانع محلية تتعامل مع المنتجات الزجاجية من الأدوات المنزلية إلى زجاج السيارات وغيرها.

كما وقعت الأطراف الثلاثة اليوم اتفاقية أخرى تتعلق بتدريب وتشغيل أبناء المحافظة بالتعاون مع الشركة الوطنية للتدريب والتشغيل وتتضمن تدريب وتأهيل العمالة ذات التخصصات العالية في مقر الشركة الألمانية في حين يتم تدريب ذوي التخصصات الأدنى في مراكز التدريب المحلية.

وحضر حفل إطلاق مدينة معان الاقتصادية التنموية، رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبد ﷲ، ورئيسة مجلس أمناء صندوق الملك عبدﷲ الثاني لتنمية البادية الشريفة زين بنت ناصر، ورئيس مجلس امناء جامعة الحسين بن طلال الدكتور فايز الطراونه ورئيس مجلس امناء صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية فيصل الفايز وعدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين والعسكريين.