جلالة الملك يطلق "مدينة الحسن العلمية" في الذكرى الستين لميلاد سمو الامير الحسن

17 نيسان 2007
عمان ، الأردن

أطلق جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسمو الأمير الحسن بن طلال بعد ظهر اليوم "مدينة الحسن العلمية" في الجبيهة التي تضم المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا والجمعية العلمية الملكية وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا" وذلك أحتفاء بالعيد الستين لميلاد راعي هذه المؤسسات والمشرف عليها سمو الامير الحسن بن طلال والذكرى السابعة والثلاثين لتأسيس الجمعية العلمية الملكيه.

وتهدف هذه المدينة الى أن تكون تجمعا مميزا لهذه المؤسسات وبيئة محفزة تحتضن العقول الشابة وتستقطب العقول المهاجرة من أجل دعم بناء الاقتصاد الأردني على أسس معرفية تتميز بالإبداع والريادة، فهي تسعى إلى أن تصبح مركزا متميزا للبحث العلمي والتطبيقي في الأردن والمنطقة ينظم الأنشطة البحثية والتطويرية في المملكة وتعزز ثقافة العمل كفريق في نطاق البحث العلمي عوضا عن الجهود الفردية السائدة حاليا.

كما تهدف المدينة التي تحمل شعار "من أجل الاستمرارية والإبداع والتغيير" إلى دعم البحث العلمي التطبيقي المنبثق عن الأولويات الوطنية والإقليمية والعالمية التي تتضمن البيئة والطاقة والمياه والتقانة الحيوية خلال السنوات الخمس المقبلة..بالإضافة إلى مساعدة الرياديين عن طريق استثمار أفكارهم الخلاقة وتحويلها إلى شركات ناجحة من خلال إقامة حاضنات أعمال وتقديم المساعدات الفنية والإدارية إلى الصناعة وجسر الهوة بين الصناعة والمؤسسات الأكاديميه.

يذكر أن المؤسسات العلمية التي تشكل المدينة تقوم حاليا ببعض هذه المهام..ولكن إطلاق المدينة سيكون أداة لرفع قدرة الأردن على اكتساب المعرفة وإنتاجها وتطبيقها لان للفجوة المعرفية وقع أكثر سلبية من الفجوة الرقميه.

وقدمت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيسة الجمعية العلمية الملكية، هدية إلى جلالة الملك عبدﷲ الثاني عبارة عن نظام آلي لتنفيذ الانتخابات البرلمانية باعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة الموثوقة وسهلة الاستخدام المعتمدة على البصمة وربطها بقاعدة بيانات ديناميكية..مما يسهل عملية الانتخابات وتنفيذها بدقة ويساعد على استخراج نتائجها وتحليلها بسرعه قام بتطوير هذا النظام مركز تكنولوجيا المعلومات في الجمعية العلمية الملكيه.

وقالت سموها..إن هذه المدينة تعكس حلما طالما تمنينا أن يتحقق وتحقق.

وأقامت المؤسسات المكونة لمدينة الحسن العلمية احتفالا بمناسبة عيد ميلاد سمو الأمير الحسن تمازجت فيه الرياضة بالفن بالسياسة وبالحديث عن تأثير سموه في حياة المحيطين به وبضع لمحات عن حياته وانجازاته على الصعيدين المحلي والعالمي وفي المجالين السياسي والثقافي.

كما ساهم أكبر أحفاده سنا في تقديم هذا الاحتفال..حيث رتل علي ناصر جوده آيات من الذكر الحكيم، وطارق ناصر جوده قدم عرضا عن انجازات جده على الساحة الدولية، وقدمت زين الشرف ناصر جوده عرضا مصورا عن التكريم الدولي الذي حصل عليه جدها الامير.

ولسمو الأمير الحسن العديد من المؤلفات في التاريخ والسياسة والأديان، كما أسس العديد من المنتديات والمؤسسات الثقافية والعلمية داخل الأردن ..إضافة إلى تأسيسه منابر دولية لحوار الثقافات والأديان..الأمر الذي استحق عليه جوائز وتكريما من مختلف دول العالم، كان آخرها اختيار برنامج الأمم المتحدة للبيئة لسموه ليكون واحدا من سبعة قادة عالميين سيكرمون بالحصول على جائزة "أبطال الأرض 2007" لعمله في المحافظة على المصادر الطبيعية للأجيال المقبلة وتقديرا لجهوده في تنمية التعاون عبر الحدودي في إدارة المياه.

وقال سمو الأمير الحسن..إن الحديث عن الوطن يستدعي الحديث عن الجد المؤسس المغفور له الملك عبدﷲ الأول وأحرار العرب الذين التقوا في مدينة معان عام 1917 ليتعاهدوا لا باسم قطر..بل باسم العرب..ولا من أجل مصلحة شخصية..بل لنهضة العرب جميعا.

وشكر سموه جلالة الملك عبدﷲ الثاني على مساعيه في مشارق الأرض ومغاربها قائلا..انه يسعى لتذكير العالم بأن العرب يشكلون بمجموعهم مفهوما فوق قطري أصيل منتم لنهضة عربية..مضيفا أنه يرى في جلالته دعوة لتأصيل الحداثة وتحديث الأصاله.

وأكد سموه.. أنه وجلالة المغفور له الملك الحسين جزءان من كينونة واحدة.. وأنه قطع على نفسه عهدا لخدمة الوطن والمليك في كل الظروف وأعتاها.

وأوضح..أن الغياب المفاجيء لصاحبي الجلالة غازي بن فيصل وطلال بن عبدﷲ كان مفصلا تاريخيا في حياة الأسرة الهاشمية..ولكن أبناء هذه الأسرة يتربون على تحمل المسؤولية مهما كان سنهم صغيرا وليس منهم فقرة ضعيفة في مسيرة الرسالة التي تبحث عن الحرية المسؤولة الواعية الساعية للعلم والعطاء..مشيرا في هذا الخصوص إلى الشعار الذي رفعه جلالته وهو..أننا كلنا جميعا الأردن الغالي الذي ينظر بعين الترقب لما سيحدث في هذه المنطقة وبعين الاستعداد لكل الاحتمالات.

وقال.. إن على الجميع أن يدرك أن هذا المجتمع إن لم يقم على الكفاءة فلن يكون..ولهذا تسعى مدينة الحسن العلمية إلى جذب الكفاءات مرة أخرى إلى الوطن والى الأمة..فالمصلحة هي غاية الحكم.

وزرع جلالة الملك عبدﷲ الثاني وسمو الأمير الحسن بن طلال شجرتي زيتون بمناسبة إنشاء هذه المدينه.

من ناحيتها تحدثت سمو الأميرة بسمة بنت طلال عن سندها وشقيقها المحتفى به قائلة..إن هويته كهاشمي تتمثل في خدمة الإنسانية التي حصل نتيجتها على تقدير العالم.

وقالت سموها..أنها متأكدة أن والدتها المغفور لها جلالة الملكة زين الشرف وأخاها المغفور له جلالة الملك الحسين رحمهما ﷲ سيكونان فخورين للغاية بالأردن الذي يقف شامخا بجهود جلالة الملك عبدﷲ الثاني.

وقال سمو الأمير راشد بن الحسن..أن أباه كان دائما المرشد له ولشقيقاته سمو الأميرات رحمة وسمية وبديعة..وكان الأب الحاني والمعلم لهم جميعا..إلا انه كان يترك لهم فسحة للتجريب والتعلم من الأخطاء.

أما الدكتور عبد السلام المجالي أول رئيس للجمعية العلمية الملكية فقال ..إن الجمعية العلمية الملكية التي عهد المغفور له جلالة الملك الحسين لسمو الأمير الحسن مسؤولية إنشائها تعد اكبر مؤسسة للبحث العلمي التطبيقي والاستشارات والخدمات الفنية في الأردن..وقد أصبحت موئلا لعقول الأردنيين وواحة خصبة لأفكارهم.

وأضاف..أنها أصبحت مدرسة الامتياز وخرجت أفواجا من القيادات.

أما الشاعرة الكويتية الشيخة سعاد الصباح فقد تحدثت عن الأمير المفكر المثقف قائلة..إن قلة هم السياسيون الذين يشغلهم الفكر وقلة هم رجال الدولة الذين يشكل العمل الثقافي هاجسا لهم. وأضافت..أن المثقفين العرب عرفوا سموه رجل فكر ورؤية ثقافية ثاقبة ومتطلعة إلى بناء إنسان عربي أفضل في عالم أجمل.

وخاطبت سموه قائلة..رغم هموم الحكم التي شاركت في تحملها ورغم حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتقك..إلا انك بقيت مؤمنا بأن الفكر جسر للتواصل بين الشعوب..ولهذا ظهرت مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي ومنتدى الفكر العربي الذي يلعب دورا مشرقا في مسيرتنا الثقافيه.

وقال العميد المتقاعد عبد ﷲ كريم الذي بدأ عمله مرافقا لسمو الأمير الحسن منذ كان عمر سموه أحد عشر عاما..إن سموه يمتلك عاطفة وحنانا لا مثيل لهما يظهران من خلال تربية أبنائه وتعامله مع عائلته وأصدقائه ومن يعملون معه.

ونقل عنه تأثره الكبير بشقيقه الأكبر المغفور له جلالة الملك الحسين قائلا..إن سمو الأمير الحسن من الرجال القلائل الذين لا تثني الصعوبات عزيمتهم..بل تزيدهم إصرارا على الهدف. أما نورا مطلق الرواجفة فقد تحدثت عن المرأة في حياة سمو الأمير الحسن وهي سمو الأميرة ثروت الحسن قائلة..إنها رأت الأردن بعيني الأمير فصارت في الصف الأول من المبادرين لعكس صورة مشرقة عن الأردن.

وعرضت لإنجازات سمو الأميرة ثروت الحسن في دعم القطاع النسائي والتعليم وذوي الاحتياجات الخاصه.