الزاوية الإعلامية
قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني أن عالَم القرن الحادي والعشرين يستطيع توفير حياةٍ أفضل لمليارات الناس وتوسيع دائرة الرفاه بصورة ملحوظة بما يعود بالنفع على الجميع.
واكد جلالته ان شرط النجاح في هذا المسعى هو ان ننتقل من مستوى الحوار إلى مستوى الفعل فالناس، وخاصة الشباب منهم، بحاجة إلى أن يروا نتائج ملموسة.
وعدد جلالته في خطاب القاه أمام المشاركين في حفل العشاء السنوي لمبادرة كلنتون العالمية قبيل مغادرته نيويورك متوجها الى عمان ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدﷲ المجالات الرئيسية التي على العالم ايلاء الاهتمام لها بأنها التنمية، والتفاهم العالمي، وفض النزاع.
وأضاف جلالته للحشد الذي ضم مئات الشخصيات الفاعلة في العمل العام على مستوى العالم مثل كوفي انان الامين العام للامم المتحدة والبنغالي محمد يونس مؤسس بنك غرامي للاقراض الصغير للفقراء أن "التنمية المستدامة تخلق الاستقرار والنمو الاقتصاديين، وتستفيد منهما."
واستطرد قائلا ان هذا يتطلب تعاوناً دولياً، وخيارات صعبة، مطالبا "الدول المتقدمة بأن تختار الالتزام بالقضية الأساسية وهي الإعفاء من الديون وزيادة المساعدات المباشرة، وبالسياسات التجارية الأكثر عدلا،" وهي الامور التي أكدت عليها مجموعة الاحدى عشر التي بادر جلالته الى تأسيسها وعقدت يوم امس قمتها الاولى.
يذكر ان مبادرة كلنتون العالمية التي اطلقت خلال الدورة الستين للجمعية العمومية للامم المتحدة تهدف الى معالجة التحديات التي يواجهها العالم والمتمثلة في مواجهة الفقر وتطبيق استراتيجيات اعمال جديدة وتكنولوجيات للحد من التغيرات المناخية ودعم الحاكمية وتطوير نظم الحكم.
أما بالنسبة للتفاهم والاحترام العالميين فقد استعرض جلالته رسالة عمان التي توضح وسطية الاسلام وقيمه النبيلة في التسامح والتعاطف واحترام الآخرين، مؤكدا ان " الطريق إلى الاعتدال والتفاهم ليست لنا وحدنا.. فعلى جميع الأديان وجميع الثقافات مسؤولية العمل على دفع الاحترام العالمي الذي يعتمد عليه مستقبلنا"، بما يعنيه هذا من محاربة الصور النمطية والافتقار إلى الاحترام من خلال تعليم شباننا الروابط المشتركة لأدياننا وحضاراتنا.
وبالنسبة للاولوية الثالثة المتعلقة بفض النزاعات فقد أكد جلالته ان حل القضية الفلسطينية حلا شاملا وعادلا وفق بنود مبادرة السلام العربية للعام 2002 امر ملح للغاية من اجل السلم والاستقرار العالميين.
ودعا جلالته المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لبناء شراكة عمل لتشجيع ودعم العودة إلى المفاوضات وإبقاء الأطراف في حركة مستمرة لتحقيق النتائج، "فكل يوم تأخير يعني خسارة أكبر في الأرواح وتدمير أكثر للمستقبل."
وتجمع مبادرة الرئيس بيل كلنتون، وهو الرئيس الاميركي الثاني والاربعين، قادة دول وقادة مجتمعات الاعمال والمتفوقين دراسيا وممثلين للمنظمات الأهلية من خلفيات سياسية وايديولوجيات وديانات وعرقيات ومناطق جغرافية مختلفة.
وكان الرئيس كلنتون قد رحب بجلالة الملك عبدﷲ الثاني قائلا انه شعر عندما تعرف على جلالة الملك عبدﷲ الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدﷲ "بالامل العظيم لانهما مثلا ما أملت انه الشرق الاوسط الجديد".
وتحدث كلنتون عن علاقته بالراحل الكبير جلالة المغفور له الملك الحسين قائلا "ان الحسين كان مصدر الهام عندما ترك سرير المرض وجاء الى واي ريفر ليساهم في ابرام اخر اتفاقية سلام في الشرق الاوسط".
أما الامين العام للامم المتحدة كوفي انان فقد حدد التحديات التي يواجهها العالم وتشكل مصدر خطر علينا جميعا لانها تهدد الاستقرار والحياة على هذه الارض، قائلا "انها الحروب بكل انواعها والتدهور البيئي والامراض المعدية والجريمة المنظمة عالميا والارهاب واسلحة الدمار الشامل".
وأكد أنان الحاجة الى مبادرات مثل مبادرة كلنتون لصنع دواء رخيص الثمن لمعالجة الايدز وايجاد طريقة لايصال هذا الدواء الى الفقراء والمحتاجين.
واوضح أنان ان هذه التهديدات تختلف باختلاف مكان اقامة الشخص المعني ولهذا فان علينا ان نحترم ما يراه الاخرون تهديدا لهم ليحترم الاخرون وجهة نظرنا.
وشدد أنان على الاعمدة الثلاثة التي تقوم عليها الامم المتحدة وهي السلم والامن الدوليين، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، واخيرا حقوق الانسان، مؤكدا ان هذه الاعمدة تتداخل معا فاذا لم نبن مجتمعا يستند الى سيادة القانون فستنهار مؤسساته وتتدهور التنمية فيه.