الزاوية الإعلامية
وصل جلالة الملك عبدﷲ الثاني الى بوسطن فجر اليوم في مستهل زيارة رسمية الى الولايات المتحدة تتوج بخطاب يلقيه جلالته الاسبوع المقبل أمام جلسة مشتركة للكونغرس الاميركي بشقيه النواب والشيوخ، ليؤكد خطورة ضياع حلم تحقيق الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة على الارض الفلسطينية اذا لم يتحرك المجتمع الدولي خاصة الولايات المتحدة لاعادة الحياة الى عملية السلام.
وكثف جلالته هذا الاسبوع لقاءاته ومشاوراته الهادفة الى اعادة الزخم لمساعي تحريك عملية السلام للوصول الى نتائج ملموسة لهذه العملية وياتي لقاء جلالته المرتقب بممثلي الشعب الامريكي في هذا الاطار.
فقد التقى جلالته الرئيس المصري حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد ﷲ بن عبد العزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتنسيق المواقف العربية ليكون الخطاب أمام الكونغرس، وهو أول خطاب لزعيم عالمي بعد سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس، شرحا لوجهة النظر العربية من عمليةالسلام وإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والمساهمة في خروج العراق من حالة التدهورالأمني التي يواجهها ومساعدة شعبه على المضي قدما في إعادة بناء بلده واستعادة دوره الحيوي على الساحتين العربية والدولية.
كما تضمنت المساعي الملكية المكثفة مباحثات لجلالته مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي التقاه في لندن في طريقه الى الولايات المتحدة، ومباحثات هاتفية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك تهدف كلها الى تحقيق الزخم المطلوب لاشعار العالم بخطورة التواني عن استعادة عملية السلام المفقودة وحل الصراع العربي-الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة حسب منظور المبادرة العربية المطروحة منذ عام 2002 والتي تضمن الحل الدائم والشامل والعادل للقضية الفلسطينية التي تشكل لب الصراع في الشرق الاوسط الذي لن يعرف الاستقرار والامن والسلام بدون حلها.
ويتضمن جدول اعمال جلالته لقاءات في واشنطن بأركان الإدارة الأمريكية وفي مقدمتهم الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لتبادل وجهات النظر حيال مجمل التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتحديدا السبل الكفيلة بتحريك العملية السلمية في المنطقة وفقا لصيغة حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية.
كما سيشدد جلالته في هذه اللقاءات على أن عامل الوقت سيكون حاسما خلال العام الحالي مما يتطلب من جميع الأطراف المعنية بالعملية السلمية تكثيف الجهود لضمان إحراز تقدم حقيقي وملموس على أرض الواقع يلبي تطلعات الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعيش بأمان وسلام. وسيتناول جلالته في لقاءاته مع الإدارة الأمريكية كذلك الوضع في العراق وسبل تعزيز مناخ الأمن والاستقرار هناك وتحقيق توافق بين مختلف مكونات وأطياف الشعب العراقي لبناء حاضر ومستقبل أفضل لهم.
وسيكون على جدول أعمال جلالته خلال زيارته لواشنطن كذلك لقاءات مع أعضاء المنظمات العربية والاسلامية واليهودية لبحث الدور الذي يمكن أن تقوم به هذه المنظمات لتعزيز السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط وبناء جسور من التفاهم والتعاون مع شعوبها.
أما في بوسطن فسيطغى الجانب الاقتصادي على برنامج جلالته الذي سيلتقي مدراء عدة شركات امريكية لشرح مزايا الاستثمار في الاردن خاصة من الناحية الجيو-سياسية نظرا للاستقرارالذي تتمتع به المملكة في اقليم مضطرب.