جلالة الملك يصطحب عددا من ابناء الشهداء والمتقاعدين وعدد من المعوزين لاداء العمرة

17 تشرين الأول 2006
عمان ، الأردن

آثر جلالة الملك عبدﷲ الثاني ان تكون رحلته الايمانية الى بيت ﷲ العتيق بصحبة ابناء وذوي شهداء وعدد من المعوزين ومتقاعدين عسكريين لتادية مناسك العمرة واقامة الصلاة وذكر ﷲ في اطهر بقاع الدنيا.

وعند بيت ﷲ الحرام اقبل هؤلاء الى ﷲ عز وجل بالدعاء والاستغفار والاستباق في الخيرات، والمسارعة إليه بالقربات طلباً لثوابه ومغفرته فهم يدركون ان العمرة في رمضان لها ميزة تعدل الحج في الأجر والثواب.

وتاتي هذه اللفتة الملكية تقديرا وعرفانا لشهداء الوطن الذي قدموا ارواحهم فداءً لثراه الطهور ووفاءً للابرياء الذين سقطوا بالتفجيرات الارهابية التي استهدفت العام الماضي ثلاثة فنادق في عمان وتكريماً لعدد من المتقاعدين العسكريين والمعوزين الذين لبى جلالته رغبتهم باداء مناسك العمرة في هذا الشهر الفضيل.

وبالنسبة لاغلبهم فان هذه الزيارة هي الأولى الى الديار المقدسة لتأدية مناسك العمرة والذين اعربوا عن تقديرهم وعرفانهم لجلالة الملك على هذه اللفتة التي كان لها اطيب الاثر في نفوسهم.

وهذا ما عبر عنه الشاب ايهاب زريقة الذي فقد امه وابيه وشقيقته في تفجيرات عمان حين قال "تذكر جلالة الملك لنا في هذا الشهر الفضيل لاداء العمرة معه، يعكس حقيقة ان جلالته مازال يشعر بحجم الالم الذي نزل بنا واعتقد ان الرسالة التي يردها من هذه اللفتة والتي اشعرها تماما، اننا لسنا وحدنا بعد ان فقدنا الاعزاء بل ان هناك من يتذكرنا" مضيفا، إن الكرم والجود الذي يتعامل به جلالة الملك مع شعبه ليس غريبا على طباعه فهو يقتدي بجده رسول الهداية محمد صلى ﷲ عليه وسلم.

وعلى ذات النحو اعرب الشاب حاتم ابن الشهيد موسى حواتمه الذي استشهد بتحطم طائرة عسكرية عن سروره وعرفانه لتادية مناسك العمرة التي طالما سعى لتأديتها" إذ قال..تفاجأت حين بلغت بانني ساقوم بتادية العمرة مع جلالة الملك، اشعر بالفخر والاعتزاز لان والدي قضى شهيدا على تراب الوطن.

ولم يتوقف الحاج محمد عمرو والد الشهيد الدكتور جمال الذي قضى بتفجيرات عمان عن الحديث عن ابنه ومرارة فراقه، مؤكدا انه سيدعو كثيرا لابنه ولجلالة الملك عبدﷲ الثاني لان جلالته "من اهل المكارم, ويرعى شعبه".

واضاف "تشرفت بلقاء جلالة الملك بعد العمليات الارهابية.. واليوم لم ينسانا في هذا الشهر الفضيل وكان سببا في تيسير هذه الرحلة لنعبد ﷲ ونذكره كثيرا ونبتغي من فضله الرحمة والعفو والمغفرة".

اما المتقاعد العسكري عبدالحليم الوحيدي الذي ادى العمرة لاول مرة في حياته، لم يجدأ افضل من الدعاء الى ﷲ عز وجل بان يحفظ جلالة الملك للتعبير عما يعتمر في قلبه من فرح وسرور.

وقال بعد ان طفقت من عيناه الدموع " ﷲ يعطيه الصحة والعافية ويطول عمره سيدنا..اول مرة أؤدي العمرة بتاريخ حياتي, شح ذات اليد منعني من ذلك".

وكان لعبدالحليم الوحيدي الذي يبلغ من العمر 70 شرف الخدمة في الشرطة في القدس ورام ﷲ واريحا وبيت لحم والعاصمة.

أما زياد عبد الرحمن عارف فقال.."استشهد اخي الكبير وزوجته وابنته في تفجيرات الفنادق، وعند لقاء جلالة الملك بنا شعرنا بحجم الالم الذي شعره جلالته جراء الاعتداء الاجرامي، وهاهو اليوم يتذكرنا ويصطحبنا بمعيته الى احسن الديار لتادية مناسك العمرة.. نقدر ذلك له ونشكره كثيرا".

والعبارات ذاتها كررها كرم اسماعيل والد الشهيد رأفت الذي استشهد في فندق حياة عمان بعد مرور اسبوع واحد فقط على توظيفه في ذات الفندق.

وقال والد الشهيد اسماعيل "ان هذا ليس بغريب على الهاشميين فهم يقفون مع الجميع ويشعرون بمصائبهم ويذكروننا ان الاردنيين اسرة واحدة متحابة ومتماسكة".

اما منصور ذنيبات والد لينه ـ اصغر شهداء تفجيرات عمان ـ فاشار الى انه ومنذ التفجيرات وجلالة الملك لديه شعور بهموم اهل الضحايا، وهذه اللفتة الكريمة سرّت كل من شملته والحديث عنها بدأ منذ ان تجمعنا في عمان وتواصل حتى وطئت اقدمنا الديار المقدسة.

وقال ذنيبات "ان هذه اللفتة تدل على عظمة انسانية جلالة الملك..ونسأل ﷲ ان يكون له اجر القائمين على تادية العمر".

اما محمد العقرباوي فقال "انا ممن خسروا 6 شهداء في تفجيرات عمان، واول مرة اطلع عمره، وهو تقدير كبير من جلالته لنا" ونشعر اننا لسنا وحيدون في وطن يقوده ملك طيب يحب شعبه".

وقال راشد الرشق 60 سنة "كنت اتمنى اداء العمر واشعر بالبهجة والانشراح لزيارة بيت ﷲ ومقام رسول الهداية وهو حلم طالما روادني واليوم تحقق بفضل من ﷲ وجلالة الملك".

يشار الى ان جلالة الملك عبدﷲ الثاني يحرص كل عام عند تأدية مناسك الحج والعمرة ان يصطحب عددا من ابناء شعبه خاصة من ذوي الشهداء والمعوزين والمساكين والمتقاعدين العسكريين.