الزاوية الإعلامية
تناول خطباء المساجد بأنحاء المملكة كافة في خطب الجمعة اليوم الذكرى الأولى لتفجيرات عمان الإرهابية والتي ابرزوا فيها قيم الإسلام السمحة ووسطية الدين الحنيف الذي ابتعث ﷲ تعالى به رسوله الكريم محمد صلى ﷲ عليه وسلم إلى البشرية كافة حاملا نور الهداية وتباشير الخير والرحمة.
وفي مسجد الملك الحسين بن طلال بعمان حيث شارك جلالة الملك عبد ﷲ الثاني جموع المصلين اداء صلاة الجمعة ألقى فضيلة الدكتور عبد الرحمن ابداح خطبة الجمعة التي حمد ﷲ فيها على نعمة الأمن والإيمانفي هذا البلد الطيب، مؤكدا إن حفظ الأمن وتوفير أسبابه مسؤولية وطنية مشتركة، لا يستطيع أحد أن يحيد عنها أو أن يعفي نفسه منها.
ودعا إلى العمل على ترسيخ قواعد الأمن، لكي نسعد جميعا في هذه الحياة نحن وأبناؤنا، والأجيال القادمة التي ستأتي من بعدنا، آمنين على أنفسنا وأموالنا وأعراضنا، وأوطاننا، ولكي نتمكن من أداء واجبنا وأخذ دورنا المنوط بنا في أقامة الدين ونشر الهداية وحمل رسالة الإسلام السمحة للعالمين.
وقال إن محاولات النيل من هذا البلد والرغبة في تقويض بنيانه، وتصديع أركانه باءت كلها بالفشل، وارتدت إلى نحور أصحابها، مشيرا إلى أن كل المحاولات الإرهابية الآثمة أظهرت تماسك أبناء هذا الوطن واجتماع كلمة أهله على مواجهة العنف والتطرف والإرهاب.
ولفت في هذا السياق إلى أن مفهوم "كلنا الأردن" أصبح ممارسة عملية وخطة نهضوية لا يجد أبناء الوطن بديلا عنها، ذلك أن الخطر الذي تنذر به مثل هذه الأعمال يهدد الجميع وإذا وقع - لا قدر ﷲ - فلن ينجو منه أحد. مؤكدا أن الأردن كان وسيبقى إلى جانب أمته، وانه السابق إلى نجدة إخوانه ومواساتهم والوقوف معهم ومداواة جرحهم.
واستهجن أن تنسب الإعمال الإرهابية الى دين الرحمة والشفقة الذي يعظم حق الإنسان في الحياة ويقرر أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.
وأوضح إن الشريعة الإسلامية لا تقبل بالغدر ولا بالنكث حتى مع الأعداء المحاربين ولا تسمح بنقض العهد معهم إلا بعد إخطارهم بذلك وإنذارهم.فقد كان صلى ﷲ عليه وسلم يمنع التمثيل بالقتلى أو الأسرى من الأعداء المحاربين ويقول عليه صلوات ﷲ وسلامه "لا أمثل فيمثل ﷲ بي وإن كنت نبيا".
واعتبر أن الحضارة الإسلامية حضارة عالمية إنسانية، منصفة للجميع، وشاملة تلبي كل حاجات الإنسان وتؤمن بالتكافل والتعاون وبمبادئ حسن الجوار والمشاركة و تلتزم بالعهود وتحافظ عليها وتخاطب الإنسان أينما وجد وتحرص على إكرامه وحفظ حقوقه.
وعبر عن أسفه لتجاوز قوم من بني جلدتنا كل الخطوط الحمراء إذ أحلوا لأنفسهم قتل المسلمين صغارهم وكبارهم وشبابهم وشيوخهم، تماما كالذي حدث قبل عام واحد عندما افرغ هؤلاء المخدوعون حقدهم الأسود في حفلة عرس وفي يوم فرح، وصدق ﷲ العظيم "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا".
واعتبر أن استهداف هذا البلد بمحاولات متكررة للإساءة إلى أمنه واستقراره فهو خير شاهد على إن الإرهاب بمفهومه المعاصر إنما يعطي المبرر لأعداء ديننا أن يتمادوا في باطلهم، وأن ينشطوا في تخويف بني قومهم من الإسلام.