جلالة الملك يشارك المصلين اداء صلاتي الجمعة والغائب على ارواح الشهداء

11 تشرين الثاني 2005
عمان ، الأردن

اقيمت صلاة الغائب في جميع مساجد المملكة اليوم على ارواح الشهداء الذين قضوا في التفجيرات الارهابية الاليمة التي شهدتها عمان الاربعاء الماضي.

وشارك جلالة الملك عبدﷲ الثاني جموع المصلين اداء صلاة الجمعة وصلاة الغائب في مسجد الهاشمية بعمان.

وندد خطيب الجمعة الشيخ علي الحلبي بالاعتداءات الاثمة التي شهدتها العاصمة ,مؤكدا ان الاسلام والمسلمين براء من منفذيها وان فاعليها هم فئة ضالة خارجة عن عصمة الدين وشريعة الاسلام. واكد ان التسرع في التكفير له خطره العظيم لما ينجم عنه من استباحة الدماء وانتهاك الاعراض وسلب الاموال الخاصة والعامة ,مشيرا الى ان هذه الاعمال وامثالها محرمة شرعا باجماع علماء المسلمين لما في ذلك من هتك لحرمة الانفس المعصومة والاموال والامن والاستقرار وحياة الناس الامنين المطمئنين.

وقال ان الحادث المريع والحدث الفظيع الذي وقع في بلدنا الطيب المبارك بالامس القريب مما تكسرت له القلوب النقية تصدعا وملأ العيون الرحيمة ادمعا دليل يبين حقيقة هؤلاء الجهلة الغالين الضالين المجرمين ان فعلوها باسم الدين فالدين منهم براء. واشار الى دور جلالة الملك في شرح صورة الاسلام الجلية وتوضيح مقاصده الجليلة, مبينا ان رسالة عمان التي هي السباقة في شرح رسالة الاسلام الحق التي اطلقها جلالته قبل عام, ما هي الا دليل قوي وبرهان جلي على عزة جلالته بهذا الدين وصفائه واعزازه بجماله ونقائه وحرصه على تقدمه وبقائه مما يستدعي لزوم طاعته بالحق المألوف ووجوب التزام امره بالبر والمعروف.

وبين الخطيب ان الامن والامان مرتبطان بالايمان وكلاهما منة عظمى من منن الرحمن والحرص عليهما مقصد عال من مقاصد الشرع الشريف واصل تام من اصول ديننا الحنيف. وقال ان الائتلاف والاجتماع من اعظم مقاصد الشرع الحكيم وان هذا الاصل الاصيل يغيب عنه فئة من الناس عادت نفسها وجهلت اقدارها فتسربلت لبوس الاسلام وهي عنه بعيدة وتكلمت باسم الشرع وهي به جاهلة فافسدت من حيث توهمت انها مصلحة. واضاف " ان هؤلاء الجهلة الغلاة شغلوا الخاصة والعامة وتحدثوا في اعظم الامور الهامة، في الوقت الذي هم فيه فاقدون لادنى اهلية العلم الشرعي فضلا عن رفعة مكانة الافتاء الديني الذي جعل ﷲ تعالى القول فيه بغير علم من اكبر الكبائر.

واشار الى ان المفسدين المكفرين كانوا بافعالهم السيئة سببا عظيما من اسباب تسلط اعداء الامة عليها واستنزاف مقدراتها والضغط عليها فضلا عن وصفهم الاسلام بالارهاب والمسلمين الصالحين بالتطرف وهم لايشعرون ولا لضلالاتهم وافساداتهم يقدرون. وتابع الخطيب "لازلنا نسمع من علمائنا الربانيين وأئمتنا العاملين التحذير تلو التحذير من ذلك الخطر الداهم الكبير وذلك منذ نحو ربع قرن من الزمن او اكثر لان اهل العلم دوما يعرفون الحق ويرحمون الخلق".

واكد ان كل ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة الخاصة وتخريب للمنشآت هو عمل اجرامي والاسلام منه برئ وان كل مسلم يؤمن بﷲ واليوم الاخر برئ منه وانما هو تصرف من صاحب فكر منحرف وعقيدة ضالة ويحل اثمه وجرمه فلا يحتسب عمله على الاسلام ولا على المسلمين المهتدين بهدي الاسلام المعتصمين بالكتاب والسنة المستمسكين بحبل ﷲ المتين. وقال لقد انطبق على هؤلاء التكفيريين المنحرفين الجهلة الضالين قول أئمة العلم والدين منذ سنين "لا للاسلام نصروا .. ولا للكفر كسروا فهلا تدبروا وتفكروا وعن ضلالهم انقطعوا وادبروا".

وابتهل الخطيب في الدعاء الى ﷲ عزل وجل ان يوفق مليكنا وولي امرنا حفظه ﷲ ورعاه لمزيد من السعي الدؤوب الحثيث في خدمة قضايا الاسلام وتوضيح صورته السمحة وان يديم نعمة الامن والامان على الاردن وسائر بلاد المسلمين.