جلالة الملك يسلم روبنسن جائزة الملك الحسين للقيادة الانسانية

عمان
16 تشرين الثاني/نوفمبر 2003

سلم جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله في الديوان الملكي الهاشمي رئيسة مبادرة العولمة الاخلاقية ماري روبنسن جائزة الملك الحسين للقيادة الانسانية لهذا العام تقديرا للمبادرات الشجاعة التي قامت بها في الدعوة لتطبيق حقوق الانسان ودورها في تضمين حقوق الانسان في عملية العولمة وجهودها في تفعيل القانون الجزائي الدولي.



والسيدة روبنسن التي اختارتها مؤسسة الملك الحسين من بين 75 متنافسا من 25 دولة لتسلم الجائزة وقيمتها 50 الف دولار امضت حياتها في التعامل مع القضايا الانسانية والدفاع عن حقوق الانسان منذ كانت محامية وعضوا في مجلس شيوخ بلادها.



وكانت روبنسن اول امرأة تتولى رئاسة جمهورية ايرلندا ومن ثم منصب المفوضة العليا لشؤون حقوق الانسان في الامم المتحدة.



وحضر حفل التسليم جلالة الملكة نور الحسين وعدد من اصحاب السمو الامراء والاميرات ورئيس الوزراء ورئيسا مجلسي الاعيان والنواب ووزير البلاط الملكي الهاشمي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشارو جلالة الملك وكبار المسؤولين وعدد من السفراء المعتمدين لدى البلاط الملكي الهاشمي.



وعبرت جلالة الملكة نور الحسين رئيس امناء مؤسسة الملك الحسين في كلمتها عن شكرها وتقديرها لجلالة الملك عبدالله الثاني لرعايته هذا الحفل وتقديم الجائزة الرابعة لجائزة الحسين للقيادة الانسانية.



وقالت جلالتها انني على ثقة بان جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه كان سيسعد لفوز روبنسن نظرا لما تتمتع به من قدرة متميزة في استشراف العلاقة المتينة والمترابطة بين حقوق الانسان والتنمية والامن والسلام.



واشادت جلالتها بقرار لجنة التحكيم الدولية التي منحت الجائزة للمفوضية العليا لشؤون حقوق الانسان في الامم المتحدة موءكدة ان التعريف الذي تؤمن به روبنسن لحقوق الانسان يتماشى مع ما تؤمن به مؤسسة الملك الحسين: فحقوق الانسان تشمل الحقوق التي يجب ان يتمتع بها الانسان لا تلك التي يجب الا يحرم منها فقط.



وهذا التعريف لحقوق الانسان مع ما ينطوي عليه من ابعاد بالنسبة للديمقراطية والتنمية هو حجر الاساس للامن والسلم الدوليين. واضافت ان الامن الكامل لا يمكن ان يوجد بدون ضمان الحقوق الكاملة للجميع.



وعبرت روبنسن عن سعادتها بتسلم الجائزة من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يتحلى بصفات قيادية استثنائية كان يتصف بها من قبله جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه التي تحمل هذه الجائزة اسمه، مضيفة: "ممارسة القيادة يجعلك تدرك الصفات القيادية في الاخرين."



كما استذكرت مناقب الراحل الكبير وقيادته لشعبه في ظروف صعبة ومعقدة مشيرة الى انها التقت المغفور له اثناء توليها منصب رئيسة جمهورية ايرلندا.



وقالت انها تريد تشجيع الشباب، والشابات خاصة، ليكون لديهم شجاعة اتخاذ قرارات في الحياة والاستعداد لدفع ثمنها اذا لزم الامر.
واضافت ان تحدي القيادة بالنسبة لها حاليا يكمن في ادخال مبادئ ولغة واطر حقوق الانسان الى قضايا التجارة والتنمية واخضاع الحكومات والمنظمات للمساءلة حول تنفيذ التزاماتها بتامين حق الانسان في الغذاء والصحة والماء النظيف والتعليم والمأوى.



وقال عضو مجلس امناء المؤسسة الدكتور عدنان بدران ان جائزة الملك الحسين للقيادة الانسانية اخذت بعدا دوليا في تكريم الرواد من محاربي الفقر والحرمان والتهميش وفي تكريم الرواد من المدافعين عن حرية الرأي وحقوق الانسان مؤكدا انها تعد ركائز في اطلاق العنان لفكر بلا حدود وبناء القيادة الواعدة من الريادة نحو الابداع والابتكار.



واضاف انه تنفيذا للروءية الاستراتيجية لجلالة الملك عبدالله الثاني في اقامة مجتمع المعرفة بادرت مؤسسة الملك الحسين في رعاية التفوق والابداع من خلال مركز التميز التربوي ومدرسة اليوبيل التي قامت بتطوير برنامجها التعليمي ليشمل برنامجا تسريعيا خاصا بالموهوبين يرتكز على برمجة الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات واللغات الحديثة.



واكد الدكتور بدران ان طلبة مدرسة اليوبيل التي تحتل المرتبة الاولى على مستوى المملكة في نتائج امتحانات الثانوية العامة يقومون بتنفيذ مشروعات علمية كمتطلبات للتخرج تنمي الريادة والابداع لديهم وتنمية شخصياتهم القيادية واعدادهم لمواجهة تحديات العولمة.



وتمنح جائزة الملك الحسين للقيادة الانسانية للافراد والجماعات والمؤسسات الذين بذلوا جهودا لتحقيق التنيمة المستدامة وصون حقوق الانسان وتشجيع الحوار باعتباره وسيلة لتحقيق التسامح والمساواة والسلام.



وكان جلالة الملك عبدالله الثاني كلف عام 1999 جلالة الملكة نور الحسين برئاسة مؤسسة الملك الحسين التي ارادها مؤسسة وطنية وعالمية ومعلما حيا لرؤية جلالة الملك الراحل وموروثه الانساني حيث تعمل على ادامة وإعلاء بنيان التزام المغفور له الملك الحسين بالتربية والتعليم والقيادة الانسانية والبيئة والصحة والديمقراطية والسلام.



وقد منحت جائزة الملك الحسين للقيادة الانسانية للمرة الاولى عام 2000 للدكتور محمد يونس مؤسس بنك جرامين في بنغلادش تقديرا لجهوده الناجحة في محاربة الفقر وخاصة في المناطق الريفية من خلال تقديم القروض الميسرة للفقراء دون ضمانات.



ومنحت الجائزة للمرة الثانية عام 2001 لوكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" تقديرا لما قدمته من خلال خدمات للاجئين الفلسطينيين على مدار سنوات طويلة.



كما منحت الجائزة خلال العام الماضي للهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية للاغاثة والتنمية والتعاون العربي والاسلامي تقديرا لدورها في تقديم الاغاثة لابناء الشعوب العربية والاسلامية وخاصة في اوقات الكوارث وتقديم المساعدات الانسانية لضحايا النزاعات المسلحة.



وقد التقى جلالة الملك عبدالله الثاني السيدة ماريا روبنسن وشكر جهودها الانسانية والخدمات الجليلة التي قدمتها في مجال رعاية حقوق الانسان في العالم.