الزاوية الإعلامية
زار جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم لواء الرويشد بالبادية الشمالية الشرقية للاطلاع على حسن تنفيذ المشاريع التي امر بها جلالته سابقا وتفقد مشروع الحصاد المائي الذي يعول عليه كثيرا في تحسين البيئة الرعوية في المنطقة التي يعتمد معظم سكانها على تربية المواشي.
وضمن مساعي جلالته لتحسين الظروف المعيشية الصعبة لسكان اللواء وعلى مقربة من الرويشد استهل زيارته اليوم بتفقد سد "حدلات" الذي انتهى العمل به نهاية العام الماضي بسعة 40 مليون متر مكعب ليجمع نحو 19 مليون متر مكعب من موجة مطرية واحدة كانت تذهب هدرا في بطون الاودية.
واستمع جلالة الملك الى تفاصيل المشاريع المائية التي ينفذها الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية والتي شدد جلالته على اهمية التوسع في انشائها لما لها من اهمية في تحسين المراعي وتوفير المياه الصالحة للزراعة خاصة وان ابناء المنطقة يعتمدون بشكل اساسي على تربية الماشية.
ولم تكن عبارات الولاء والانتماء التي انطلقت بعفوية من ابناء اللواء هي ما اراد جلالته ان يسمع بقدر ما كان مهتما بان يعرف من الناس عن همومهم ومشاكلهم وظهر ذلك جليا عندما خاطبهم جلالته قائلا "انا اعرف جيدا حجم الفقر والبطالة عندكم، واريد ان استمع اليكم لنعمل معا وفق الية محددة نخرج فيها بافكار ومشاريع تسهم في تحسين حياتكم".
ويتربع لواء الرويشد على اعلى سلم دراسة الحكومة لجيوب الفقر التي حددت 20 منطقة كبؤر فقيرة في المملكة اذ بلغت نسبة الفقر فيه 3ر73 بالمئة من اجمالي السكان.
وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني زار اللواء في ايلول من عام 2000 وامر بجملة مشاريع يحتاجها سكان اللواء من اهمها انشاء محطة تحلية لمياه الشرب وتحسين نوعية الخدمات الطبية والعلاجية والتعليمية فيه واعادة تاهيل جمعية سيدات الرويشد المتهالكة انذاك.
واليوم وفيما امتلأت صفوف وقاعات جمعية سيدات الرويشد بالمتعلمين اطلع جلالة الملك على التغيرات التي شهدتها الجمعية والتي انعكست ايجابا على المواطنين ومتلقي العلم فضلا عن الاجواء الدراسية الملائمة التي وفرها المكان الجديد الذي امر به جلالته.
وتفقد جلالته اقسام الجمعية من روضة اطفال الى مركز لتكنولوجيا المعلومات مثلما استمع من المشرفين عليها حول الخدمات التي يقدمونها لخدمة المجتمع المحلي.
وكان جلالة الملك عبدﷲ الثاني حريصا على الاستماع الى مشاكل اهل الرويشد الناتجة عن الفقر والبطالة وبقدر ما اراد ان يبارك لهم في المشروع الجديد وليبشرهم جلالته بمشاريع تتبع انشاء السد من شانها ان تخفف من وطأة الحياة هناك خلال الاعوام المقبلة.
وعاد جلالته ليؤكد "ان أولوياتنا تتركز حاليا على تنفيذ مشاريع وبرامج تسهم في تحسين الظروف المعيشية والحياتية لابناء اللواء".. داعيا جلالته الى تشكيل لجنة لادامة الاتصال بين الديوان الملكي الهاشمي وابناء اللواء والحكومة لتحديد مشاريع قابلة للتنفيذ.
وبعد ان استمع جلالته الى مشاكل وهموم اهالي الرويشد المتعلقة بالخدمات والتعليم ، ابدى جلالته توجيهاته الى الجهات المختصة لتنفيذها بعد اجراء الدراسات الازمة لذلك لضمان ان يعم الخير على جميع المواطنين فيها.
وعلقت الشريفة زين بنت ناصر على مشروع السد، وقالت "موقع السد يحجز المياه التي كانت تذهب هدرا، الا انه الان يحجز 19 مليون متر مكعب تأتت من هطول مطري واحد من شانها ان تساعد في زراعة الاعلاف من خلال الجمعيات التعاونية بالاضافة الى الزراعات الرعوية".
ويقع السد على الحدود الشمالية للواء الرويشد بالقرب من الحدود السورية وهو ملتقى وديان الرويشد و الغصين وابو حفنة و ابو الحصين ،ونفذ تحت مظلة الصندوق الهاشمي لتنمية البادية بالتعاون مع وزارات الزراعة و الاشغال والمياه بالاضافة الى القوات المسلحة والامن العام.
وحسب الشريفة زين فان اراضي السد ملك للدولة لانها تقع في منطقة حدودية مشيرة بهذا الصدد الى ان الصندوق الهاشمي سيوفر المظلة لابناء المنطقة بغية الزارعة هناك بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك.
وقالت "نعمل على اكثر من محور في البادية مرتكزين على ان عيش اهلها ياتي من الرعي لذا لابد من توفير الاعلاف وبالاعتماد ايضا على تعويضات البيئة للدول التي تضررت من حرب الخليج".. وهذه التعويضات بحسب الشريفة ستنفق على اعادة تاهيل البيئة البرية عن طريق انشاء مشاريع وبرامج لتاهيل وادارة المصادر الرعوية والمحميات والطبيعية مؤكدة على اشراك المجتمعات المحلية من مربي الاغنام في هذه البرامج.
واضافت ..ان للصندوق دورا فاعلا وقياديا من حيث طرح افكار المشاريع ومتابعة تنفيذها والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والخبرة في هذا المجال وخاصة ابناء المجتمع المحلي.
واسس الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية بمبادرة من جلالة الملك عقب زيارته لمناطق البادية الثلاث في منتصف عام 2003 بهدف جعل البادية منطقة جاذبة للسكان ومؤهلة للاستثمار عبر الاستغلال الامثل للموارد الطبيعية والبشرية بما يؤدي الى رفع المستوى المعيشي للسكان والحد من الفقر والبطالة.
وفيما كانت فتيات وفتية اللواء يمارسون مهاراتهم في استخدام الحاسوب ضمن محطة المعرفة التابعة لجمعية سيدات الرويشد الاجتماعية ابدى جلالة الملك توجيهاته لوزارة التربية والتعليم بتفعيل دور المحطة وزيادة كوادرها التدربية لتشمل اكبر شريحة من ابناء اللواء وكذلك ايجاد صفوف لتعليم اللغة الانجليزية التي يحتاجها الطلبة هناك.
ووفق وزير التربية والتعليم الدكتور خالد طوقان فان جلالته ابدى توجيهاته بتامين معلمين لروضة الاطفال بالاضافة الى كتب وقرطاسية.
ولم يغب عن جلالة الملك ذوو الاحتياجات الخاصة الذين رغم غيابهم الا ان جلالته بادر بالسؤال عن حجم مشكلتهم في المنطقة مبديا توجيهاته بدعمهم عبر تأسيس مركز خاص لهم.
ويقدر عدد ذوي الاحتاجات الخاصة في اللواء بنحو 85 حالة جلهم من الاطفال.
وبهدف تامين فرص التدريب لابناء الرويشد اقامت وزارة التنمية الاجتماعية بتوجيهات من جلالة الملك مركزا متخصصا لتدريب الخياطة باشر اعماله امس ويجري العمل على تاسيس مركز اخر للتجميل.
وفي هذا السياق اكد وزير التنمية الاجتماعية الدكتور سليمان الطراونة انه بتوجيه من جلالة الملك بدأت الوزارة بتقديم دعم مباشر لاهل المنطقة يتضمن ملابس واغذية وحقائب مدرسية بالاضافة الى دعم مالي وسيتم تقديم حافلة لخدمة اهداف الجمعية.
وتمكنت جمعية سيدات الرويشد للتنمية الاجتماعية حسب مديرتها انتصار العاصي من تحقيق اهدافها التي اسست من اجلها في مساعدة الاسر الفقيرة وفتح رياض الاطفال ومركز يهتم بشؤون المرأة بالاضافة الى تبني المشاريع الانتاجية والتاهيلية وفتح الصفوف لمحو الامية ومساعدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت ان الجمعية بصدد انشاء مصنع لانتاج الالبان سيبدأ العمل به في غضون اسابيع بعد ان حصل على التمويل اللازم لذلك.
ومن بين مرتادي محطة المعرفة كان اشرف السرحان 15 عاما يفاخرنا بمهاراته باستخدام الحاسوب ويقول "من خلال مشاركتي بهذه الدورة تعلمت الكثير من المهارات المتعلقة بالانترنت وتطبيقات الحاسوب وكيفية الاتصال مع العالم الخارجي".
اما الفتاة بهاء عبدﷲ 20 عاما فانها تطمح بان تحصل على عمل بعد ان تكتسب مهارات استخدام الحاسوب، مشيرة الى ان بعض مكاتب الوزارات بحاجة الى موظفين يتقنون استخدام الحاسوب والطباعة.
وزيارة جلالة الملك عبدﷲ الثاني الى لواء الرويشد التي رافقه فيها رئيس مجلس امناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية فيصل الفايز ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ووزراء التربية و الزراعة والمياه والتنمية الاجتماعية والبيئة وحضور العين حاكم القاضي والنائبين سعد هايل السرور وظاهر الفواز تاتي في سياق تواصل جلالة الملك مع ابناء وبنات شعبه بهدف الوقوف على مشاكلهم والاطلاع على همومهم على ارض الواقع للوصول والعمل على تحسين ظروفهم المعيشية.