جلالة الملك يرسي حجر الاساس لمختبر السنكروترون

عمان
06 كانون الثاني/يناير 2003

ارسى جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم حجر الاساس لمشروع المختبر العلمي الدولي لاشعة السنكروترون الذي يضم مسارعا نوويا لتسريع حزم الكترونية ينتج عنها اشعة ضوئية شديدة الكثافة تقدر قوتها بمليون ضعف الاشعة الضوئية الناتجة عن اجهزة الاشعة السينية في العيادات الطبية.

ويقع المختبر الذي سيبدا العمل في بناء منشاته نهاية الشهر الحالي في كلية الاميرة رحمة الجامعية التابعة لجامعة البلقاء التطبيقية في بلدة علان قرب مدينة السلط.

وحضر الافتتاح مدير عام منظمة اليونسكو كويشيرو ماتسورا الذي ترعى منظمته هذا المختبر ونائب المدير العام لدائرة العلوم والتطبيقات النووية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية البروفيسور فيرنر بيركارت ورئيس المجلس المؤقت لمشروع السيسيمي "مختبر ضوء السنكروترون للعلوم التجريبية في الشرق الاوسط."

ويضم المشروع سبع دول هي البحرين ومصر وايران والاردن والسلطة الوطنية الفلسطينية وتركيا واسرائيل في حين طلبت عدة دول عربية الانضمام بصفة مراقب ومنها المغرب والكويت وليبيا وعمان والامارات.

ويتوقع ان تصل تكلفة منشات المختبر الى اربعة ملايين دينار اردني حيث تحتوي المنشات على مجمع مخبري علمي مساحته خمسة الاف متر مربع ومكتبات وقاعات للحاسوب وورش هندسية والكترونية وورش دعم تشغيل وصيانة وادامة المسارع النووي للسنكروترون.

ولفت وزير التربية والتعليم الدكتور خالد طوقان الى جهود مبذولة لدعم المشروع بعشرة ملايين دولار اضافية لرفع طاقة التجهيزات الموجودة من 800 مليون فولت وهي طاقة المسارع الحالية الى ملياري فولت. وبين في تصريحات صحفية ان هذا المختبر يستخدم الطاقة الكهربائية وليس الوقود في تسريع الضوء الامر الذي يجعله امنا بيئيا.

واضاف ان المسارع سيخضع عند بدء تشغيله عام 2006 لانظمة الرقابة المتعلقة بالسلامة البيئية والاشعاعية في وكالتي الطاقة الذرية الدولية والطاقة الذرية الاردنية.

ويستفاد من المختبر في اجراء البحوث التجريبية في الجامعات والتصوير الضوئي الدقيق والمساعدة في ايجاد الصيغ العلمية لتركيبات المواد الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية.

كما يستخدم في مجال التشخيص الدقيق للامراض وفي بحوث تطوير الصناعة ودراسة العينات الاثرية.

وقال الدكتور طوقان خلال حفل الافتتاح ان اقامة هذا المختبر تتماشى مع الجهود الوطنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله لنقل الاردن الى عصر المعلوماتية وجعله مركزا لتكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الاوسط.

ويوفر المركز فرصا تدريبية للفنيين والعلماء والمهندسين الاردنيين للتدرب في مجال التعامل مع تقنية المسارعات النووية وحزم التفريغ واجهزة التحكم بالالات الدقيقة وغيرها.

من ناحيته اكد مدير عام اليونسكو كويشيرو ماتسورا ان هذا المشروع الذي سيشجع التنمية الاقتصادية من داخل المنطقة نفسها ما كان سينتقل الى الاردن لولا التزام جلالة الملك الشخصي وحماسته للموضوع. واضاف ان هذا المشروع جاء نتيجة للمؤتمر الدولي حول العلوم الذي عقد في بودابست عام 1999.

وتتمثل منافع المشروع في تحسين البحث الاساسي والتطبيقي في مجالات الطب والبيئة والتكنولوجيا التي تمس الحياة اليومية للناس اضافة الى تسهيل انشاء بنية تحتية ملائمة للتعاون العلمي الاقليمي لتعمل كشبكة تجسر تعاون هذه المنطقة مع دول الشمال وغيرها من دول العالم.

واكد ماتسورا ان وجود المختبر في المنطقة سيساعد على تخفيف الشعور بالعزلة بين العلماء في المناطق الاقل تطورا كما قد يساهم في تقليل هجرة الكفاءات من المنطقة ويمكن علماءها من ان يصبحوا شركاء لا زبائن للمؤسسات العلمية في الدول المتقدمة.

يذكر ان هذا المختبر هو الوحيد من نوعه في العالمين العربي والاسلامي وقد تنافس الاردن وارمينيا منافسة شديدة قبل ثلاثة اعوام على استضافة المختبر الذي تبرعت جمهورية المانيا بتجهيزاته البالغة كلفتها 60 مليون دولار.

وقال شوبر في تصريحات للصحفيين ان اختيار الاردن تم بناء على عدة عوامل منها انفتاحه في وجه علماء المنطقة ودعم السلطات المحلية للمشروع اضافة الى توفر البنية التحتية اللازمة لاقامة المختبر فيه.

من جهته وصف رئيس المجلس الدولي المؤقت لمشروع سيسيمي وجود المختبر في الاردن بانه "جوهرة لا يدرك البعض اهميتها" وبانه "فاتح ابواب" كونه سيعطي قوة دفع للتنمية العلمية التنافسية ويخلق فرص عمل للفنيين والعلماء والمهندسين وحتى الاداريين ويشجع على تطوير التقنيات المتقدمة ويدعم الاقتصاد ويرفع سوية العناية الانسانية.

من جانب اخر اكد البروفيسور فيرنر بيركارت من وكالة الطاقة الذرية الدولية ان وكالته تنظر الى مشروع سيسيمي باهتمام بالغ لانه مهم لتشجيع التعاون العلمي بين الدول المشاركة ولديه القدرة على ان يصبح مركزا للتميز الاقليمي. واشار الى ان الوكالة دعمت عدة ورشات عمل تابعة للمشروع وقامت بتدريب علماء ومهندسين من المنطقة في مختبرات السنكروترون المماثلة في اوروبا وامريكا والبالغ عددها في العالم تسعون مختبرا.

من جهة ثانية انعم جلالة الملك عبدالله الثاني على مدير عام اليونسكو بوسام الكوكب الاردني وعلى رئيس المجلس الدولي المؤقت لمشروع سيسيمي بوسام الاستقلال في حين منحت منظمة اليونسكو جلالته ووزير التربية والتعليم اوسمة شرف اليونسكو.